سقسقة :
تغذية الفكر هي شمس ثانية بالنسبة للمتعلمين
- حكمة يونانية -
***
في رأيي ان اهمية تكوين الوعي الاجتماعي تأتي من الاهتمام بكافة عناصر المجتمع بشكل متوازن.
ولا يعني اهمال المرأة أو الطفل او الرجل في اي مجتمع سوى خلل في تأكيد هوية ذلك المجتمع.
إذ ان الوعي كما يحدده الاديب كمال جنبلاط هو (اليقظة التي هي عين الوجود وهو في صميم التكوين الابداعي)
ان مسألة تكوين هذا الوعي ليست سهلة فحين يوجد العلم في ثنايا الكتب وفي اروقة المؤسسات التعليمية يبدو الوعي كأعمق مراحل العلم والمعرفة التي يجب على الفرد ان يحرص على الوصول إليها لتكوين رؤية سليمة وعميقة لمختلف زوايا الحياة.
وبصفة خاصة يجدر بالمجتمع الاهتمام بتنمية المرأة التي تمثل جزءاً كبيراً من اي مجتمع كما ينعكس دورها وتأثيرها على المجتمع بأكمله.
وإذا كانت المجتمعات العربية تحرص على الاهتمام بمحو الامية فإنه من المهم ان تهتم كذلك بتوعية المرأة ليظهر اثرها وتأثيرها عبر تاريخها الاجتماعي اذ يحتاج المجتمع إلى عقل المرأة الواعي وفكرها المستنير وهذا لا يحققه التعليم وحده بل تساهم في ذلك الثقافة التوجيهية المستنيرة التي تصقل شخصية المرأة وتؤهلها لممارسة دور يتجاوز الرعاية التقليدية للاطفال في المنزل او شغل احدى الوظائف في القطاعات الحكومية أو الاهلية.
ان دور المرأة الواعية في المنزل او العمل هام وخطير إذ تساهم بشكل اكيد في نجاح الاسرة لتحقيق دورها عبر نشر الوعي بين افراد الاسرة,, يتضمن ذلك تفهم شخصية الزوج ودفعه إلى النجاح في العمل الذي ينعكس تأثيره على الاسرة بكاملها بالاضافة الى رعاية الاطفال او الابناء بعيداً عن التقليدية التي تتطلب تهيئة الطعام او تجهيز الملابس والعمليات الروتينية.
إذ ان من المهم ان تتفهم شخصيات الاطفال وتقدم لهم الاحتواء والرعاية التي تدفعهم لمستقبل مشرق، ولذلك قيل قديما (عندما تثقف رجلا تكون قد ثقفت فرداً واحداً، وعندما تثقف امرأة فإنما تثقف عائلة بكاملها) وذلك لان الكتاب الذي تقرؤه المرأة وتحدث عنه اطفالها وتنافس فيه زوجها يعتبر ثروة حقيقية حيث انها بذلك تمنح المعلومة ابعد وأعمق من الذاكرة الوقتية.
ناهد باشطح