كم في الصيف من عبر وعظات يدرك بعضها من تفكر واعتبر، وفي تغير الفصول حكم واضحة جليلة وقد ذكر في القرآن الكريم في سورة قريش فصلا الشتاء والصيف في رحلتين رحلة إلى اليمن ورحلة إلى الشام؛ إذ كان تجار قريش يقومون بهاتين الرحلتين التجاريتين وكانوا يعيشون في أمن وأمان وطيب عيش على الرغم من أن بلدهم قليلة الوارد من زراعة وغيرها لكن الله قال_(الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) لأنهم جيران بيت الله الحرام والناس يحترمونهم بسبب هذا الجوار ونتذكر أن هذا الحر الذي يشتد أيام الصيف في بعض الأماكن ويعتدل في بعضها الآخر وكذلك البرد الذي يكون شديداً في أماكن ومعتدلا في أماكن اخرى في فصل الشتاء يحتاج إلى وقفات تأمل وتفكر، ونذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه العبر والعظات لمن وفقه الله للاعتبار (فاعتبروا يا أولي الألباب) حيث بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الحر من فيح جهنم فقال (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم واشتكت النار إلى ربها فقالت يارب أكل بعضي بعضا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهوأشد ماتجدون من الحر وأشد ماتجدون من الزمهرير) وفي ذلك من الحكم والعبر الكثير الكثير منها:
أولاً - جواز الإبراد بصلاة الظهر.
ثانياً - ان هذا الحر في الصيف من فيح جهنم.
ثالثا - شكوى النار لربها من شدة حرها وأن بعضها أكل بعضا.
رابعاً - أن هذا الحر من نفس جهنم في الصيف فكيف بحرها الحقيقي أجارنا الله ووالدينا والمسلمين من حرها.
خامساً - أن البرد القارس في فصل الشتاء من زمهريرها.
وفي فصل الصيف عبر كثيرة منها:
* هروب الناس من المناطق الحارة إلى المصائف فكيف الهروب من حرارة النار (قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون),, الآية والفقه نعمة عظيمة أرادها الله لأهل الخير.
* الاعتبار بتقلب الفصول فالصيف حار - والخريف ثمار يانعة - والربيع معتدل الجو - والشتاء البرد القارس وهو من فيح الزمهرير وياليتنا نعتبر.
* الغفلة وضياع الأوقات في السهر واللهو وعدم المحافظة على واجبات الدين بأداء الصلوات في أوقاتها دليل على غفلة الكثير من الناس عن هذه الحكم الإلهية.
* ومن الغفلة كذلك التبذير والإسراف في الحفلات والمناسبات وغيرها مما ينذر بالخطر الذي يخشى منه زوال هذه النعمة (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً),, الآية.
* إطلاق الجوارح في المحرمات من النظر إلى مانهى الله عن النظر إليه واستماع الأغاني وحضور مجالس اللهو والاختلاط المنهي عنه بين الرجال والنساء وياليتنا نعتبر.
وفي الصيف من العبر ما لاتحصى ولاتعد, أنظر فيما حولك مما أقسم الله عز وجل به وماضربه لنا من الأمثله من الجبال الراسيات والأرض المنبسطة وتعاقب الليل والنهار والسماء وبنائها المحكم وأطول قسم متتابع في سورة الشمس وضحاها إلى قوله وقد خاب من دساها فهل زكينا أنفسنا واعتبرنا وفي أنفسكم أفلا تبصرون .
اللهم زك نفوسنا أنت خير من زكاها أنت وليهاومولاها وصلى الله على نبينا محمد.