* القاهرة- مكتب الجزيرة- كريم طارق
من بين عشرات السيناريوهات صاغها قلمه المبدع,, يكفي السيناريست بشير الديك ثلاثة منها الحريق سواق الاتوبيس ، ناجي العلي ليحتل مكانته المتميزة في السينما العربية,, مكانه لم تهتز رغم غوص الديك لعدة سنوات في مستنقع نادية الجندي التجاري ، وان اغضب محبيه -وقتها- ، الذين فرحوا بعودته من عالم السينما التجارية قبل عامين.
عاد الديك الى همومه الفنية ليثير جدلاً لم يهدأ عندما اعلن عن كتابته سيناريو فيلم عن الغزو العراقي للكويت مأخوذ عن ثلاثية احداثيات زمن اللحظة للروائي الكويتي المعروف اسماعيل فهد اسماعيل ,,,
وسط هذه المعركة كان يصر على ادائه الديكاتورية التي ادخلت العرب في نفق مظلم منذ بداية التسعينات,, ويضيف,, عليكم بالانتظار لحين قراءة السيناريو لتحكموا ان كان مع اطفال العراق ام ضدهم.
قبل ايام جاءه الرد الكويتي على السيناريو المكتوب، وقبل اسابيع اعلن عن مشروع لانتاج فيلم عن مذبحة قانا, لنفس منتج ناجي العلي ,, هكذا عاد الديك بحق لهمومه القومية بدأنا الحوار معه عن احدث مشاريعه الذي يعتبر تجربة جديدة عليه,, وعلى السينما العربية، وهي انتاج مشترك مصري - سعودي, قلنا له من اين نبدأ؟
-اجاب,, من امير مصر انتاج ديزني الضخم الذي يشوه التاريخين,, المصري والاسلامي، ولانني وقفت ضد عرضه في مصر والعالم العربي، حتى لايلتبس الامر على عقول الاجيال الجديدة، اتصل بي مهندس ورجل اعمال سعودي مثقف هو عباس العباس الذي درس الكمبيوتر في امريكا وادرك اهمية ان تكون لنا كعرب تجربتنا وانتاجنا الخاصين في مجال الرسوم المتحركة, تناقشنا حول كيفية الرد العملي على امير مصر واتفقت معه على ضرورة الرد فنياً,, اقترح ان نأخذ شخصية اسلامية ونقدم عنها تجربة رسوم متحركة روائية ، واتفقنا ايضاً على ان يكون للشخصية وجهها المشرق في تاريخ الحضارة العربية، وهداه تفكيره الى محمد بن القاسم الثقفي ذلك القائد الاسلامي الصغير السن-17عاماً- والذي نجح في فتح شرق آسيا حتى لقب تاريخياً ب محمد الفاتح .
* هل بدأت عملك فعلاً؟
-شخصية الفاتح الثرية حمستني لسرعة انجاز الفيلم.
انتهيت منذ اسابيع من جمع المادة التاريخية اللازمة للكتابة، وقد انتهيت تقريباً من صياغة السيناريو.
* بالطبع هناك فارق واضح بين تجاربك السابقة وكتابة التحريك؟
-طبيعي,, لكن البديهيات الحرفية في الحالين ليست مختلفة، بالنسبة لي شعرت بسعادة غامرة,, شيء مذهل,, خيال غير محدود ومتعة بصرية وذهنية لانهائية، وبصراحة شديدة استفدت كثيراً من تقنيات افلام ديزني الشهيرة مثل الجميلة والوحش الملك الاسد ، احدب نوتردام ، واعتبرها مرجعاً اساسياً لي، من الموضوعية الاقرار بأن لامريكا مدرستها الخاصة في مزج العوالم الاسطورية بالاجواء الاستعراضية والكوميدية.
منافسة حقيقية
* هل تعتقد انك ستقدم منافساً حقيقياً لهذه الافلام؟
-لا انكر تخوفي من التجربة، اطمع فقط في الوصول إلى 30% او 40% من مستوى افلام ديزني ، ورغم الميزانيات الضخمة التي كانت وراء افلامهم، الا ان جزءا كبيرا منها يذهب للفنانين والفنيين, وهؤلاء اجورهم عندنا منخفضة وهو ما سينعكس على الميزانية، واعتقد اننا لاينقصنا الكثير للنجاح، وان كنت اتخوف من نقص خبرتنا في هذا المجال، لذلك فالاستعانة بفنيين اجانب واردة جداً,
* هل نقترب من خريطة المشاركين في محمد الفاتح ؟
-الاسم لم يستقر عليه نهائياً، وكنا نأمل ان يخرج الفيلم الراحل محمد حسيب الذي تعاون من قبل مع عباس العباس في سلسلة افلام تحريك عن سير الانبياء، غير ان الله اختار ان نبحث عن مخرج آخر بعد رحيل حسيب .
اما تصميم الشخصيات فللمبدع مصطفى حسين والموسيقى التصويرية للموسيقار عمر خيرت اما الاغاني فيؤديها انغام ومدحت صالح وقد وافق كاظم الساهر مبدئياً على المشاركة ويتم التناقش معه الآن على التفاصيل، كما اننا نتفاوض مع العملاقين عمر الشريف و فاتن حمامة للقيام بالاداء الصوتي.
زمن العزلة
* هذه تجربة نأمل جميعاً في نجاحها، ولك تجربة اخرى مع منتجين عرب من الكويت اثارت الكثير من اللغط.
-تقصد زمن العزلة لو انتظر المهاجمون لي قليلاً,, لعلموا انني انتهيت من فيلم ضد الديكتاتورية ومع الشعوب العربية كلها,, فالشعب العراقي كان ضحية للغزو تماماً كما الشعب الكويتي, وانا نفسي دهشت عندما جاءتني الموافقة الكويتية على السيناريو في صورته النهائية، لانني قدمت رؤية موضوعية تقف في النهاية ضد من استغلوا خطأ ديكتاتور لادخالنا في هذا النفق المظلم، فيلمي ينتصر للقومية العربية,,ويهاجم امريكا.
* البعض تخوف من ادانة الفيلم لشعب لا ذنب له؟
-ياسيدي الكويتيون لم يطلبوا فيلماً دعائياً، وكاتب الثلاثية اسماعيل فهد اسماعيل امه عراقية,, كما الآلاف من افراد الشعب الكويتي,, في السيناريو ستجد ضمن المقاومين للغزو عراقيين وفلسطينيين, وستجد جنوداً فوجئوا بأنفسهم بالكويت بدلاً من الاتجاه الى القدس.
* وماذا عن قانا ؟
-منذ وقوع هذه المذبحة وانا اتمنى كتابة عملاً سينمائياً عنها، وظللت ابحث عن فكرة مناسبة لعمل فيلم جماهيري في نفس الوقت الذي يحفز فينا الروح القومية حتى اتتني الفكرة من شاب مصري ذهب للبنان للبحث عن ابيه الذي يعمل هناك، ويتصادف وجوده به مع وقوع المذبحة.
* وما الذي احيا فكرة قانا الآن؟
- ناجي العلي ,, قبل اشهر قليلة دعيت لمشاهدة الفيلم بالجامعة الامريكية بالقاهرة وفوجئت برسالة الفيلم ,, قوية، كما لو انني لم اشعر بقوتها في عروضه الاولى، فوجئت بالفيلم يصل الى عشرات الشباب العرب بجنسياتهم المختلفة، وبالرؤية المسبقة المعروفة عن شباب الجامعة الامريكية, دهشت من حماس الاستقبال، واثناء مناقشة الفيلم سألني احد الشباب,, هل هناك قضية قومية اخرى تشغلك الآن، دون ان ادرك نطقت قانا فاهتزت القاعة بتصفيق حاد، وبعد ايام ارسلت فكرة السيناريو الى الصحافي اللبناني وليد الحسيني الذي شارك من قبل في انتاج ناجي العلي فوجدته اكثر حماسة لاخراج الفيلم ,.
* هل وضعتما تصورات معينة لفريق العمل؟
-لاننا نحلم بوصول الروح القومية ل قانا الى القطاع العريض من الجماهير العربية نأمل في تجنيد كافة الجهود لنجاح الفيلم جماهيرياً، وهناك اتفاقات مبدئية للجمع بين فرسان الكوميديا العرب دريد لحام و عادل امام ، محمد هنيدي ، وللاستفادة من صوتي فيروز و ماجدة الرومي، ولا اعتقد ان ايا منهم سيتأخر عن الفيلم.
* هل مازال في دولاب حماستك الفنية جديداً؟
-تجربة كتابة محمد الفاتح وتحمس عباس العباس,, لانتاج سينما تحريك عربية ؟ لكتابة تجربة ثانية تنطلق من التاريخ الفرعوني عن اسطورة ايزيس واذروريس ,, استعد لكتابتها الآن.