Monday 26th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 13 ربيع الثاني


دقات الثواني
الشيخان مناع وعطية

تقاطر العلماء يرحلون عن دار عمروها بالعلم الى دار ندعو الله ان يجعلها لهم روضات من الجنات، رحل محمد الغزالي وجاد الحق ثم تبعهما في عامنا هذا عدد من العلماء وهم المشايخ: محمد عمر فلاتة وصالح بن غصون وعبدالعزيز بن باز وعلي الطنطاوي ومصطفى الزرقا، ولحق بهم في سنة رحيل العلماء الشيخان مناع قطان وعطية سالم، رحمهم الله جميعا.
يتفق الشيخان مناع وعطية انهما ولدا في سنة واحدة في مصر ثم وفدا الى المملكة فكانت لهما المكان الملائم لأخذ العلم ونشره، اما الشيخ عطية فقد كان رجلا عصاميا مازال يكافح في طلب العلم في حلقات المسجد النبوي ثم في المدارس النظامية حتى أخذ منه بحظ وافر ، واتجه الى التدريس في دروس المسجد النبوي وفي التأليف للكتب ومن افضل ما قرأت له تكملته لكتاب (أضواء البيان) لشيخه الامين الجكني الشنقيطي الذي توفي قبل اتمامه، وقد كان (عطية) عالما في إكماله على منهج شيخه مطلعا على كل المذاهب الفقهية متسما بالاعتدال في عرضه وفي ترجيحه، ومن عجيب الصدف انني اشتريت له كتيبا ألفه عن العين والرقية والاستشفاء بالقرآن) ولم اتمكن من قراءته إلا الاسبوع الماضي، وقد كان محسنا كل الاحسان عندما اسهم في الاذاعة عبر برامجها في الدعوة والتعريف بعلماء الحرمين الشريفين وأحسنت الاذاعة عندما بثت دروسه في المسجد النبوي كبقية دروس العلماء، وهو ثاني عالم تفقده حلقات المسجد النبوي هذا العام بعد الشيخ محمد عمر فلاتة.
أما الشيخ مناع قطان فقد خرج من مصر قبل نصف قرن اثر ملاحقة العلماء اذ ذاك ووجد في المملكة الملاذ الآمن، والمكان المناسب لنشر العلم، وقد سمعت منه انه لم يستطع العودة لمصر للزواج فما كان من والد زوجته إلا ان زفها اليه في الاحساء حيث تكفلت بالوليمة أسرة (المبارك) الاحسائية.
درستُ مقرر (أصول التفسير) من مؤلفات الشيخ في المرحلة الثانوية ثم تعرفت على الشيخ الفاضل الذي اسهم كثيرا في برامج الاذاعة وقد برع في التأليف في علوم القرآن والسنة والثقافة الاسلامية والقضايا الفقهية المعاصرة ومقارعة المستغربين، وبيان صلاحية الشريعة الاسلامية لكل زمان ومكان، كان يتسم بالعلم الشرعي الشامل والاعتدال وسعة الصدر والبعد عن التشدد او دفع الشباب الى الغلو.
وكان الشيخ مناع خطيبا متميزا في جامع المطار في الرياض وظل على ذلك سنوات، ولم تشغله المناصب الادارية التي تولاها عن مواصلة البحث والتأليف والدعوة والاشراف على طلاب الماجستير والدكتوراه والتأليف للكتب المدرسية.
(اذا مات العالم انثلمت ثلمة لا تسد الى يوم القيامة) كما جاء في الأثر، وموت هذه الثلة من العلماء ينبغي ان يدفع الامة الى الاهتمام بايجاد جيل يخلفهم في نقل امانة العلم وحملها في زمن تكاثر فيه المتعالمون واقبل فيه الناس على علوم الدنيا.
د, عائض الردادي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved