 * ايريز- شمال قطاع غزة- شهدي الكاشف وعماد الدويملي - رويترز
تبددت مساء الثلاثاء الامال المعقودة فلسطينيا على رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك بعد ان قدم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الى الرئيس ياسر عرفات مقترحات يبدو انها تتضمن تغييرات جذرية فيما يتعلق بالانسحابات المنصوص عليها في اتفاق الارض- مقابل - الامن الذي تم التوصل اليه برعاية الولايات المتحدة في العام الماضي.
وقال الدكتور نبيل شعث وزير التعاون الدولي انه بالرغم من الاجواء الايجابية التي حاول باراك اضفاءها في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماعه مع عرفات عند حاجز ايريز الا ان اللقاء كان سيئا من ناحية الفلسطينيين ولم يلب طموحات الفلسطينيين، وخاصة ان باراك لم يتزحزح عن موقفه .
وقال وزير الثقافة والاعلام ياسر عبد ربه لا نريد ان نتحدث عن ازمة، ولكن باراك لم يعطنا شيئا، وعاد ليكرر نفس الحديث عن اتفاق واي ريفر, والمعروف ان باراك يريد دمج الانسحابات المنصوص عليها في اتفاق واي مع ما يتم التوصل اليه في اطار مفاوضات الوضع النهائي.
ولم يتمخض عن اللقاء، الذي كان الفلسطينيون يعلقون عليه آمالا كبيرة، الا الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة يفترض ان تكون قد بدأت عملها امس بوضع آلية واقتراحات وتوصيات للبحث عن سبل وطرق تنفيذ اتفاق واي ريفر، او تحديدا المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار الاسرائيلي.
وقال باراك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع عرفات عند حاجز ايريز ان اللجنة تضم عن الجانب الفلسطيني صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين والمحامي جلعاد شير ممثلاً عن الحكومة الاسرائيلية.
واضاف باراك ان اللجنة ستفحص جميع المواضيع المطروحة على بساط البحث وتقدم توصياتها لنا لكيفية تنفيذ الاتفاقات .
واكد باراك نحن ملتزمون بتنفيذ اتفاق واي ريفر والافكار التي طرحناها سيتم فحصها من قبل عرفات , ولم يحدد باراك تلك الافكار فيما رفض الفلسطينيون التحدث عنها، وان كانت بعض المصادر قد تكهنت بانها تتضمن خرائط جديدة وجداول زمنية للانسحابات التي طال تأخرها.
واضاف باراك قائلا ان الفلسطينيين هم الذين سيقررون الطريقة التي يمكن القيام بها بأي تعديل على الاتفاق , واكد انه اذا ما رفض الفلسطينيون مقترحاته واصروا على تنفيذ اتفاقية واي بنصها فسيلبي طلبهم.
وبالرغم من التصريحات الدبلوماسية التي ادلى بها عرفات في المؤتمر الا ان الضيق كان يبدو واضحا على وجوه اعضاء الوفد الفلسطيني, وقالت مصادر رسمية ان عرفات سيتوجه الى القاهرة الاربعاء ليبحث ما آلت اليه الامور مع الرئيس المصري حسني مبارك.
ومما زاد من ضيق الفلسطينيين تصريحات ألمح فيها باراك بوضوح الى نية اسرائيلية للعب على المسارات بقوله انني لازلت اعتقد انه في غضون 15 شهرا سنعرف المسارات التي سنتقدم فيها ونحن سنمضي قدما عندما ستكون هناك انطلاقة على اي من هذه المسارات بدون اي تفضيل او اية اولويات، ولكن بصراحة نمضي باتجاه استكمال السلام في الشرق الاوسط والوعد بمستقبل افضل بالنسبة للجميع .
وقال المراقبون انه يبدو من الجو العام ان الفلسطينيين بدأوا يقتنعون بان باراك بائع كلام وان الخط السياسي الذي ينتهجه قد يتضح في النهاية انه اسوأ بمراحل من السياسات التي كان يتبعها سلفه بنيامين نتانياهو.
ورداً على سؤال حول ما يقال عن مهلة زمنية اسبوعين يتعين على الفلسطينيين في نهايتها الرد على مقترحاته، وهل سيطبق واي بالكامل اذا ما كان الرد سلبيا، قال باراك ,, اذا اصر الفلسطينيون على تنفيذ الاتفاق بحذافيره سنحترم ذلك,ان البنية الاساسية للعلاقات بيننا ستكون على اساس الامانة والمصداقية في تنفيذ الاتفاقات الموقعة ونحن سنواصل السير في هذا الطريق .
ولكن التلميح الذي كان باديا بين سطور تصريحات باراك هو ان تنفيذ اتفاق واي بهذه الطريقة قد يكون عاقبته الاسراع في المسارات التفاوضية السورية- اللبنانية والتباطؤ في محادثات المرحلة النهائية مع الفلسطينيين.
وقال الرئيس عرفات كان لدينا لقاء صريح وطرح كل طرف ما اراد من افكار، واعلمت باراك على ضرورة تنفيذ اتفاق مذكرة واي بشكل كامل بما يشمل اعادة الانتشار والافراج عن المعتقلين وافتتاح الممر الآمن الشمالي والجنوبي والبدء ببناء ميناء غزة، وتنفيذ الالتزامات الاقتصادية واستكمال تنفيذ بروتوكول الخليل وتشكيل لجنة ثنائية للمرحلة الثالثة من اعادة الانتشار .
واضاف عرفات ونحن من جانبنا ملتزمون بكافة الالتزمات المترتبة علينا من الاتفاقات الموقعة بما في ذلك الالتزامات الامنية، وسنستمر في سياستنا بعدم التسامح مع العنف والارهاب سواء ارتكب من فلسطينيين او اسرائيليين ونحن على استعداد كامل على تعزيز التعاون الامني في المجال الثنائي وكذلك في المجال الثلاثي مع امريكا واوروبا .
واستطرد الرئيس الفلسطيني طلبت من باراك وقف كافة النشاطات الاستيطانية المدمرة لعملية السلام غير الشرعية، وذلك حتى نتمكن من استئناف مفاوضات الوضع النهائي حول القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والمياه وغيرها,, نحن مع السلام الشامل في المنطقة، ونؤكد على ان هدف عملية السلام يتمثل في تطبيق القرارات الدولية 242 و 833 و 524، وصناعة السلام يجب ان تكون بالتوازي على كافة المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية
وقال عرفات انا واثق من قدرتنا على تحقيق سلام الشجعان كشركاء .
ولكنه شدد على انه لابد من بدء تنفيذ الاتفاقات الموقعة بدقة وامانة وبشكل فوري ومتبادل من الجانبين .
وحول تقييمه للاجتماع قال زياد ابو زياد احد اعضاء الوفد الفلسطيني حول تقييمه للاجتماع ان تقييم هذا اللقاء يأتي بعدما ينتهي عمل اللجنة الثنائية التي تم تشكيلها، والجانب الفلسطيني يصر على تنفيذ اتفاق واي ريفر كما هو .
وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه قال انا لا استطيع ان اسمي سوى انه لا يوجد اتفاق بين الطرفين، هل هو مأزق ام ازمة؟ ليس هذا هو الهام انما لا يوجد اي اتفاق، نحن سنصر على تنفيذ واي تنفيذاً كاملاً عدم تأجيل وعدم ابطاء او تغيير اي بند من البنود لاننا نشم في الاقتراحات المطروحة باسم التغيير الالغاء في بنود واي .
داني ياتوم مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي قال ان باراك ملتزم بتنفيذ اتفاق واي ريفر ولكن الافكار التي تم طرحها امام الرئيس الفلسطيني اتفق على النظر فيها والتعقيب ودراستها بعد اسبوعين، والجانبان كذلك اتفقا على اقامة لجنة تشمل شخصا من كل جانب وهي ستتفحص تنفيذ اتفاق واي ومن ثم العودة بعد اسبوعين لطرحها وتقييمها .
|