Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


الجزيرة في متابعة شاملة لقضية كل المواسم
المهور والحفلات الباذخة والمباهاة تغتال أفراح المتزوجين
لن تنتهي هذه المظاهر إلا بتوفر الوعي الأسري الاجتماعي,, وهي سبب لكل مايعقب الزواج من خلافات
الركض وراء التميز الاجتماعي الكاذب خلق تبعات مرهقة للأسرة

* تحقيق : نجلاء الدوسري
واقع الزواج ومايترتب عليه من مصروفات والتزامات اثقلت كاهل الكثير من المتزوجين وفقد الكثير منهم عش الزوجية بسبب الديون التي أثرت على نوع العلاقة بين الزوجين ,, وكان من نتائج بعض ذلك الطلاق وفقدان البيت والزوجة، والحديث عن ذلك قد يطول ولعلنا نستمع الى بعض من له تجربة في ذلك وكذلك الحلول من المختصين في الحياة الاجتماعية على أننا سنورد بعض الأسماء مختصرة جداً نزولاً عند رغبة اصحابها ممن آثروا عدم الاعلان عن واقع حياتهم الأسرية احتراما لاسرهم وانسابهم والمهم الفائدة.
الزواج أفلسني
يقول عبد الله: لست نادما على الزواج من زوجتي الحالية لكن استغرب كيف وافقت على الزواج آنذاك بالمهر المرتفع جدا وتحملي الكثير من الديون منذ عشر سنوات وأنا أعاني من مشاكل الديون ولم اسعد يوما مع أسرتي او أسعدها بل أنني سوف أورثهم الكثير من الديون لأنني انقدت في ذلك الوقت الى التقليد لمن هم قادرون وطلبات أهل الزوجه لأني كنت أريد ان أكون أحسن حالا من فلان وفلان,, وانا الآن الضحية ومعي الزوجة والابناء.
أين المفر؟
ويقول إبراهيم: قبل 6 سنوات تقدمت لخطبة من إحدى الاسر وكانت معلمة فاتفقنا على المهر والتكاليف ولم يقصروا في ذلك الوقت بل ساعدوني كثيرا ,, ولسبب بعض الظروف تركت العمل واتجهت الى عمل أقل راتبا من العمل السابق وكانت الزوجة متعودة على نمط معين من الحياة السابقة أثناء الراتب السابق فأصبحت تخلق المشاكل وتعيرني بمستواها الوظيفي والمادي ومع المحاولات لم أفلح مما تسبب في الطلاق وقد كان سوء الاختيار من قبلنا جميعا السبب في ذلك.
دروس وتجارب
تقول( نورة) ان صديقتي عادت الى بيت الأهل بعد زواج استمر خمس سنوات ومعها طفلان والسبب طبعا عدم قدرة الزوج على تسيير الأمور الزوجية بسبب ثقل الديون بسبب المهر والحفلة والعطايا والهدايا التي طلبها الأهل أيام الزواج وكان الرجل غير قادر عليها وفشلت الحياة.
فيما صديقة أخرى تزوجت في نفس الفترة لكن بأقل التكاليف وبعيدا عنها وهي الآن تعيش حياة هادئة مع الزوج بل ان حالته المادية قد تحسنت بعد الزواج للتفاهم السائد بين الزوجين منذ الخطوبة وحتى الآن ثم ان حسن الاختيار وتوفيق الله سبحانه ساهما في استقرار هذه الاسره أدام الله على الجميع الاستقرار.
هل نبعد عن الأشكال المزيفة؟
المعلمة هياء الدوسري,, تقول مع بداية الإجازة الصيفية وطوال أيامها نعيش مناسبات الأفراح والزواجات هنا وهناك ورغم أنها أفراح لكننا نعرف ان ما يأتي خلفها سيكون هما ومتاعب وديونا لدى البعض او النسبة الكبيرة من الناس لان المصاريف أصبحت الهاجس المرعب لكل من يقدم على الزواج، الكل يريد ان يظهر أمام الناس بمظهر يليق بالمناسبة وكذلك الإطراء من هنا وهناك وكذلك سندان ومطرقة أهل الزوجة والمديح من قبل الجميع وقد يكون حب المباهاة,, وبعد الزواج يبدأ في تسديد ما عملت يداه برغبة منه او اكراه من أهل الزوجة التي ستكون هي الضحية,, وتضيف هياء: اعرف شخصا تزوج منذ 12 عاما ولايزال يعاني الديون ومعه الزوجة والأطفال الذين حرموا من أشياء كثيرة بسبب الديون.
ان التكاليف ليست في المهر وما يتبعه وانما تصل الى الآخرين البعيدين عن الزواج ذنبهم انهم مدعوون ويجب ان يظهروا أمام الناس بشكل مزيف بالديون فالمسؤولية كبيرة علىالجميع من الزوجين الى الأهل ثم المجتمع المسؤولون ووسائل الاعلام كلها قنوات عليها مسؤولية التوعية فمتى يكون ذلك؟,, أرجو ان يكون قريبا,.
لنترك العروسين يحددان حاجتهما
وتتحدث الاخت شيخة عبدالله,, قائلة كلنا يعرف ان الزواج سنة في الحياة ولكي تستمر الحياة لابد من التزاوج والتناسل فالرجال قوامون على النساء لذلك فالرجل لابد ان يتحمل جزءا من تكاليف الزواج لكن ليس ان ترهقه اسرة العروس بمصاريف فوق طاقته وهما -الزوج والزوجة- في غنى عن هذه التكاليف وفي بداية حياتهما,, بعيدا عن المظاهر التي اصبحت منتشرة في كل المجتمعات العربية وخاصة لدينا في المملكة,, واقترح إضافه للتوعية انه بعد اختيار الزوج المناسب ان يترك له وزوجته تحديد احتياجهما بعد ان يتم تعريفهما بالآثار التي قد تحدث لهما في حالة الإسراف في التكاليف وان حياتهما ستكون على حافة الانهيار,, وقد يكون الفقر مصيرهما، او الطلاق,, عند ذلك يحدد الفتى والفتاة ماذا يريدان وان عليهما ان يتحملا صنعهما,, ونبعد عن المظاهر البراقة المزيفة بسبب التقليد وتنفيذ رغبات الأهل والناس ونكون ضحية ذلك الصنيع.
نحتاج الوقفة الصادقة
نورة صالح ربة بيت وأم لعدد من البنات,, تقول ان بناتي مازلن صغيرات على سن الزواج لكن سوف أتحدث وأرجو ان يأتي اليوم الذي أزوج فيه البنات من دون تكاليف فيكفي ماحصل لي مع والدهن فلا نزال نعاني مما عمله الأهل بنا جزاهم الله خيرا وغفر الله لهم,, وليس ذنبهم فذلك ذنب المجتمع,, ان تكاليف الزواج أعباء تشغل فكر كل من يقدم على الزواج ومعه أهله وبالتالي أدى ذلك الىعزوف بعض الشباب عن الزواج او الزواج من الخارج وكذلك العنوسة التي بدأنا نلاحظها بين بناتنا السعوديات والتي لم تكن موجودة قبل 30سنة او اقل بقليل وان أولياء الأمور مسؤولون بالدرجة الأولى عن ذلك يشاركهم الجميع ان لم يجدوا الحلول التي لاتحتاج إلا إلى وقفة حازمة من الجميع وتطبيق فعلي، ونعرف بعض الاسر قامت بتطبيق ذلك ونجحت في خلال فترة بسيطة,, وعلىالجميع ان يحذوا حذو من سبق في تطبيق تحديد المهور وما يتبعها كما بدأنا نقرأ ونسمع عن الزواج الجماعي في حفلة واحدة وهذا قد يقلل مصاريف الحفلات ولكن لابد من المهر والتكاليف التي نسمع عنها ما يشيب الرأس ويقصم الظهر.
ام عبدالعزيز بن محمد قالت إن على كل شاب مقدم على الزواج ان يخطط لما يريد ويحاول ان يبني المستقبل باذن الله والبداية اختيار الزوجة الصالحة الأقل مهرا من أسرة طيبه تعينه على ا لخير وتقف بجانبه في بناء حياة سعيدة وهن ولله الحمد كثيرات في هذا المجتمع وعلى الشخص البحث عنهن بين الاسر الصالحة وقد يكون الدليل لهن شخص صالح فاظفر بذات الدين أيها الشخص الراغب حياة الاستقرار,, كما اهمس في اذن ولي الامر ان يختار الرجل الصالح وليس التاجر او ابن الوجاهة والجاه فقد يكون هذا الزوج وبالا على البنت وأهلها مستقبلا لكن ذلك الصالح سيكون مدخل خير للبنت واهلها,, وانصح الجميع بالبعد عن المظاهر البراقة من المصاريف والحفلات المكلفة للجميع وتكون وقتية لكن أضرارها تستمر سنوات وقد تكون عقوبة للشخص في الدنيا والآخرة.
الخالة مشعاء لديها فلسفة أخرى
الخالة مشعا,, تقول سوف أشارككم بالسؤال وعليكم الاجابة,, في الماضي عندما كانت الأحوال شحيحة والحاجة هم الناس,, كيف كان الزواج,؟ لم يكن هناك مغالاة في المهر,, لماذا كان سهلا؟, الزوجة كانت تذهب للرجل في نفس ليلة الخطبة,, الزوجة لم يكن لديها الا ثوب واحد خلق,, كيف كانت مع الزوج,؟ لاحفلات,, لاهدايا,, لامغنيات,, لااثاث حتى الفراش لم يكن مع الزوجة في الليلة الأولى,, لاطلبات,, لامغنيات,, كل شيء كان سهلا لماذا لم يكن هناك عنوسة؟ كيف كانت الحياة بين الزوجين؟, اذا وجدتم الاجابة على ذلك فستجدون السعادة بين الزوجين,, وعليكم النزول من أبراجكم العاجية التي صنعتموها بأيديكم ولكنها دائما تسقط بكم لانها لم تبن على أساس,, وكفى,.
الديون فرقت الزوجين
وتشاركنا الاختصاصية,, فوزية,, عيادة نفسية بالرياض,, ان لديها عددا من الحالات من أسبابها المغالاة في المهور ومنها حالة لشابة في التاسعة عشرة تزوجت قبل ثلاث سنوات من شاب وموظف بسيط ولكنه تحمل الكثيرمن الديون بسبب المهر والتكاليف,, ونظرا لعدم قدرته على التسديد تعرض للكثير من المشاكل ودخل التوقيف عدة مرات وحيث انه يعمل في قطاع خاص وبسبب الغياب خوفا من المطالبين له بالديون وكذلك السجن والتوقيف فقد فصل من العمل وحاول ان يلتحق بعمل ولكن لم يستطع ان يجد العمل المناسب الذي يلبي الطلبات ويفي بالديون، وبدأ الرجل يعاني نفسيا من ذلك وصار كثير الغياب عن البيت ثم الحقها مع أهله في البيت ولعدم قدرتها على التكيف مع الحياة الجديدة مع الأهل ظهرت المشاكل بين أسرة الزوج والزوجة ثم عادت الى بيت والدها وتدهورت حالتها الصحية والنفسية ولاتزال تراجع العيادة النفسية والسبب طبعا غلاء المهور والمظاهر التي يكون الضحية فيها الزوجان.
طمع وجشع ومظاهر خادعة
تقول الطالبة سارة عبدالله,, المغالاة في المهور وكثرتها تثقل كاهل الزوج ومن أسباب عزوف الشباب وعجزهم عن الزواج وبقاء الفتيات في البيوت وتحولهن الى ضحية للجشع والطمع من خلال بحث آبائهن عمن يحقق لهم بعض الخدع الاجتماعية فبعضهم يظن انه يحقق لابنته وجاهة او أمانا مع زوجها كما أن بعض الشباب يرى انه لابد ان يساير الموضة من باب الوجاهة أمام أهله وعشيرته وأصدقائه فيكلف نفسه ما لايطاق وان كنت استغرب الاستمرار لدى البعض رغم الوعي الاجتماعي الذي ساد المجتمع.
الطالبة/ نورة الودعاني، تقول ان القضية التي تطرحونها هي قضية مغالاة في المهور والتكاليف الباهظة التي ترافقها زادت عما سبق في السنوات الماضية وزادت حالات الطلاق التي نسمع أسبابه البسيطة التي لاتصل الى الطلاق فمثلا اختلاف نظرات الناس للحياة فالفتاة تريد مواصلة الدراسة وحصولها علىالوظيفة لتتقاضى راتبا يغنيها عن تعالى زوجها عليها بانفاقه عليها وعلى المنزل بينما يسعى للزواج من امرأة موظفة ذات راتب تساعده في أمور الحياة المادية ومن هنا وقع الخلاف بين الطرفين حتى ان الرجل المتزوج ما ان يسمع عن فتاة فاتها القطار او موظفة حتى يركض طالبا يدها وان تخلى عن زوجته الأولى التى ربما هي أم أولاده، والكثير من القضايا في هذا الجانب موجودة وتحدث باستمرار.
الوازع الديني والوعي الاجتماعي الثقافي
وتشاركنا الاستاذة/ منيرة بنت عبدالعزيز السليم رئيسة مجلس ادارة الجمعية النسائية الخيرية للخدمات الاجتماعية بالدمام فتقول: ان هذه القضية فعلا يعاني منها المجتمع السعودي والكل يرفضها,, المشكلة في التطبيق الفعلي وعدم الرضوخ لها وقد تنتهي هذه القضية الى الأبد عندما يكون لدينا الوعي والوازع الديني والثقافي وان تراعي الاسرة قدرة الزوج المادية وعدم تكليفه فوق طاقته وانما عليه ان يقوم بالتكاليف حسب القدرة وليس حسب رغبة أهل البنت وحسبما يفعله الناس بعد اختيار الزوج المناسب ولديه القدرة المناسبة على تسيير امور اسرتة الجديدة.
وتضيف ان المبالغة في مشتريات الذهب والفساتين ليس لها داع وخصوصا ان الفتيات الآن لايلبسن الذهب وانما هو عادة فقط ولاننكر ان العروس بحاجة الى الملابس والعطور فهي من متطلبات الحياة لكن بحدود المعقول وان على وسائل الاعلام دورا في التوعية والتثقيف وان تنتهي هذه المشكلة التي نعيشها في هذا العصر,,.
وتشاركنا الامينة العامة بجمعية فتاة ثقيف الخيرية النسائية بالطائف الاستاذة/ فريدة خورشيد فتقول: فيما يتعلق بتكاليف الزواج والتي يتحملها الزوج فعندما يطلب الرجل العفاف وتكوين أسرة صالحة يجد كل معونة وتيسر له عند البحث عن الزوجة الصالحة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( تنكح المرأة لاربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)) فعندما تكون الزوجة ذات دين تكون هي أساس الاسرة الصالحة فحينها تكون التكاليف يسيرة وكذلك عندما يتعاون أهل الزوجة مع الزوج ولايبالغون في طلباتهم تبدأ حياة الزوجين بسعادة وراحة بال ودون مشاق تسديد الديون فتكون تكلفة الزواج بمقدار دخل الزوج واستطاعته المادية دون مبالغة وإسراف حتى في المهور دون إفراط او تفريط فخير الأمور أوسطها أي الاعتدال في كل الأمور وهذا هو منهجنا الاسلامي الصحيح الذي لو اتبعناه لما وقعنا في المشاكل الأسرية,, وأشارت إلى ان المطلوب من أهل الزوجة البحث عن سعادة ابنتهم بإيجاد الرجل الصالح الذي يخشى الله في ابنتهم ويوفر لها حياة كريمة تبدأ على أساس سليم ودون مغالاة حتى لاتقع تبعات طلبات الأهل والزوجة بعد الزواج على الزوجين وتنغص حياتهما بسبب تلك الطلبات.
ان أساس المشكلة التي تطرحونها هي مظاهر الاسراف غير المنطقية ولن تنتهي هذه المظاهر الابزيادة الوعي لمخاطر هذه المظاهر وأنها سبب حدوث ربكة في الحياة الزوجية فعندما تبدأ الحياة الزوجية بطلبات غير منطقية سواء في إسراف طلبات الزوجة وأهلها او المغالاة في المهور ومصاريف حفل الزواج ليس الا للتفاخر والتقليد وتكون مقدرة الزوج لاتسمح بذلك ويلجأ للدين ليلبي هذه المطالب عندها لن يشعر براحة في حياته ويرجع أي خلاف قد يحدث بينه وبين زوجته الى أنها هي السبب في ديونه ومتاعبه ومشاكله وبذلك تنهار حياتهما من بدايتها, فلن تنتهي هذه المشكلة الابزيادة الوعي الفكري والديني لدى أهل الزوجين والشباب وتوضيح الغاية والهدف وليست الصورة الخارجية فقط للزواج من حفل وطلبات.
رأي في تكاليف الزواج
وعن التكاليف التي يتحملها العريس تجاه عروسه قد تكون بسيطة لو اتبع المنهج الاسلامي الصحيح في ذلك بأن يدفع للعروس مهرا حسب استطاعته دون مبالغة من أهل الزوجة في طلبهم ويعمل على توفير السكن الزوجي وفيه الأساسيات التي تحتاج لها الاسرة وأيضا دون مبالغة وبما يتفق مع إمكاناته المادية وقدرته، وعلى الاهل عدم التدخل في خصوصيات الزوجين وأسلوب حياتهما المستقبلية لأنها من حق الزوجين فقط فهما الأقدر على معرفة كل ما يحتاجان إليه وكل ما هو سبب في سعادتهما معا وعلى العروس ألا ترهق العريس بطلباتها غير الضرورية كالمبالغة في مشتريات الذهب والعطور حتى تستطيع ان تأنس وتسعد في حياتها فالسعادة ليست باقتناء الذهب والعطور وأفخر الملابس بقدر ماهي إحساس داخلي بالراحة والتفاهم والتقدير من الطرفين, فعندما تقدر العروس ظروف وإمكانات العريس يزيد احترامها وتقديرها لدى الزوج وبذلك تبدأ حياتهما معا بالمودة والوفاق.
النتائج
وتختتم الاستاذة فريدة حديثها قائلة انه عندما ترهق العروس عريسها بضغط من والديها وأهلها فهي بذلك تعتقد أنها قادرة على تلبية جميع رغباتها وأنها امتلكته عند ضغط أهلها عليه، ولاتعلم أنها بذلك تكسر أول لبنة في حياتها الزوجية لان الزوج إن لبى لها ولاهلها متطلباتهم والتي تفوق مقدرته وإمكانياته فلن تمر أيام الزواج الا وسيشعر الزوجان بالمشاكل فالزوج سيبدأ بتسديد ديونه ولن يتمكن من إسعادها وتوفير أنسها, وقد تكون بذلك هي وأهلها السبب في إفساد حياتها وانهيارها, فالنداء الاول والأخير للأهل وللزوجين هو الاعتدال واتباع السنة والشريعة الاسلامية في جميع الأمور فهي السبيل للسعادة والوفاء, وعلى جميع الجهات الاعلامية زيادة الوعي للمواطنين بضرورة الاعتدال وعدم الإسراف والمباهاة بذلك انهم بذلك يعملون على هدم الحياة الزوجية وتكليف الزوج الديون والمصاريف فوق طاقته.
وبذلك ستتنغص حياته ولن يشعر بطعم السعادة والاستقرار والراحة التي كان يحلم بها قبل الزواج.
للمجتمع دور أساسي
الاختصاصية الاجتماعية الاستاذة/ لولو المطيري,, تقول: ان المجتمع هو السبب الأساسي في القضية وليست الأسرة فلو ان المجتمع دائما يرفض ذلك ولا يجيزه للآخرين, بل عندما يعلم عن الإسراف يقاطع هذا الزواج او يقول: ان عملكم هذا خطأ ولكن الحاصل ان المجتمع يشارك ويؤيد ما يقوم به الآخرون من إسراف وغلاء مهور وتكاليف حفلات وهدايا وغيرها, كما انه لو امتنع الزوج وأهله عن طلبات أهل الزوجة والاتجاه الى أسرة أخرى وطلب يدها لكان هذا بمثابة رادع وعقاب قد يشعر به الأهل وانهم قد اخطأوا في حق البنت كما ان على وسائل الاعلام دور في الإكثار من طرح هذه القضية للتوعية والمجالس الاسرية والاجتماعات العائلية ونبذ هذه العادات التي لها الكثير من المشاكل ليس المجال مناسبا لطرحها لان الحديث فيها يطول لكننا جميعا نشعر بها دائما,.
الزواج تآلف
ويشاركنا في الرأي وطرح القضية الشيخ/ جلوي عبيد عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسليل ويقول: إن الزواج آية من آيات الله الدالة على قدرته سبحانه وتعالى والآيات في ذلك كثيرة وليس المجال لحصرها فهي معروفة لكل مسلم يتدبر القرآن الكريم ويتلوه وان الزواج يجمع بين شخصين كانا بعيدين عن بعضهما ألف بينهما وجعل كلا منهما يسكن للآخر ويرتاح اليه ثم جعل بينهما الرحمة والمودة والمحبة ما تستمر به الحياة الزوجية فسبحان الذي يؤلف بين القلوب ويجمع بين الأغراب لذلك كان الزواج سنة الله في خلقه وهو من سنن الفطرة التي فطر الناس عليها وحث عليها أنبياءه ورسله وعباده.
وبما ان لنا في الرسول أسوة حسنة فقد كان الزواج في عهد الرسول ميسرا غير مكلف ولامعقد فهذه (( فاطمة بنت محمد)) يتزوجها علي بن أبي طالب بدرع القتال وأخرى من الصحابيات تتزوج بالقرآن الكريم وما يحفظها اياه الزوج وأخرى تتزوج بنعلين وأخرى مهرها اسلام زوجها، والقصص في ذلك كثيرة فالرسول يقول (( أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة)) فالمسلم عندما يبحث عن الزوجة الصالحة من أسرة صالحة سوف يجد السعادة والفلاح وأول ذلك المهر اليسير.
هذا هو الحال
وفي الوقت الحاضر اختلفت النظرة للزواج لدى البعض وصاروا يتباهون بالتكاليف وغلاء المهور وكثرة المشتريات والصيغة وما يتبعها والحفلات المكلفة حتى اصبح البعض يجلب المغنيات والعياذ بالله ولايخفى علينا مايترتب على ذلك من الفساد والتكاليف الزائدة ويكون الزوج المسكين هو الضحية وكبش الفداء فنجده يتحمل الديون مما يثقل كاهل الرجال وقد يكون موظفا بسيطا ذا دخل محدود وهو شاب يريد الزواج خوفا من الفتن, فمن أين له هذا الزمان بالمهر الذي قد يتجاوز المائة الف ريال عدا الذهب والعطورات والملابس والتكاليف الأخرى ومع الأسف ان والد العروس لم تدخل الرحمة قلبه لهذا المسكين الضحية او كبش الفداء بل يتفق مع ام البنت وجميع الأهل على التشدد بحجة التقليد للآخرين وليس الحال بأحسن من حال الأخريات فيضطر المسكين الى الدين والقروض وكأن الزواج بيع وشراء.
الإسراف الخطير
ولقد وقع الناس في مشكلة الإسراف وهي خطيرة جدا خذ مثلا يحضر البعض الاطعمه ماقد يفوق الاحتياج أضعاف حاجة المدعوين او يجعل الحفل في احد القصور او الفنادق الغالية ان كان من أهل المدن كل ذلك مباهاة وتفاخرا أمام الآخرين والبعض يفاخر ان ابنته مهرها الاكثر على مستوى الأسرة او الحي ((إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين))
لكن متى حصل الوعي وعرف الناس الحكمة من الزواج وعرفوا خطورة التبذير والإسراف وعلموا أهمية تخفيف المهور زالت هذه المظاهر فيجب علينا مسؤولين ومواطنين تنبيه الناس الى هذه الأمور ويجب على العلماء والأمراء وأعيان الناس ان يسنوا للناس سنة حسنة وذلك بالسعي الجاد في تقليل المهور وما يتبعها من تكاليف وتسهيل أمور الزواج للشباب.
وعلى الشباب ان يتقوا الله بعدم تقليد الآخرين تقليدا قد يضرهم كأن يقال فلان تزوج بكذا,, وحجز في الفندق او الصالة كذا,, أعطى كذا,, وسافر مع عروسه لبلاد كذا,, للفترة كذا,, وقد يكون فلان من الناس قادرا وهذا المسكين قادر بالدين والقروض، وعلى الزوجات ان يراعين أزواجهن وينظرن الى أحوالهن، فالزوج الغني ليس كالزوج الفقير (( لايكلف الله نفسا ألا ما آتاها)) وعليها ان تنظر الى من هن اقل منها من النساء ولاتنظر الى من هن أعلى حتى لاتحتقر نعم الله وان ترضى بما قسم الله لها وان تصبر حتى يأتي الفرج.
تدخل الأهل الكارثة
أما تدخل الأهل في خصوصيات الزوجين فقد يحدث الكثير من المشاكل التي قد تؤدي الى الطلاق منها على سبيل المثال التنغيص عليهما ومطالبة البنت بالإكثار من الطلبات وقد يكون الزوج غير قادر,, وكان الواجب على الأهل حث البنت على الإحسان للزوج لتبقى حياتهما مستقرة هانئة والبساطة في الحياة وعدم الإسراف والابتعاد عن التقليد.
وعلى وسائل الاعلام والخطباء وأئمه المساجد النصح وتبيان الأضرار والنتائج لهذه القضية المهمة في حياة الناس.
نحاول بالإقناع
مديرة الجمعية الخيرية النسائية أبها,, تشاركنا قائله سوف أتحدث عن جانب الإسراف والتبذير تاركة بقيه محاور القضية للمشاركين ومن واقع التجربة للجمعية على توعية الأهالي في منطقة الجنوب على التدبير والاستفادة من كل ما هو صغير وهذا من خلال برنامج الرندة الريفية الذي درس في (( 7 أماكن بالجنوب)) وهذا المنهج الخاص بالإرشاد والتوجيه المنزلي يهدف الى:
إكساب المرأة المهارات في العمل والتنظيم وتعويدهن على تحمل المسؤليه والتقليل من المصروفات للأسرة وكيفية الاستفادة من بقايا الطعام وهذا لتعويد المرأة على التنظيم وعدم الإسراف وتحقيق المعادلة في الميزانية بين الدخل الشهري والمصروفات.
وتحدثت عن حفلات الإسراف في الطعام قائلة انها تكلف المال والجهد ثم يلقى بها او معظمها بكل سهولة في أماكن النفايات بسبب سوء استخدامها ولكي تستفيد منها الحالات ذات الإمكانيات المادية الضعيفة فإننا نوجه دائما الدعوة لهم بالتكرم بتعبئتها في عبوات بلاستيكية مغلفة بصورة جيدة ثم ترسل للجمعية في نفس الوقت او حضور سيارات الجمعية لنقلها وتوزيعها على الحالات التي ترعاها الجمعية.
وتضيف ان مسؤولية التوجيه والنصح مسؤولية الجميع على مستوى الاسرة والمجتمع ورجال الدين حيث انهم الأقدر على إقناع الناس بما يتفق والدين الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة وكذلك وسائل الاعلام والمدارس للبنين والبنات.
نحن بحاجة إلى إعلام اجتماعي
الاستاذة/ منيرة محمد,, تقول من اجل ان نيسر الزواج اورد بعض النقاط للاستفادة منها,, اولا ارجو ان تهتم وسائل الاعلام بدور التثقيف للمجتمع باستمرار وحث الناس على التقليل والاشادة بمن يقوم بهذا العمل من خلال وسائل الاعلام وتغطية تلك الخطوات وتحليل النتائج كما تعمل الصحف في تحليل الرياضة اننا بحاجة الى إعلام اجتماعي من أشخاص مختصين وكذلك الخطباء، وتخفيف المهور عملا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والاستفادة من تجارب بعض القبائل التي قامت بتحديد المهور بما لايزيد على 40 الف ريال وأكثرهم اكتفى باقل منه لان هذا المبلغ يكفي للزوجة من الذهب والملابس وأدوات الجمال والزوج يلزمه تأثيث منزل ومصاريف أخرى, كما اقترح الحد من الولائم في الأفراح وتنظيم عدة أفراح في مكان واحد وعدم الإسراف في الحفلات ومن الأفضل ايجاد مكتب لتنظيم الأفراح ويكون واسطة خير مع الجمعيات لتوزيع المواد الغذائية الزائدة في الأفراح على المحتاجين كما ان على رجال المال دوراً بفتح باب للتقسيط الحلال وفق شروط اسلامية وإشراف لجان من رجال الدين وتكون ميسرة على من يرغب الزواج والتسديد لفترات وفق ضوابط جيدة للطرفين,.
لم يعد المهر مشكلة
لابد من الإيضاح ان الكثير ما يزال يرى ان غلاء المهور يشكل عقبة رئيسية في وجه الشباب وتدفعهم بالتالي للزواج من الخارج وفي هذا الصدد تتساءل الاخت/ بدرية الخالدي كيف يمكن لشاب دخله محدود ان يوفر متطلبات الزواج في بعض المناطق حيث يتجاوز 250 الف ريال الى جانب الذهب ومصاريف كثيرة أخرى بالاضافة الى إصرار بعض الاسر ان تكون الشبكة في يوم وتتم في قصر أفراح وعقد القران في يوم آخر ويتم أيضا في قصر أفراح والزواج في يوم آخر ويتم أيضا في قصر أفراح ,, كيف يستطيع الشاب ان يتحمل كل هذه المصاريف التي لاداعي لها وتضيف قائلة,, ليس المشكلة في المهر والمبلغ النقدي المقدم فهذا قد تم علاجه في بعض المناطق لكن المشكلة الاساسية التي لاتزال قائمة تكمن في المصاغ او الذهب الذي يقدم للعروس والذي يصل في بعض الأحيان الى 100 الف ريال ولايقل عن 50 الف ريال كما ان العادات تفرض على الشاب دفع مبالغ لافائدة منها كحفلات الفرح التي يذبح فيها العديد من الذبائح قد تصل الى 40 رأساً ولو أضفناها على المهر وإيجار القصر وتأثيث المنزل وقيمة الإيجار وخلافه,, سيخرج الشاب وقد تحمل الكثير من الديون التي سوف تستمر معه لسنوات طويلة,.
إنها المسايرة
وتختم القضية الأخت الاستاذة/ موضي البريدي : تقول الكل يدرك ان لدينا مغالاة وإسرافا في المناسبات ومنها الزواج,, لكن الكل يمارس ذلك او يكون راضيا عنه واتساءل من الذي سوف يبدأ هناك الكثير قد بدأ لكن لايمنع ان يكون معهم آخرون لنزيد العدد دون ان نعطي النقد اللاذع او الاستغراب او الاستهجان أي اهتمام ولعل المشكلة تزداد اذا علمنا ان بعض المواقف والولائم لا يكون للفرد فيها حرية الخيار بل كما يقال( مكره أخاك لابطل) فقد يصر الأهل ان يكون العرس في ارقى الصالات او الفنادق وان يذبح من الخراف العدد الفلاني فلا يجد مفرا من الرضوخ لمثل هذه الأمور رغم عدم إيمانه بها او ببعضها فالكثير من الطبقات الواعية بدأت تدرك وتعي هذه المشكلة وتحاول التخلص منها إلا ان الضغط الاجتماعي الذي تمارسه طبقة العوام يشكل عقبة حقيقية للتخلص من هذه الظاهرة مما يجعل العديد من المثقفين يرضخون لمثل هذه التقاليد ويسايرونها غصبا ودون قناعة لكنه المجتمع.
من المحررة:
حقيقة ان الموضوع حيوي وهام جدا ويحتاج الى عدة صفحات وصفحات وهذا ماحصل لكن حاولنا غربلة الموضوع للخروج بعدة نتائج يجدها القارئ بين سطور التحقيق,, وما قاله ضيوف القضية التي تستحق ان نطلق عليها قضية اجتماعية,, العذر إلى الاخوات اللاتي شاركننا في الموضوع ولم نستطع نشر المشاركات لكثرتها ومن مناطق مختلفة فلهن الشكر, وقد نعود للموضوع مرة اخرى,, لاندري الى متى تستمر القضية مطروحة,, ومتى نتخلص منها الى الابد؟ وهذا مانريده.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved