Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


رأي الجزيرة
التخوف من الوجه الآخر للعملة الإسرائيلية

السلام,, أي سلام تصنعه جميع الأطراف المتضامنة والساعية حقاً إلى تحقيق السلام، ولا يكفي أن يبدي طرف واحد رغبته في السلام فيتحقق، حتى وإن كان ذلك الواحد يمسك بمفاتيح السلام من خلال احتلاله أراضي الأطراف الأخرى التي أثبتت الأحداث أنها تمتلك هي الأخرى مفاتيح مكملة للسلام توازي الأرض، فالأمن صنو السلام، ولا قيمة لأي سلام دون تحقيق الأمان، والأرض تصبح وبالاً على من يحتلها إذا فجرت الأطراف الأخرى الأمن، وهي قادرة على ذلك، ولهذا فقد وافقت إسرائيل وحلفاؤها على الاشتراك في مؤتمر مدريد الذي عقد على قاعدة الأرض مقابل السلام ولازالة شكوك التيار اليميني في إسرائيل عملت الولايات المتحدة على أن تعزز مرجعية مدريد الأرض مقابل السلام بشق آخر يعتبره الإسرائيليون همهم الأول ونعني به الأمن فجاء اتفاق واي بلانتيشن مجسداً رغبتهم جعل الساسة والكتاب يطلقون عليه اتفاق الأمن مقابل الأرض وفعلا فرض على الفلسطينيين العديد من الالتزامات الامنية أوفوا بها جميعا إلا أن الإسرائيليين وفي عهد رئيس حكومتهم السابق نتنياهو لم ينفذوا ما عليهم من التزامات وظل نتنياهو يناور ويطلق وعودا كاذبة حتى فقد مصداقيته ليس مع كل الأطراف التي يفترض أن يبرم سلاماً معها، بل أيضا مع كل من يريد مساعدة إسرائيل ويصنف حليفا لها أو صديقا أمثال قادة أمريكا وأوروبا، بل فقد مصداقيته حتى مع شعبه الذي انتخبه، ولذلك تخلى عنه وفضل عليه منافسه باراك الذي جعل من دعواته للسلام سلماً أوصله للسلطة، ولهذا فقد هلل الجميع بفوز باراك ورحيل لنتنياهو الذي سئم كل من تعامل معه كذبه وعدم مصداقيته.
ولأن القادة العرب الذين تعاملوا مع نتنياهو قد ضاقوا ذرعاً بأكاذيبه وعرفوا مدى ما سببته تلك الأكاذيب والمسلك المشين لنتنياهو على مسيرة السلام، فإنهم يتوجسون شراً من التناقضات والتلاعب في الكلمات التي وردت في المؤتمرات الصحفية ولقاءات رئيس وزراء إسرائيل الجديد، ففي الوقت الذي يؤكد في القاهرة وعمان وغزة على التزامه بالتنفيذ الكامل لاتفاق واي بلانتيشن، نراه يغير هذا الالتزام في واشنطن ويتحدث عن دمج الاتفاق مع مفاوضات الوضع النهائي,,, ويعود في لندن ليكون غامضا ولايخرج المتابع هل هو عازم على تنفيذ الاتفاق أم يعمل على تأجيله، هذه المراوغات والتلاعب في الكلمات والمصطلحات جعلا كل مناصري السلام في المنطقة يشكون في جدية باراك ويتخوفون أن يكون الوجه الآخر للعملة الإسرائيلية.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved