** لا ادري حتى الآن,, لماذا الطرق في شمال بلادنا ليست على ما يرام,.
** الشمال,, منطقة متباعدة,, تفصلها مئات الكيلومترات,, وهي طرق عامرة بالحركة الدؤوبة,, وفوق أنها الوسيلة الوحيدة لتنقل أبناء المنطقة,, فهي التي تربطه بالدول الاخرى شمالاً,, وبالذات,, الأردن وسوريا وتركيا,, وبيننا وبين هذه الدول,, حركة دائمة من التنقل والبضائع.
** إذا سلكت أحد هذه الطرق,, تفجأ بأن الطريق رديء للغاية,, وضيق جداً,, وتتوقع,, بل هو المؤكد,, ان عمر هذا الطريق,, عشرات السنين,, وأن وزارة المواصلات التي ليست لها يد حتى في وجود هذا,, هي أيضا,, لا تهتم بالتحرك شمالاً والبحث عن احتياجات الطرق هناك.
** ومناطق الشمال,, مناطق سياحية جمالية,, وهي مناطق تشدك بكل شيء فيها,, وهناك مجالات للحركة والتمشية والتنقل بين قرى ومدن متباعدة,, ولكن ماذا تفعل اذا خذلتك الطرق وكانت شبكة الطرق بهذا المستوى من الرداءة؟!
** فالذي يزور المملكة من البلدان التي تقع شمالاً,, ويدخل ديارنا لأول مرة,, يخيل له,, أن كل طرقنا بهذا الشكل المخجل,, وهو لا يدري أننا نملك أفضل شبكة طرق في العالم,, وأن حكومتنا صرفت المليارات والمليارات من أجل شق الطرق الحديثة وإيصال مناطق المملكة بأحدث وأفضل شبكة طرق.
** إن الزائر بالفعل,, يفاجأ بطرق رديئة قديمة ضيقة محفرة,, نفذتها شركة أرامكو قبل عشرات السنين,, ولم يتغير عليها شيء,, ورغم الحركة المستمرة عليها ورغم أنها مناطق مأهولة ورغم عشرات,, بل مئات الشاحنات والاتوبيسات,, ورغم,, ورغم كل شيء,, فالطرق على حالها كما كانت قبل عشرات السنين.
** أتمنى لو أن وزارة المواصلات التفتت الى هذه الطرق شمالاً و - نفذت كل سنة - على الأقل,, طريقاً أو طريقين,, أجزم ان ذلك سيشجع الناس للاستفادة من المناطق الشمالية الجميلة,, في التمشية والفرجة والسياحة,, وسيساعد أبناء المنطقة في التنقل,, وقبل ذلك وبعده,, سيخفف من الحوادث المرورية القاتلة,, والتي سببها الاول,, سوء وضيق هذه الطرق.
** لقد سلكت هذه الطرق عدة مرات وذهلت بمستوى رداءتها وسوئها,, وشعرت بخجل شديد من السير فيها,, لأنها بالفعل,, لا تمثل أي واجهة لهذه البلاد التي عانقت السحاب في كل شيء.
** ليت وزارة المواصلات تشمل هذه المناطق بالتفاتة تجعل منها شبكة حديثة تجمع هذه المدن والقرى والمناطق المتباعدة,, التي يفصل بين بعضها مئات الكيلومترات,, مضافاً الى ذلك,, أنها تربطنا بأكثر من دولة شمالاً,, وهي طريق لنقل البضائع والركاب والحجاج والمعتمرين وقاصدي هذه البلاد,, والسواح ايضا من ابناء هذه البلاد,, الذين ينطلقون بعائلاتهم,, اما لشمال المملكة أو للبلدان الأخرى المجاورة,, كالاردن وسوريا,, وقد يصلون تركيا أيضا,, فهل نسمع من وزارة المواصلات خبراً يفرح أبناء المنطقة ويفرح سالكي هذه الطرق الصعبة؟
** إننا لابد أن نحيي وزارة المواصلات على تنفيذها لأفضل وأحدث شبكة في العالم,, وعلى جهودها الكبرى في شق الاودية والجبال الشاهقة,, وعلى ما قدمته في البقاع الطاهرة المقدسة من معجزات هناك يشهدها القاصي والداني,, ولكن الشمال يا وزارة المواصلات,, يناديكم,,!!
عبدالرحمن بن سعد السماري