في ظل عالم تتسابق فيه الاكتشافات العلمية الحديثة للقضاء على الامراض، اصبح هناك تقنية عالية في تصنيع الدواء، والبحث عن علاجات جديدة ضد هذه الامراض الخطيرة التي تنتشر وكأنها في سباق مع الاكتشافات العلمية، وقد ازداد تنافس الدول ومراكز الابحاث للوصول الى المواد الاولية لتصنيع الدواء بل والوصول الى انواع جديدة اكثر فاعلية من اجل المحافظة على صحة الانسان.
وفي محاولاته البحثية توصل الدكتور محمد مجد الدين درويش الباحث بالمركز القومي للبحوث الى دواء جديد اكثر تاثيراً لعلاج الجلطات الدموية تلك التي تؤدي للوفاة وقد سبق للدكتور مجد الدين ان اكتشف طريقة لتحضير عقار الهيمو كلار الذي يستخدم كمذيب للجلطات الدموية وسجل به براءة اختراع عام 95.
يقول د,محمد مجد الدين ان هناك نظاما حيويا لتفتيت هذه الجلطات الدموية التي تصيب الانسان فاذا تجلط في اي من الشرايين او الاوردة في اماكن مختلفة في الجسم يمكن ان تؤدي الى الشلل او الى الوفاة وبعضها خفيفة مثل التجلط نتيجة الكدمات، والجهاز الحيوي داخل الجسم يذيب هذه الجلطات، ولكن مع تقدم العمر تتراكم الدهون في الاوردة وتصيبها بالضيق، فإذا تجلط الدم فيها كانت المشكلة، وانزيم البلازما هو الذي يقوم بعملية اذابة الجلطات وكان العقار القديم هيمو كلار يعمل على تنشيط هذا الانزيم الطبيعي في الجسم فيقوم بإذابة الجلطة، ويوجد انزيم اخر هو الهيموجلوبين ايضاً نظام حيوي ولكن في العقار الجديد الذي تم اكتشافه حالياً هو جلاكتومانان وقد توصلت اليه من نبات البوسينا وهو نبات يطلق عليه صديق الانسان لانه يشبه نبات الفول تخرج منه قرون تمتلىء بالبروتينات كذلك يمكن استخلاص هذا العقار من نوى البلح.
وهذا العقار له القدرة على اذابة الجلطات بتاثير اكبر من الهيمو كلار كما ثبت انه يستخدم بفاعلية في القضاء على فيروس الايدز، وقد اكدت الابحاث والدراسات ان عقار الجلاكتو مانان كان احد المواد التي استخدمها قدماء المصريين في عمليات التحنيط منذ خمسة آلاف عام وعلى هذا فمن الممكن باستخدام التحويرات الكيميائية الاخرى الوصول الىنتائج اكثر فاعلية .
النبات والصحة
وهل ينصب جل ابحاثك على استخلاص العقاقير من النبات؟
-نعم فالنباتات لها اهمية كبيرة في صحة ونشاط وغذاء الانسان ومن اشهر النباتات في هذا المجال يأتي نبات القرع العسلي الذي يعتبر من اسهل الخضروات هضماً ولذا يعطى للمرضى في دور النقاهة,, وللاطفال كما انه يغذي خلايا المخ، كذلك يمنع الالتهابات داخل المثانة ويساعد على عدم تكون اورام خبيثة بها ويفيد في علاج تضخم البروستاتا، كما يعتبر الثوم من النباتات التي اصبح استخدامها شائعاً في الصناعات الدوائية فله تأثير معوي مطهر ومنبه ومفيد في حالات السعال الديكي والربو وقد اثبتت الدراسات الحديثه ان الثوم ينقي الدم من الدهون ويذيب الكوليسترول الذي يسبب امراض ضيق الشرايين وتصلبها، وهنا انصح بالعودة الى المواد الغذائية والاقبال عليها على طبيعتها دون تصنيع او اضافة مواد اليها من مكسبات الطعم وغيرها فالمواد الغذائية في صورتها الاولى تحتوي على العديد من الفيتامينات التي تحمي الجسم من الاصابة بالامراض والخضروات الموجودة في موسم الصيف لها اهمية كبرى وخاصة النباتات الورقية مثل الملوخية والسبانخ فهي غنية بقيتامين (أ0ه) وكذلك بالاملاح المعدنية فالنباتات في صورتها الاولى مفيدة للجسم الانساني لاحتوائها علىكل مايلزم للصحة والنشاط والحيوية.
وبالاضافة لمجال ابحاثي في النبات اشرفت مؤخراً على مجموعة بحثية في المركز القومي للبحوث حيث تم التوصل الىدواء جديد مستخلص من الطحالب المائية وقد سبق واشارت الجزيرة اليه وهذا الدواء الجديد تم استخراجه من الطحالب في اعماق المياه العذبة والبحرية، وهو عبارة عن مادة لينة يتم استخدامها كدهان لعلاج حالات الصدفية والعديد من الامراض الجلدية وتقضي نهائياً على تشقق القدمين وتجاعيد البشرة وحب الشباب كما يتم استخدامها في صورة سائل كحقن لعلاج الجلطة الدموية, لاحتوائها على مادة مضادة للتجلط, كما انه يجري حالياً اختبار هذا الدواء الجديد لعلاج الاورام السرطانية.