الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,.
وبعد:
إن مما يميز اهل السنة والجماعة في النظر والاستدلال انه قائم على اسس وأصول عامة اهمها:
الاول: الاعتصام بالكتاب والسنة وحصر التلقي لأحكام الدين وأصوله وفروعه في هذين المصدرين، وان يرد الخلاف إليهما عند التنازع، وان لا يعارضا بشيء من المعارضات لا بمعقول ولا رأي ولا قياس ولا ذوق ولا وجه ولا مكاشفة ولا منام ولا مصلحة ولا غير ذلك، والكتاب والسنة هما الميزان الذي توزن به الاقوال والاعمال والمعتقدات، وهما الحق الذي يجب اتباعه، وبهما يحصل الفرقان بين الحق والباطل، وما سواهما من كلام سائر الناس يعرض عليهما فإن وافقهما قبل وإلا رد على صاحبه، كائنا من كان.
وأهل السنة والجماعة يحتجون بالقرآن والسنة ولا يفرقون بينهما كما هو حال اهل البدع، فالسنة مبينة للقرآن موضحة له وهي حجة في العقائد كما هي حجة في الاحاكم، والحجة انما تكون بالسنة الصحيحة الثابتة ولذا تجد اتباع منهج السلف الصالح يعتنون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرصون على التمييز بين صحيحها وضعيفها، ولذا أفردوا المصنفات الخاصة بالاحاديث الواهية والموضوعة، وألفوا الكتب التي تخدم السنة، وتشرحها لأن دينهم عقيدة وشريعة ومنهاج قائم على اسس متينة من النقل الصحيح الذي لا مرية فيه.
الثاني : الرجوع إلى فهم السلف الصالح لنصوص الكتاب والسنة، لانهم احق الناس بمعرفة مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم فقد عاصروا التنزيل، وتربوا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولازموه وخبروا أقواله وأحواله، وكانوا أفصح الناس لسانا فبلغتهم نزل القرآن وقد خصهم الله عليهم بالخيرية والافضلية، فواجب على من كان بعدهم إلى يوم القيامة الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم والسير على نهجهم,, وقد تقدمت ادلة ذلك بشيء من التفصيل في احدى المقالات السابقة,, والله الموفق.