Monday 26th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 13 ربيع الثاني


أما بعد
محاصرة العنوسة

اتفقت قبيلة السليط من شمر بمنطقة حائل على تحديد المهور وتخفيض تكاليف الزواج في خطوة لعلها مهمة تساهم قليلا في كبح جماح هذا (السرطان) المستشري في مجتمعنا والمتمثل في الارتفاع الفاحش لتكاليف الزواج وما يتبعه من معطيات خطيرة وظواهر واقعية اخطر.
وما اقدمت عليه قبيلة السليط يعد خطوة مباركة لشباب وفتيات القبيلة,, وسوف تجني ثماره قريبا ان شاء الله - وهي اتفاقية سابقة توصلت اليها قبائل اخرى,, كان آخرها قبيلة (الغيثة) من شمر ايضا,, وصاحبها تطبيق فعلي لنصوص الاتفاقية (ولبعض) حالات الزواج بين افراد القبيلة,, ومثل هذه الاتفاقية يجب ان تكون مثالا يحتذى به وقدوة حسنة للكثير من القبائل والعوائل في مملكتنا الغالية كلها.
نحن كمجتمع يعتز بترابطه وتضامنه وتكاتفه المستمدة من الاسلام السمح,, يلزمنا - حقيقة - ان نقف قليلا ونتأمل - بجدية اكثر - لندرك ان مسألة عزوف شبابنا عن الزواج وازدياد نسبة العنوسة لدينا,, هي والله ظاهرة واقعة وخطيرة جدا لا نحسبها إلا وقد الفت تفتك بنا,, لتعصر قلوبنا بالألم وتقتل فينا الأمل, لا تقبل انصاف الحلول اطلاقا,, وكبداية للاتجاه في نواجع الحلول,, يلزمنا ان نعترف بوجود هذه الظاهرة ونحس بها كما لم نحس من قبل.
عندما تتفق قبيلة ما او عائلة كبيرة (مثلا) على تحديد مهور الزواج بأهداف سامية ونبيلة لتخفيض تكاليف الزواج وتحطيم حواجز الغلاء,, فإن الغالبية تبادر لتنفيذ بنود الاتفاقية ايمانا منها بأهمية الرسالة التي تحملها الاتفاقية,, ثم يبادر آخرون كذلك بهدف عدم الخروج عن مسار القبيلة واحتراما للاتفاقية دون مسألة الاقتناع او الاقناع,, ولهذين النوعين نقول: كثر الله من امثالكم وأثابكم,, لقد فعلتم المطلوب.
لكن هناك فئة (قليلة) اخرى - على مستوى الافراد - تجد متعة كبيرة في شق الصفوف والخروج عن مسار الاتفاقية,, لا لشيء وانما اشباع لرغبات مريضة جوفاء,, وهذه عادة معروفة,, حيث ان لكل عمل خير معارضين,, ومثل هذه الاعمال لابد ان تلقى حربا من هؤلاء البعيدين عن جادة الصواب,, والمهم ألا يؤثر هؤلاء القلة على الاخرين في مسيرة المشاريع الخيرة.
اجزم يقينا ان مسألة اقامة حفلات الاعراس في القصور والصالات هي مسألة تقليد بالدرجة الاولى,, ومجاراة لاتجاه فئة معينة من الناس حتى لو كان هذا الاتجاه خاطئا - لدرجة تصر فيها (فئة معينة) على اقامة مناسباتهم في قصر او صالة محددة دون سواها لاعتقادهم بأنها الافضل والاميز والاكثر ارتفاعا في السعر!!
بالرغم من ان صالات الزواجات (في حائل مثلا) على درجة واحدة تقريبا وتتفاوت اسعارها (عشوائيا!!).
ثم انني ارى - فعلا - ان هناك اتجاها لدى عامة الناس بترك صالات الافراح ,, والدليل على ذلك هو قلة الحضور في الحفلات المقامة بتلك الصالات,, وإقامة بعض الحفلات في المنازل والاستراحات البسيطة,, وهي بلاشك ظاهرة رائعة تستحق منا كل تقدير واشادة لانها خطوة مهمة للاتجاه في تسهيل عملية الزواج.
لكن ما هي المشكلة في اقامة حفل الزواج في المنازل والاستراحات الصغيرة,, واقتصار حفلها على اقارب العروسين؟! الجواب,, لا شيء وخصوصا ان في ذلك بعدا عن صالات وقصور الافراح التي تكبد اهل العروسين مبالغ طائلة تدفع لصاحب الصالة والمسألة ساعة او ساعتين فقط مع معطيات اخرى كالولائم والمشروبات والفواكه والحلويات والورود والطقاقات و,,و,,و,, بينما يمكن توفير هذه المبالغ لمساعدة العروسين في اكمال مشوارهما بالحياة معا يبدؤه العروسان بعمرة مباركة في الديار المقدسة وقضاء شهر عسل سعيد - باذن الله - ومن ثم العودة للاستمتاع بالمبلغ المتبقي في تكملة متطلبات منزل المستقبل.
ولكل عروسين ادعو الله ان يبارك لهما وعليهما وان يجمع بينهما في خير,, وان يجنبنا واياكم خسائر صالات الافراح.
محمد المصارع

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved