عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
تابعت العدد رقم 9798 ليوم الثلاثاء 14/4/1420ه في هذه الصفحة وقرأت موضوعاً كتبه زميلنا الاعلامي باذاعة الرياض بالقصيم عبدالعزيز الدباسي حول موضوع التعدد الذي حثنا وامرنا به ديننا الحنيف.
لكن الاخ العزيز طلب من الرجل او من كافة الرجال الزواج بامرأة ثانية وثالثة وهكذا.
وتناسى نقطة هامة وهي ان النص ورد فيه ,,وان خفتم الا تعدلوا فواحدة
كذلك هناك نقطة هامة اخرى اغفلها الاخ الدباسي وهي الدافع للزواج ماهو؟
هل هو دافع ديني بهدف تنفيذ حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على التعدد مع توفر كافة الاشتراطات من حيث المقدرة البدنية والوضع المادي الذي يمكنه من فتح بيت ثانٍ وخلافه,, ثانياً: هل الدافع هو هروب من المشاكل مع الزوجة الاولى ام الاولاد او انه يبحث عن اطفال كون زوجته لم يرزقها الله باطفال او لاحد الاسباب التي لا يعلم سرها الا رب العباد ام انه يريد الزواج من ثانية بسبب خلاف مع ام اولاده وتقصيرها في حقوقه او كثرة مشاكلها وهذا هو الشائع واحد اسباب الزواج من الثانية هذه الايام؟!.
اما قول الاخ ان الكثير من الرجال والشباب لا يخلو حديثهم في المجالس من موضوع الزواج والرغبة من الزواج من ثانية وثالثة ورابعة، وخصوصاً من لديهم القدرة والاستطاعة البدنية والمالية، لكن ان يكون الزواج لرجل مقتدر مادياً ويمتلك الملايين لكنه لايقدر على الامور والحقوق والواجبات الزوجية فتلك والله الطامة الكبرى عندما ترى رجلاً بتلك المواصفات ومتزوجاً من شابة في سن بناته وهو غير قادر على اعطائها كامل حقوقها كشابة في سن بناته ثم حقوقها التي فرضها الله لها وكلنا نعرفها,, ترى ماذا تكون النتائج في زاوج كهذا والشواهد من حولنا كثيرة والمشاكل الاكثر بسبب مثل تلك الزيجات الفاشلة؟.
وتكون اكثر فشلاً وخطورة عندما يتزوج فتاة من خارج الوطن لفوارق وامور كلنا نعرفها وندركها؟!,كما اقول للاخ الدباسي ليس معنى قول الرجل في ساعة غضب انه سوف يتزوج ان ذلك حقيقة لابد من فعلها فهذه ساعات ولحظات غضب يروح بها عن نفسه بالحديث عن الزواج وليس صحيحاً ما قلته يا اخ عبدالعزيز بان الرجل عندما يواجه زوجته يكون كالنعامة.
هذا فيه تجن كبير على الرجال لان الرجل عندما يفارقه الغضب ويبتعد عنه الشيطان فانه سرعان ما ينسى ويدرك انها امور بسطة.
لا تصل لدرجة الزواج باخرى اما ان تصف الرجال بانهم جبناء اذا لم يتزوجوا لاسباب تافهة فهذا امر غير منطقي وبعيد عن الواقع، فالزواج رابط شرعي ذو اصول وقواعد وليس جهاز جوال نستبدله كلما اردنا جهازاً آخر فهل ترضى ان يحدث هذا لاختك او ابنتك؟! ثم لا ادري هل انت بعيد عن الواقع ام ماذا؟ كيف تقول ان 90% من النساء او الزوجات لا يقبلن اقتران ازواجهن باخريات؟,, انا اسألك يا اخ عبدالعزيز هل هناك في العالم كله امرأة ترضى ان يتزوج زوجها باخرى عليها مهما كانت الاحوال ؟!,ثم ان الرجال الذين تقول عنهم انهم جريئون كونهم تزوجوا دون الالتفات للزوجة الاولى فهؤلاء هم اعرف بأمورهم وما يفيدهم ولا علاقة لرضى الزوجة ورفضها بذلك.
لكن الاهم هو هل تصل المرأة لدرجة التعقل والوعي بفهم الوضع الجديد وترضى بالبقاء مع اطفالها لكي لا تخسر بيتها وزوجها، فزواجه ليس جريمة اذا كان له مبررات واسباب هي تعرفها وتدركها، فعقل المرأة في مثل هذه الامور اكبر من عقل الرجل كونها تعرف ماهو سبب الزواج؟
فلولا وجود سبب لما حدث ما حدث.
اما الحالة التي ذكرتها يا اخ عبدالعزيز عن الفتاة التي جهزت منزل ضرتها فهي حالة نادرة وصاحبتها تعرف لماذا فعلت ذلك وماهي دوافعها كون البيوت اسرار واهل مكة اعرف بشعابها,, اما قولك ان المرأة بدون زوجها لا تساوي شيئاً ليست قاعدة فهناك رجال بدون زوجاتهم لا يساوون شيئاً.
لان من يقدر المواقف ويساند الآخر هو الافضل سواء كان رجلاً ام امرأة لان الموقف هو الذي يحدد من الذي يساوي فكم من رجال مات آباؤهم وتربوا على يد نساء فاضلات ويشار لهم الآن بالبنان والفخر والعز لرجولتهم وشهامتهم بينما هناك رجال تربوا على ايدي آبائهم ومع ذلك تجدهم لا يستحقون ان يقال عنهم رجال؟!.
والله من وراء القصد