عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت التحقيق الذي نشرته هذه الجريدة في العدد 9752 تحت عنون زراعة الزلفي تحاصر سوسة النخيل الحمراء والجهود التي بذلتها هذه المديرية في التوعية باخطار هذه الافة وكذلك اللقاء الذي تم مع سعادة مدير عام الزراعة والمياه بالزلفي الاستاذ الكريم سعد بن عبدالله المقبل وجهود هذا الرجل المخلصة في سبيل القضاء على هذه الافة تدل على اخلاصه وتفانيه في سبيل كل مامن شأنه الارتقاء بالزراعة في هذه المحافظة الجميلة التي تقع على ضفاف نفود الثويرات ويجللها بعسجد ذهبي,, محافظة روضة السبلة الجميلة الرائعة في الربيع!!
ان لهذا الرجل جهوداً منظورة وغير منظورة في الارتقاء بالزراعة وتطويرها في هذه المحافظة وما ورد في هذا التحقيق جزء منها,, واكن له كل تقدير واحترام نظراً لاستجابته الفورية لاحد المقالات المتواضعة التي كتبتها حول ضرورة تشجير الصحراء باشجار الطلح وروايته لتجربة مديرية الزراعة والمياه بالزلفي حول زراعة منتزه الكسر باشجار الطلح ,, ومنتزه الكسر هذا يقع الى الشمال من محافظة الزلفي على بعد حوالي 16 كم سطلاً على نفود الثويرات المتطاول الى الشرق منه وهو الذي يحجز المياه في منتزه الكسر وتنحدر مياه السيول المتجمعة في بحيرة عظيمة من وادي مرخ ووادي النوم وابو طريقة وتستمر هذه البحيرة لعدة اشهر يرتادها المواطنون من محافظة الزلفي والقصيم مشكلة منتزها رائعاً وجميلاً بسطح المياه اللامع الذي تتكسر عليه الاشعة مثل الزجاج وتنعكس صورة نفود الثويرات الذهبي عليه,, وزاده روعة وجمالاً قيام مديرية الزراعة والمياه بالزلفي بزراعة غابة من اشجار الطلح الصحراوية حوله,, ونأمل ان تكون هذه الغابة متنزهاً صيفياً وارف الظلال,, واتصور ان احد الشعراء يصفه حين قال:
وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف الغيث العميم!! يصد الريح انى واجهتنا فيحجبها وياذن للنسيم!! |
وهذا المتنزه الرائع الكسر سوف يكون باذن الله مصداً لرياح الصيف اللاهبة الحارة وسط صحراء مترامية لا متناهية من الرمال ويمكن ان نشبهه ب المكيف الصحراوي ,واحب ان اطرح عدداً من الرؤى والهمسات حول هذا الموضوع الهام:
1- لماذا لا تقوم وزارة الزراعة والمياه بتعميم تجربة مديرية الزراعة والمياه بالزلفي وذلك بزراعة الصحاري طلحاً ؟ ان شجر الطلح من انسب الاشجار للمناخ الصحراوي الجاف ولا يحتاج الا الى كمية قليلة من الماء ويزداد اخضراراً كلما ازدادت عليه اشعة الشمس ويكون وارف الظلال في الصيف,, يمكن ان تقوم مديريات الزراعة والمياه وخصوصاً في المناطق الصحراوية كالقصيم وغيرها بعمل سدود لمياه السيول او برك واسعة وضخمة يتم تصميمها في مجامع مياه السيول وتختزن كميات هائلة من المياه يتم استخدامها في الصيف في سقي اشجار الطلح التي تتم زراعتها في هذه الصحاري الجافة القاحلة اعتقد ان الكثيرين شاهدوا برك زبيدة التي انشئت منذ آلاف ا لسنين بالحجر الطبيعي والآجر,, ولا تزال الى يومك هذا وهي تختزن في كل عام كميات ضخمة من المياه يستخدمها الرعاة في الصحاري لسقي مواشيهم والري منها خلال اشهر الصيف الجافة والحارة!!
وعلى هذا فانه يمكن استغلال المواد المحلية من الحجارة في بناء برك دائرية ضخمة في هذه الصحاري بتكاليف بسيطة وتكون ذات اثر فعال في سقي اشجار الطلح لمرات معدودة في السنة وخصوصاً خلال فصل الصيف وفي استخدامها من قبل الرعاة في الصحاري لسقي مواشيهم وفي هذا تشجيع للاستثمار في الثروة الحيوانية.
2- ان تقوم وزارة المواصلات بزراعة مساحات خضراء من اشجار الطلح على الطرق الدائرية حول المدن بعرض لا يقل عن 50 متراً للشريحة الخضراء حول المدينة,, وكذلك زراعة شرائح من اشجار الطلح الصحراوية على الطرق السريعة,, وخصوصاً في مناطق الزحف الرملي,, ولا شك ان ذلك سيساهم في الحد من زحف الرمال وبذل تكاليف باهظة لنظافة الطرق في كل عام,, وستساهم هذه المسطحات خصوصاً حول المدن في التخفيف من التلوث الناتج من عوادم السيارات وستكون متنزها طبيعياً لاهالي المدن.
3- مياه الامطار في جزيرتنا مهملة اهمالاً تاماً وتذهب في أغوار الصحاري وتتفرق وتتبخر,, ولكن الانهار عبارة عن مياه متجمعة من مياه الامطار فلماذا لا تقوم وزارة الزراعة والمياه بوضع سدود على مجاري المياه وبالتالي حفظها من الضياع وذلك مساهمة في زيادة منسوب المياه الجوفية التي تذهب في اغوار الارض وفي الاستفادة منها في الزراعة.
عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع