Sunday 1st August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 19 ربيع الثاني


رسالة إلى والدي المدخن
بالعزيمة يتم الانتصار على السيجارة

والدي العزيز,, بتحية الاسلام أبدؤك,, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: اكتب اليك عبر صفحات جريدتك المفضلة لديك لأبوح لك بما في نفسي, يا ابتي قمت يوماً بنقلي الى مدرستي,وعندما ركبت معك بسيارتك قمت باشعال سيجارتك وبدأت تنفثها عليّ طيلة الطريق الى المدرسة,, ولقد تشبعت ثيابي برائحة الدخان,, وعندما انزلتني الى المدرسة ودخلت الفصل,, اوقفني استاذي وقال لي يا احمد,, بعد استشمامه لي هل انت تدخن فقلت لا فقال ولم تنبعث منك رائحة الدخان, فلم اجبه, فقد لزمت الصمت لانني ان اخبرته بالحقيقة شكوتك وان قلت غير الحقيقة كذبت, وبعد ذلك ارسلني الى مقعدي وعندما جلست عليه سرحت طويلاً افكر , لقد كان استاذي رجلاً صالحاً فلم احقد عليه لاتهامه لي بل على العكس لقد زاد اعجابي به, ولكني بدأت افكر فيك وفي عادتك السيئة عادة التدخين يا ابتي لم استطع مواجهتك ونصحك عن عادة التدخين لمهابتك وجلالك في نفسي, ولانك تنظر اليّ بعين استصغار وطفولة وقد تأخذك العزة بالإثم فلا تقبل مني ذلك لاسيما انها جاءت من ابنك وان كانت حقاً,, يا ابتي اريد ان ابوح لك بشيء انت تعلمه من نفسك انك عندما ترسلني الى البقالة المجاورة لنا لاشتري لك منها دخانا لا استطيع ان اقول لك لا لانك ابي ,, يا والدي انني اشتريها واجلبها لك ويعلم الله ما يلحقني من مضايقة في نفسي ومن نظرات اصحابي في الحي والمدرسة وانا اشتري لك دخاناً وكم كانت نفسي تتوق الى ان اشتري بهذه النقود التي تعطيني بعض المرطبات لي ولبقية اخوتي بدل هذا الدخان الكريه,, يا ابتي نحن وانت بحاجه ما سة الى هذا المال الذي تصرفه على الدخان, يا ابتي إني اخاف على نفسي في المستقبل لاسيما وانا على اول عتبات المراهقه ان اكون مدخناً بسببك, يا ابتي ابتعد عن اصدقائك المدخنين فهم الذين جروك اليه لتكونوا فيه سواء,, واستبدل بهم خيّرين يا ابتي,, كثيراً ما تردد علينا في مجلسك ان الدخان يوسع الصدر ويطرد الاحزان, وهذا غير صحيح فبعض المدخنين مرضى بسرطان الحنجرة والرئة يا ابتي ان السعادة وانشراح الصدر لايأتي عن طريق الدخان وانما يأتي عن طريق الايمان وقراءة القرآن والصلاة, يا ابتي ان الدخان باب من ولجه افضى به الى كل الخبائث, يا ابتي ان ترك الدخان يحتاج الى عزيمة صادقة لتركه, وسأقص عليك قصة قديمة لعلك تهدى, كان هناك شخص ذو سلطة وجاه ابتلي بعادة سيئة وهي اكل الطين,وكان يقدم له كل يوم مع طعامه بالفطور والغداء والعشاء، حتى انه تضايق من هذه العادة القبيحة فاستشار طبيبه الخاص وسأله عن علاج يخلصه منها فقال له الطبيب ليس هناك علاج الاعلاج واحد فقال وماهو, قال عزيمة الرجال عزيمة صادقة على تركه فقال قد فعلت ومن ذلك اليوم لم يقدم له على مائدة, يا ابتي اصحب هذه العزيمة معك على تركه, واستعن بالله على ذلك, يا أبتي ان لم تستطع ان تقلع عن التدخين بنفسك فحكومتنا الرشيدة اعزها الله قد جعلت عيادات خاصة لمكافحة التدخين, فعليك بمراجعتها ولايمنعك الحياء والخجل عن مراجعتها فصحتك اهم, يا ابتي انك ستجد صعوبة في ترك الدخان في البداية ولكن ستجتازها باذن الله وستجد لذة الانتصار عليها وستخبر رفاقك الاقدمين بذلك, وفقك الله .
هذه قصة شاب مستقيم اتصل بي وتحدث بها الي وطلب مني ان اكتب الى ابيه عبر جريدة الجزيرة لان والده يلازم قراءتها كل يوم فصغتها على لسانه, ارجو من الله ان يوفقنا للتعاون على البر والتقوى.
صالح بن منصور الشقحاء
بريدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved