Sunday 1st August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 19 ربيع الثاني


عن مراكز الخدمات التربوية
لاتنزعجوا من كلمة الحق

عزيزتي الجزيرة
صدر قبل مدة تنظيم مراكز الخدمات التربوية التي تهتم بشريحة ليست بالقليلة من ابنائنا الطلاب الذين يعانون من مشاكل التأخر الدراسي او سوء التوافق مع البيئة المدرسية مما يؤثر على مستوى تحصيلهم العلمي ويجعلهم في امس الحاجة للالتحاق بهذه المراكز حتى يتم تحقيق التوافق المدرسي ويتم لهم تحقيق النجاح وحصد التفوق المأمول في نهاية العام الدراسي ولن اتطرق الى عملية تنظيم الهيكل الاداري لهذه المراكز ولا الى كيفية ادارتها بل سأتطرق الى جوهر هذه المراكز- ان صح التعبير- وهو عملية سير مجاميع التقوية والدراسة في هذه المراكز والتي ارى ان هناك مأخذا جد خطير في نظري الا وهو كون المدرس الذي يقوم بالعمل في هذه المراكز ويدرس الطلاب هو الذي يتولى وضع الاسئلة لاختبار المادة التي يقوم بتدريسها وهذا العمل فيه ظلم بحق الطلاب الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بهذه المراكز اذ ان المدرس - الا من رحم الله- قد يوحي للطلاب الملتحقين بهذه المراكز بالاسئلة او بتحديد بعضها بشكل او بآخر فيقوم الطالب بمراجعة ما حدده استاذه ويدع بقية المنهج دونما استذكار مما يجعل نجاحه آخر العام نجاحا مغشوشا لا يعبر عن مستوى التحصيل الحقيقي ويجعل هناك هدرا في الجهود المبذولة لتربيته ويكون الاهتمام منصبا على تحقيق النجاح كما لا كيفا والحل في نظري هو بأحد امرين: اما ان يتولى المشرف التربوي لكل مادة يتم تدريسها في هذه المراكز وضع اسئلة هذه المادة ونبعد المدرس عن وضع الاختبار حتى لا يكون هناك تلاعب في وضع الاسئلة بحيث يتم توحيد جدول الاختبار على مستوى ادارة التعليم في مواعيد اختبار هذه المواد، والحل الآخر هو ان يكلف كل مدرس في هذه المراكز التربوية بوضع نموذج او اكثر للمادة التي يدرسها ثم ترسل جميع النماذج الى ادارة التعليم وهناك يتم اختيار الاسئلة التي يرى المشرف التربوي انها تتناسب وعقلية الطلاب ويتم وضعها في نموذج واحد يتم تعميمه على المدارس ويكون ايضا موعد الاختبار موحدا على مستوى الادارة وبهذا يمكن لنا تلافي الاخطاء التي يمكن ان تقع من المدرسين بقصد او بغير قصد، وحينها يمكن ان نقول ان هذه المراكز بدأت تؤتي ثمارها بالصورة المأمولة وان كان هذا الرأي قد يزعج اخواننا الذين يعملون في هذه المراكز ولكن نقول لهم ان كلمة الحق لا تزعج من كان عمله صحيحا ويؤدي المطلوب منه مراعيا في ذلك - وقبل كل شيء- اطلاع مولاه على سره وعلانيته والمدرس بشر والبشر من سماته الخطأ وليس العيب ان نخطىء ولكن العيب كل العيب ان نستمرىء الخطأ ويكون ديدننا دون الاستماع الى كلمة الحق والرجوع اليه.
وثمة حقيقة يجب اخذها بعين الاعتبار وهي ان هذه المراكز اقيمت لفئات معينة من الطلاب وهم الذين يعانون من التأخر الدراسي في المواد الدراسية لكن الواقع الآن ان باب التسجيل في هذه المراكز مفتوح على مصراعيه ولا تؤخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار، بل ان الفكرة السائدة في اذهان الكثير من الطلاب - الا من رحم الله- عن هذه المراكز انك اذا اردت الحصول على الدرجة الكاملة لأعمال السنة او درجة قريبة منها وكذلك الحصول على الدرجة الكاملة في الاختبار النهائي فلن يكلفك الامر اكثر من دفع مبلغ معين تحت مسمى رسم اشتراك في هذه المراكز التربوية - وهي ليست على اسمها بهذه الصورة التي ذكرناها للاسف- وكم صارحنا الكثير من الطلاب الذين التحقوا بهذه المراكز انهم انما التحقوا بها تحت الحاح شديد من المدرس الذي يصارحهم عيانا برغبته في التحاقهم بهذه المراكز وذلك بقصد جمع اكبر قدر ممكن من المال فما هي الا سنوات تقل او تزيد وينتهي الامر في نظره فلم التفريط والفرصة متاحة امامه دون رقيب او حسيب؟.
فمن الواجب على المسئولين الحرص كل الحرص على تغيير نظرة الطلاب تجاه هذه المراكز وبيان انها وضعت لفئة معينة تخدمهم لتأخذ بأيديهم وصولا الى تحقيق الهدف المنشود وهو مسايرة بقية زملائهم في تحصيلهم العلمي.
احبتي هذا رأي اخ لكم مشفق على فلذات اكبادنا ويتمنى لهم ولأمته ووطنه كل تقدم ورقي ومن على هذا المنبر اطرح هذا الموضوع الذي ارى انه في غاية الاهمية وأدعو كل من له علاقة به ان يدلي بدلوه ويتحفنا بما لديه لعلنا نصل الى الهدف المنشود وهو تحقيق التربية والتعليم لأبنائنا وفق ما يخطط له قادة هذه البلاد حرسها الله.
والله الهادي الى سواء السبيل
عبدالله خالد يوسف الحبردي
مرشد طلابي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved