Friday 30th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 17 ربيع الثاني


الشيخ الجبرين وحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المعروف أساسه التوحيد والمنكر أساسه الشرك
ولاة الأمر بشر غير معصومين,, ويفرحون بما يرفع إليهم من نصح وإرشاد
الأمر والنهي واجب عيني على أعضاء الهيئة بحسب ما أعطوا من صلاحيات

مدخل,,.
أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الافتاء - السابق وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان مايترتب علىتركه من عموم العقوبات، وانتشار المنكرات مشيراً إلى أن المعروف أهمه التوحيد، والمنكر أهمه الشرك وأن ذلك وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام.
جاء ذلك في إجابات تضمنت كتابه الموسوم حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قام على اعداده كل من علي بن حسين أبو لوز و علي بن عبدالله العماري .
وقد تضمن الكتاب وهو من القطع المتوسط إجابات لفضيلته شملت جميع أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وواجبات القائمين عليه وحقوقهم، وآساليب الانكار المناسبة.
* كتب - مندوب الرسالة :
عزيزي القارئ,, وحتى لانطيل إليكم بعض الإجابات التي أمكننا انتقاؤها من هذا الكتاب الثمين.
- وظيفة الرسل -
* فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين,, ما حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
** الجواب/ : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة الرسل وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأول وصف وصفه الله به في الكتب السابقة قوله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).
ولاشك ان المعروف أهمه التوحيد، وهو الذي بدأ بالدعوة إليه.
والمنكر أهمه الشرك، فبدأ بالنهي عنه.
كذلك أيضاً أمته صلى الله عليه وسلم تبع له في ذلك ، وقد ذكر الله أن أجل أوصافهم وأهمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
قدم الأمر والنهي على الإيمان، مع أن الإيمان شرط لهما، ولكن لأهميتهما وللحاجة إليها، ولإعلانهما وإظهارهما بدأ بهما.
والأمة متى أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر تمكن المعروف ، وقل المنكر، وظهر أمر الله وانقمع اعداء الله، وذلت كلمتهم وعلا دين الله وشرعه، وتمكن الإسلام والمسلمون.
أما لو تكاسل الناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتواكلوا، ورأى كل منهم المنكر وصد عنه وسكت, فماذا تكون الحالة؟
لاشك أن أهل الكفر والمعاصي سيقوون، وستكون لهم كلمة ونفوذ، وسيعلنون شرهم وباطلهم،وحينئذ يظهر أهل الباطل، ويذل أهل الحق، ويبقى المؤمن خائفاً يعبد ربه بخفية، وإذا أظهر العمل بالشريعة أوذي واستهزئ به، وهذا هو الواقع في كثير من البلاد والدول التي منع عندهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* التكليف أشد ً
* وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقتصر على رجال الحسبة؟
** الجواب: ليس مقتصراً علىرجال الحسبة، بل يعم كل قادر على الأمر والنهي، فإن النصوص باقية على عمومها، فكل من رأى منكراً فعليه تغييره والنهي عنه، أو رأى من ترك المعروف وهو من أهله فعليه أن يأمره به ويحرص على الإلزام به بقدر الاستطاعة، ولايجوز ترك ذلك مع القدرة، لأنه يؤدي الى إقرار المعاصي.
ولاشك أن رجال الحسبة عليهم التكليف أشد، لأنهم عينوا أو وظفوا لذلك، فأصبح الأمر والنهي في حقهم واجباً عينياً بحسب ما اعطوا من الصلاحيات، فعليهم أن يقوموا بذلك بقدر الاستطاعة وأن يفرغوا لذلك أوقاتهم، وأن يتابعوا العصاة ويتتبعوا أخبارهم ليقضوا على أوكار الفساد، ويحاربوا الشرور قبل أن تستفحل ويصعب تلافيها.
ولكن معلوم أنهم أفراد معدودون وإمكانياتهم محدودة وأوقاتهم مشغولة، وليس في إمكانهم القضاء على جميع المنكرات، ولايصل إليهم العلم بجميع ما يحدث في البلاد، رغم اتساعها وتباعد اطرافها، فهم يغطون جزءاً من البلاد، ويبقى الكثير لايصلون إليه إلا نادراً ، فما لم يصل إليهم أو قصرت عنه معلوماتهم، أو إمكانياتهم فهذا الجزء البعيد عنهم يكلف به بقية المواطنين من أهله، أو من يعرف عنه شيئاً، فيلزم من عرفه أن يغير منه ما يقدر عليه، وأن يأمر الناس وينهاهم ويبين لهم ويدعوهم إلى الخير فإن أعجزه ذلك استعان باخوانه وأعوانه وجيرانه من أهل الخير والتعاون علىالبر والتقوى، أو رفع الأمر إلى أهل الحسبة إذا استمر المنكر، كفتح المتاجر وقت الصلاة، وتأخر بعض الأفراد عن الجماعات ونحو ذلك.
- الانكار على الولاة -
* ولكن ماذا عن الإنكار على ولاة أمور المسلمين وهل ذلك يختص بالعلماء؟ أم واجب على كل مسلم؟
** الجواب: معلوم أن ولاة الأمور بشر غير معصومين، فيقع منهم الاجتهاد الخاطئ، أو التأويل في فعل أو أمر يكون غيره أحسن منه، فهم بحاجة إلى من ينبههم على هذا الخطأ، وهم يفرحون ويستقبلون ما يرفع لهم من الإرشادات والنصائح.
ولكن حيث إن الغالب على ولاة الأمور الأهلية والمعرفة وتجربة الأمور، ومعرفة العواقب والنظر في الوقائع بعين البصيرة، والعمل على ماتقتضيه المصلحة العامة والخاصة، وعلى هذا فلا ينكر عليهم كل أحد؛ حيث إن في ذلك مايشعر بنقصهم عن مستوى العامة، ولأن الأفراد قد يتخيلون مالا يصلح إنكاره، وقد لايشعرون بالأهداف والمصالح المقصودة.
لذلك على الأفراد مراجعة العلماء وإبداء الملاحظات لديهم، وإقناعهم ثم العلماء يقومون بوظيفة البيان والنصح لولاة الأمور، ويكون ذلك على وجه النصيحة والمحبة دون إظهار لمعايب، أو تتبع لعثرات، فإن المؤمن يستر وينصح، والمنافق يهتك ويفضح، والله أعلم.
* فضيلة الشيخ هل يجوز اتهام اعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتهم الباطلة: كالتشدداو الغلظة؟
** الجواب: لاتصدر هذه التهم الباطلة إلا من أهل المعاصي والفساد، الذين قد اعتادت نفوسهم اقتراف الذنوب وفعل الفواحش: من سماع الأغاني، وشرب الخمور، والتكاسل عن الصلاة، والعكوف على الأفلام الخليعة، والصحف المليئة بالصور الفاتنة، والاحتكاك بالنساء الأجنبيات، ومحاولة استمالة المرأة لفعل الفاحشة ونحو ذلك.
ولما كان أعضاء الهيئة هم الذين يحاربون هذه الجرائم، ويعاقبون على اقترافها، ويقضون على بؤر الفساد، ويحولون بين هؤلاء المفسدين وبين مشتهاهم، لم يجدوا بداً من النيل منهم والقدح فيهم، بما هم منه براء، وإلصاق التهم بهم ورميهم بالتسرع والشدة والغلظة والجفاء، وأنهم جهلاء مسنون، لايعرفون لين الكلام، ولاحسن العلاج، وما إلى ذلك.
والواجب الإنكار على مثل هؤلاء ورد أكاذيبهم عليهم، والتحذير مما يرمون به أهل الحسبة من : الترهات، والأباطيل التي يختلقونها، أو يصدقون من اختلقها، أو يقولها أحدهم مازحاً فيصدقه الآخرون ويكثر تداولها ولا أصل لها، فالله المستعان.
* وما الواجب تجاه اصحاب المجالس الذين يأكلون لحوم اعضاء الهيئات والعاملين فيها؟
** الجواب: عليكم أن تردوا عليهم بما يبين خطأهم وإثمهم في ذلك، وقد حرم الله الغيبة على كل أحد، كما في قوله تعالى: (ولايغتب بعضكم بعضاً ايحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
ولاشك أن هؤلاء الذين يتفكهون بأعراض الناس، وبالأخص أهل الخير والصلاح والجهاد، مثل أعضاء الهيئة، قد وقعوا في الغيبة المحرمة، التي هي: ذكرك أخاك بما يكره، ولو كان فيه ما تقول والغالب أن هؤلاء الذين يتفكهون بأعراض رجال الحسبة هم من أعداء الدعاة، ومن الذين شرقوا بإنكار المنكر، والتغيير على من تلبس بشيء من المحرمات، ولما حيل بينهم وبين شهواتهم، رأوا أقرب مايخفف عنهم أن يقضوا على إخوانهم، وأن يلوكوا ألسنتهم بما لذ لهم وطاب، من أكاذيب وسخرية وتنقص، يعمرون به المجالس، وفي نظرهم أن ذلك مما يخفف عنهم ما في نفوسهم من الغيظ والحنق والحقد لأهل الخير.
فالواجب الإنكار عليهم، وحثهم على التوبة عن هذا العمل المشين، وإرشادهم إلى إصلاح أنفسهم، وتفقد كل منهم عيب نفسه، فهو أولى بهم من إشغال أوقاتهم في اكتساب الخطايا بالقدح والعيب والثلب في أولئك البرآء، والله المستعان.
واجب المسلم تجاه الدعاة إلى الله
* إذن فضيلة الشيخ: ما الواجب تجاه رجال الحسبة وأعضاء الهيئة؟
** الجواب: إن الواجب علينا أن نعرف لهم قدرهم وذلك بالتالي:
أولاً: أن نكون إلى جانبهم.
ثانياً: أن نعرف لهم حقهم .
ثالثاً: أن نذب عن أعراضهم، ونعتذر عنهم، ونرد على من يفتري عليهم.
وبذلك - إن شاء الله - يذل أهل الباطل، ويعرف الناس كذبهم،وأن ذلك صدر عن عداوتهم للمعروف، وبغضهم له، ومحبتهم للمنكر، وعن رغبتهم في ان يبقوا على ماهم عليه من هذه المعاصي التي مرنت عليها نفوسهم.
* في الختام,, مانصيحتكم لأعضاء الهيئة العاملين في الميدان، وذلك لكثرة ما يرون من المنكرات؟
** الجواب: ننصح الجميع:
أولاً: بإخلاص النية، وقصد إزالة المنكر، أو تخفيفه، لارياء ولاسمعة، ولا لأجل الحفاظ على الوظيفة، أو المال المبذول، فمتى صلحت النية وهان على الإنسان أمر الدنيا بذل وسعه وأعمل جهده في إنكار المنكر حسب القدرة.
ثانياً: عليهم استعمال الرفق والتأني في الأمور وألا يفعلوا مايكون بسببه عتاب أو حوار، وأن يشهدوا أهل العدالة على ما قالوا وما فعلوا.
ثالثاً: عليهم الحرص على بذل الجهد في تغيير المنكرات وإنكارها وفعل ما يستطاع في القضاء عليها وإزالتها باليد أو باللسان أو بالسلطة التي يملكونها، أو يرفع أمرها إلى المسؤولين ومتابعة ذلك حتى يتم التغيير.
رابعاً: عليهم الصبر والاحتساب على التعب والنصب والمشقة التي قد يلاقونها من سهر وجهد، ومن لوم وتوبيخ، ومن انتقاد واعتراض، مع إبداء الأعذار وبيان الآثار والأسباب والمبررات.
خامساً: عليهم إظهار الحق وإيضاحه والصبر عليه وإبداء كذب مايذاع وينشر ضدهم من الأكاذيب ومايحاك لهم من المكائد، وأن هذه سنة الله في خلقه، حيث إن الأشرار يؤيد بعضهم بعضا، فلا يغتر بما يلصقون بالأعضاء من التهم والترهات التي يريدون بذلك عيبهم وثلبهم بها، متى تحملوا ذلك وأبدوا اعذارهم نصرهم الله وقواهم والله أعلم.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
تقارير
عزيزتي
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved