اعتبرت اذاعة دمشق الرسمية السورية يوم الاربعاء ان مفاوضات السلام السورية- الاسرائيلية المعلقة منذ أكثر من ثلاث سنوات قد تستأنف خلال اسابيع معدودة مشددة على ان التوصل الى اتفاق ليس امرا مستحيلا .
واعتبرت الاذاعة في تعليقها اليومي ان كثيرا من المؤشرات ترجح ان تستأنف المفاوضات خلال اسابيع معدودة, ومع ان احدا لا يتوقع ان تكون سهلة بل قد تكون شاقة لكن التوصل الى اتفاق ليس امرا مستحيلا اذا كانت اسرائيل قد توصلت فعلا الى قناعة بأن السلام وحده هو الطريق الى اقرار امن جميع الاطراف واستقرار المنطقة .
واضافت ان سوريا هي التي فتحت الباب امام فرص السلام ولم توفر جهدا في هذا السبيل وهي الان اكثر حرصا على الفرصة الجديدة وتنتظر من الجانب الاسرائيلي التعبير بوضوح عن موقف اكثر تطورا وايجابية من عملية السلام .
يشار الى ان المسار السوري في مفاوضات السلام معلق منذ شباط/ فبراير 1996.
وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان بالكامل في مقابل ابرام السلام مع الدولة العبرية, وقد احتلت اسرائيل الجولان العام 1967 وضمته العام 1981.
وتحدثت الصحف الرسمية السورية يوم الاربعاء عن تطور الوضع في الشرق الاوسط لاسيما منذ زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي العمالي ايهود باراك لواشنطن.
وتمنى الرئيس الاميركي بيل كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع باراك في البيت الابيض قيام علاقات طبيعية اكثر مع سوريا معتبرا ان دمشق يمكنها ان تضطلع مجددا بدور رئيسي في عملية السلام في الشرق الاوسط.
واعتبر باراك من جهته ان الوقت حان لحصول اختراق مع سوريا موضحا الوقت حان، هذا هو رأيي على الاقل وهي حاجة ملحة وضرورة استراتيجية لاسرائيل وسوريا على حد سواء, في حال توافر الشريك، نريد ان نتقدم باتجاه السلام .
ودعت صحيفة الثورة السورية اسرائيل الى ان تغتنم الفرصة الذهبية التي توفرت والملخص مضمونها بعنوان مدريد للسلام ومبادىء الشرعية الدولية .
من جهة اخرى نقلت صحيفة معاريف يوم الاربعاء عن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان ايهود باراك سلم باعادة هضبة الجولان الى سوريا في مقابل السلام.
واوضح هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان رئيس الوزراء الاسرائيلي خلص الى الموافقة على انسحاب من الجولان حتى الحدود الدولية في مقابل اتفاق سلام يستند الى ترتيبات امنية دقيقة .
واضاف المسؤول الذي رافق باراك الى واشنطن ان هذه الترتيبات يفترض ان تشمل خصوصا اقامة مناطق واسعة منزوعة السلاح من الجانب السوري وتخفيضا في عدد القوات السورية.
وتابع ان هذه الترتيبات يجب ان تترافق مع زيادة جوهرية للمساعدة العسكرية الاميركية التي سبق أن طالب بها باراك.