عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت ماكتبه الاخ سعد العجيبان في الصفحة الاخيرة من العدد (9795) والذي كان بعنوان (الشباب يعاودون الاستعراض في شوارع العاصمة) وقد تحدث فيه عن القرار الذي يلزم المقاهي بإغلاق ابوابها من الساعة الثانية عشرة ليلاً ومنع القنوات الفضائية فيها، ونقل وجهة نظر الجهات المرتبطة بهذا القرار فبالنسبة إلى المقاهي اشتكى اربابها من قلة الموارد والخسارة الظاهرة وبالنسبة إلى الشباب فقد امتعضوا من هذا القرار وعادوا الى الاستعراض والدوران في الشوارع والتفحيط في بعض الاحيان وذكر الاخ ان الطرفين (الشباب وارباب المقاهي وملاكها) يطالبان بإعادة فتح المقاهي طوال الاربع والعشرين ساعة واقتصار البث على قنوات (عرب سات) فقط وان لم يكن ذلك فيرى الشباب ضرورة ايجاد بدائل ترضي رغباتهم، كما تحدثت الاخت الكاتبة ناهد باشطح في زاويتها (صمت العصافير)؟ عن نفس القضية وذكرت انه لابد من ايجاد بدائل مناسبة قبل الشروع في تنفيذ هذا القرار بدلاً من توجه الشباب للتسكع في الشوارع ومضايقة النساء او السهر في الاستراحات وقالت :(بدلاً من ان نقفل المقاهي في الرياض الساعة الثانية عشرة ليلاً علينا أن ندرس امكانية جذب الشباب الى المقاهي العامة وفق الضوابط المشروعة لانتشالهم من التسمر حول شاشات القنوات الفضائية,,) وانا بدوري استأذن الاخ سعد والاخت ناهد بأن ادلي بدلوي في هذا الموضوع الحساس بما يفتح الله تعالى علي به فأقول مستعيناً بالله تعالى:
اولاً: لاشك ان قرار منع القنوات الفضائية والامر باغلاقها في الساعة الثانية عشرة ليلاً قرار صائب لاغبار عليه، حيث انه ساهم في القضاء على مشكلة بدأت تنتشر في العاصمة الرياض واشتكى منها كثير من المخلصين، ويجب أن يعلم الجميع ان هذا القرار لم يأت من فراغ، وانما هو نتاج دراسة مستفيضة ورؤية ثاقبة لابعاد هذه الظاهرة السيئة، حيث يتسمر الشباب في تلك المقاهي الىطلوع الشمس ثم يخلدون الى النوم حتى تحول الليل عندهم نهاراً والنهار ليلاً، ويكفي لمعرفة الحكمة من اصدار هذا القرار الصائب ان نعرف علام يسهر الشباب في تلك المقاهي حتى بزوغ الفجر، انهم يسهرون على مشاهدة مناظر فاضحة وساقطة من خلال القنوات الفضائية وان شئت فسمها (الفضائحية)، ويسهرون على تعاطي بعض المهلكات كالتدخين وما يسمى ب(الشيشة) وزيادة على ذلك كله ان صغار السن بدؤوا يرتادون هذه المقاهي، ولكم ان تتصوروا حجم المفاسد التي سيتعرض لها هؤلاء الصغار مع وجود هذه المفسدات والمغريات!؟ اذن فالقرار صائب ولاغبار عليه وهو يصب في مصلحة الشباب بالدرجة الاولى، لان وجودهم في تلك المقاهي ضرر ظاهر وواضح ومن المعلوم شرعاً وعقلاً (ان الضرر يزال).
ثانياً: طالب اصحاب المقاهي وبعض الشباب بإعادة فتح المقاهي طوال اليوم واقتصار البث الفضائي على القمر العربي (عرب سات) وهذا من باب التحايل فإن الاضرار المترتبة على المكث في هذه المقاهي متوافرة بكاملها في هذا الاقتراح، ونقولها بصراحة ومرارة ان الكثير من قنوات القمر العربي تحمل من المناظر الساقطة والبرامج التافهة والاغراء الفاضح الشيء الكثير ولعله لايخفى عليكم ماكتب ويكتب من نقد لاذع لبعض تلك القنوات ومافيها من برامج، اذن فالقمر (عرب سات) قمر مليء بالاغراءات فالقرار بمنع القنوات دون استثناء هو عين الصواب، والاقتراح المذكور مرفوض.
ثالثاً: لاشك ان الاهتمام بالشباب والعناية بهم مسؤولية الجميع، لذا فمن الواجب على من يقضي مضجعه واقع الشباب ان يسعى لايجاد البدائل الملائمة والمناسبة التي يقضي من خلالها شبابنا وقت فراغ بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالمنفعة ولعل من ابرز البدائل المناسبة المراكز الصيفية فينبغي التوسع في اقامتها والعناية بها، حيث يجد الشباب في هذه المراكز الانشطة التي تساعدهم في حياتهم وتقضي على أوقات فراغهم ففيها الانشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية والزيارات الميدانية، والاطلاع على معالم البلد، كما ان فيها اشباعاً لرغبات الشباب ورعاية لمواهبهم وتنميتها، ولقد ادركت حكومتنا الرشيدة دور المراكز في رعاية الشباب حيث اوصى مجلس الوزراء برئاسة سمو النائب الثاني بإقامة مثل هذه المراكز والعناية بها.
ومن البدائل المناسبة لقضاء الاجازة بما يفيد غير المراكز الصيفية اقامة الدورات الصيفية في بعض المجالات كالحاسب الآلي واللغة الانجليزية والدورات في مجال اساسيات الكهرباء ومعرفة الاعطال الشائعة وكيفية اصلاحها واساسيات تشغيل وصيانة السيارات ونحو ذلك من الامور التي تؤهل الشباب السعودي للعمل بالقطاع الحكومي والاهلي، وقد اعلنت الكلية التقنية بجدة - مشكورة- عن البدء بدورة تشتمل على كل ما سبق ذكره حسب ما صرح به للجزيرة الاستاذ: فيصل القسامي مدير مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالكلية، وهي بادرة طيبة من هذه الكلية ينبغي التوسع فيها ومشاركة قطاعات اكبر ليشمل ذلك شريحة اكثر من الطلاب.
ومن البدائل المناسبة ايضاً اقامة المخيمات والمعسكرات الكشفية المنظمة التي يشرف عليها نخبة من الاساتذة وطلاب الجامعات وتكون في بعض المناطق السياحية في المملكة ويمارس من خلالها الطلاب عدداً من الانشطة المناسبة ويساهمون في تقديم بعض الخدمات الملائمة، وهذه المعسكرات تحتاج الى جهود مضاعفة لتكون ناجحة مؤدية للغرض، كذلك يستحسن ايجاد بعض الاماكن للترفيه البريء المناسب، ولعل قراء (عزيزتي الجزيرة) لديهم من البدائل والاقتراحات الشيء الكثير فعليهم الايبخلوا بها على شباب الامة، وليعلموا ان اقتراحاتهم المناسبة ستجد أذاناً صاغية وتطبيقاً عاجلا بإذن الله تعالى.
رابعاً: على الاباء دور كبير في اداء الجهد الملائم والمساعد في حل هذه القضية الشائكة من خلال حث اولادهم على الالتحاق بالمراكز الصيفية وما شكالها او مساعدتهم على ممارسة بعض الانشطة التجارية الخفيفة او مرافقتهم إلى بعض الاماكن السياحة والعناية بهم وغير ذلك.
خامساً: لمكتب العمل في المحافظات دوره في مساعدة الشباب على قضاء الوقت بما يفيد وذلك من خلال تمكينهم من العمل لدى بعض المؤسسات الخاصة وذلك بالتفاهم مع الجهات المختصة بهذا الشأن والله المستعان.
أحمد بن محمد البدر
الزلفي