شتان بين ما تحدث به ايهودا باراك في الاسكندرية امام الرئيس المصري حسني مبارك وما قاله في مباحثاته قبل يوم واحد في غزة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات,,!!.
في الاسكندرية يؤكد باراك استعداده للتنفيذ الكامل لبنود اتفاق واي بلانتيشن وفي مباحثاته في معبر ارينز في شمال قطاع غزة اعاد باراك وبإصرار رغبته في تعديل بنود اتفاق واي بلانتيشن وتأجيل تنفيذه بهدف دمجه في مفاوضات الوضع النهائي وظل يحاول اقناع الرئيس الفلسطيني بوجهة نظره هذه التي تستند الى وجوب توفير الأمن لسكان المستوطنات الاسرائيلية التي ستكون ضمن الاراضي الفلسطينية التي ستعيدها اسرائيل لفلسطين ضمن نسبة الثلاث عشرة بالمائة التي تضمنتها المرحلة الثانية من مراحل تنفيذ الاتفاق.
ومع ان باراك يردد في مؤتمراته الصحفية واحاديثه بأنه لا يفرض تعديلا على اتفاق الواي الا اذا وافقت القيادة الفلسطينية الا ان مباحثات معبر ارينز كشفت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يعرض اقتراحه القاضي بتعديل بنود الاتفاق مرفقاً بتهديدات مبطنة ملوحاً بتأخير التعامل مع الملف الفلسطيني مفضلاً عليه الملفين السوري واللبناني وتذكيرالقيادة الفلسطينية بأنه سيكون متصلباً عند بحث مواضيع الوضع النهائي وبخاصة اعلان الدولة الفلسطينية والقدس وعودة اللاجئين والمستوطنات مع تأخير البت في مواضيع سبق ان اتفق عليها وبخاصة ميناء غزة والممر الآمن وغيرهما من البنود التي عالجها اتفاق الواي، اما اذا استجابت القيادة الفلسطينية لرغبته في تعديل بنود الاتفاق لاضفاء مزيد من الامن للمستوطنات الاسرائيلية الذي سيكون حسب ما كشفته مصادر اسرائيلية باقتطاع مزيد من الاراضي الفلسطينية لربط تلك المستوطنات بالكيان الاسرائيلي فإنه في هذه الحالة سيبدي مرونة تجاه الدولة الفلسطينية وميناء غزة والممر الآمن,, يعني مقايضة استحقاقات شرعية للفلسطينيين بتقليص جديد و تجريف آخر لحقوق الفلسطينيين.
اسلوب جديد لسياسة العصا والجزرة يتعامل به باراك مع الفلسطينيين داخل قاعات التفاوضات,, وفق الاسلوب الاسرائيلي المعتاد يظهر امام الصحفيين ليتحدث عن الاشياء الطيبة ويخفي الافعال السيئة وهذا ما كان يفعله سلفه نتنياهو الذي كان اكثر وضوحا في رفضه التسليم بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني اما باراك فيبطن ما ينوي فعله,, وهذا اخطر بكثير على عملية السلام التي يهلل الكثيرون بأنها عادت لزخمها المطلوب,,,!!