Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


د,محمد جلال غندور أستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة الملك سعود
المملكة في المرتبة الأولى في إنتاج المعلومات التقنية على مستوى الوطن العربي

كلما توجد حضارة توجد مكتبة
تحظى المملكة العربية السعودية بمكانة متقدمة في مجال المعلومات والتوثيق والمكتبات حتى اصبحت تعد من اوائل الدول على مستوى الوطن العربي في انتاج المعلومة التقنية وهذا يعود لانتهاجها سياسة رشيدة تحت توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في الاهتمام بالبحث العلمي ومراكز انتاج المعلومات لذا يوجد العديد من مراصد ومراكز البيانات والمعلومات بالمملكة منها مركز معلومات جامعة الملك سعود، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومركز الملك فيصل الاسلامي، وكذلك مكتبة الملك عبدالعزيز التابعة للحرس الوطني ومكتبة الملك فهد الوطنية.
ويساعد كل هذه المراكز على انتاج معلومة سريعة ودقيقة وجود بنية تحتية وتكنولوجية ووسائل حديثة تحرص المملكة على توافرها.
حول اهمية هذه المراكز وعن علم المكتبات والوثائق كتخصص نادر التقت الجزيرة الدكتور محمد جلال سيد محمد غندور استاذ قسم المكتبات والمعلومات بكلية الاداب جامعة الملك سعود ورئيس قسم المكتبات والمعلومات بجامعة القاهرة.
سألناه في البداية عن تخصصه في مجال المكتبات والوثائق ولماذا نصفه دائما بالتخصص النادر فقال:
لابد من التفرقة بداية بين تخصص المكتبات كمهنة وبين الدراسة الاكاديمية، فالحضارات القديمة كلها وجدت بها مكتبات لانها تمثل وتضم كل الجهود الفكرية لهذه الحضارات، وكلما توجد حضارة كبيرة توجد مكتبة، فالكتابة من الاوعية الفكرية الموجودة لاي حضارة، اما المكتبات كعلم ودراسة متخصصة لم يأخذ شكله الحديث الا مع بداية القرن التاسع عشر حيث تطورت المهنة وظهرت كعلم يدرس في الجامعات مع بداية القرن العشرين خاصة فروع المكتبات التقليدية وبعدها ارست المهنة قواعدها واصبحت الممارسة تحتاج الى تقنين وكوادر خاصة اصبحت تستفيد من كل تطور للعلم والعلوم وتم التعامل في مجال نقل المعلومات باشكالها المختلفة المرئية والمسموعة والحاسبات الالية وتحولت المكتبة التقليدية الى المكتبة التصويرية ومكتبات بلاحدود إلى علم الاتصالات واصبح كل شيء يحتاج الى معلومة شرط ان تكون سريعة ورخيصة ودقيقة.
* وماذا عن الوثائق؟
-هناك نوعان من الوثائق، وثائق تاريخية، ووثائق جارية والأولى هي الارشيفية التي تنتج لاداء غرض معين بعد ان تنتهي مهمتها ثم يحتفظ بها كوثيقة ومنها ماينتهي بمرور الوقت ويتم اعدامها وتسمى وثيقة ارشيفية مؤقته وهناك وثيقة تستمر لسنوات طويلة كوثائق البيع والشراء ووثائق حدود الدول, اما الوثائق الجارية فهي التي تنتج لاغراض ادارية ومهنية ولها صفة التداول مثل رخصة القيادة والجواز والوثائق التاريخية تحاول الاحتفاظ بشكلها التقليدي لاهميتها ولكن الان نستعين بالوسائل الاليكترونية الحديثة في حفظها، والمعلومات هي الوجه الحديث للمكتبات ولذلك لافرق الان لان الجميع يستخدم التكنولوجيا لتقديم المعلومات والفارق الوحيد يكون في الاجراءات التفصيلية لكل قسم .
العائد التكنولوجي
* أليس شراء البيانات والمعلومات باهظ التكاليف؟
-لانستطيع الجزم بذلك فارتفاع أو انخفاض اسعار التكنولوجيا يقاس دائماً بعائدها ولذلك لابد من دراسة الجدوى قبل اقامة اي نظام معلومات ولا اقصد هنا العائد المادي فقط بل العائد الخدمي ايضاً، وبشكل عام فإن التكنولوجيا الحديثة في هبوط مستمر مع كفاءة وجودها، فالانترنت تكنولوجيا حديثة ويعتبر تطويراً لخدمات الحاسبات الالية التي كانت تعطي لنا المعلومات وبدأ الانترنت كشبكة محلية داخل وزارة الدفاع الامريكية وبعدها تم طرحها في الجامعات و ومراكز البحوث ثم امتدت الى العالم كله.
* وهل ترى اننا حصلنا على كل مانريده من خطوة الانترنت هذه؟
-مايزال نقص المعلومات هو السمة الغالبة على هذه الخطوة، ومعلومات الانترنت ليست كلها صالحة لنا فقد تكون غزواً ثقافياً، والانترنت مازالت في طفولتها حالياً ومعظم معلوماتها اجتماعية وثقافية وتسويقية ودعائية اكثر من ان تكون علمية فهي اداة غزو ثقافي في يد الدول المتقدمة.
الغزو الثقافي
* وماذا نحن فاعلون لحماية انفسنا من هذا الغزو الثقافي؟
-توجد ندوات كثيرة تعقد بالدول النامية والعربية حول هذا الموضوع وهناك تقسيم للدول من حيث المعلومات دول تنتج تكنولوجيا المعلومات وهي تستطيع استخدامها وتوجد دول تستخدم المعلومات وتحافظ عليها ولاتنتجها ودول تستخدم المعلومات ولكن لاتستطيع المحافظة عليها والدول العربية لاتستطيع انتاج التكنولوجيا ولا المعلومات وتوجد فجوة كبيرة بين التخطيط والتنفيذ في العالم الثالث ولدينا خطة عربية للمعلومات بجامعة الدول العربية لعام 1998م وبها توصيات ومقترحات جيدة ولكن لم ينفذ منها شيء، فيجب البدء بتفعيل كل هذه الخطوات والتوصيات التي يتم التوصل اليها حتى نحافظ على هويتنا من اخطار الغزو الثقافي.
المملكة والطفرة العلمية
* وما رأيك في الطفرة العلمية ومراكز المعلومات والبيانات بالمملكة؟
-المملكة العربية السعودية من اوائل الدول العربية المتقدمة في الاهتمام بالبحث العلمي وانشاء المراكز للمعلومات والبيانات، ومن خلال تجربتي الشخصية في التعامل مع مراكز المعلومات في المملكة اؤكد ان جامعة الملك سعود من اكثر الجامعات العربية المتقدمة في مجال المعلومات وانا لا اتحدث من باب المجاملة - فاعمالها تتحدث عن نفسها من خلال البحوث العديدة الموجودة بها ناهيك عن وجود البيئة الجيدة للبحث العلمي وتطبيقاته خارج حدود الجامعة فيوجد في المملكة بنية تحتية للتكنولوجيا جيدة وكذلك شبكات معلومات مما يتيح للباحثين الحصول على المعلومات في وقت سريع وبتكلفة اقل، كذلك توجد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومركز الملك فيصل الاسلامي ومكتبة الملك فهد الوطنية وهي من اكثر المكتبات الوطنية التي تقدم مصادر معلومات مختلفة وهذه المراكز لاتهتم فقط بالجانب الاسلامي وخاصة التراث الاسلامي والتراث العربي ولكنها لاتهمل الجوانب الاخرى وفي بحث قام به الدكتور احمد بدر حول خريطة مصادر المعلومات التقنية وانتاجها على مستوى العالم العربي اشار فيه الى ان المملكة تأتي في المرتبة الاولى مع مصر في انتاج المعلومات التقنية والعديد من الباحثين في الوطن العربي يعتمدون على مراصد البيانات ومراكز البحوث الموجودة بالمملكة.
عطيات عبدالرحيم

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved