Sunday 8th August, 1999 G No. 9810جريدة الجزيرة الأحد 26 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9810


رأي الجزيرة
مسؤولية قادة أفغانستان لوضع حدٍّ لآلام شعبهم

عندما يتحدث الأمين العام للامم المتحدة - وهو في قمة هرم المسؤولية فيها - عن معلومات وصلته عن اشتراك جهات أجنبية في القتال الافغاني/ الافغاني الدائر بين حركة طالبان وقوات تحالف المعارضة، فإن اول ما يتبادر الى الاذهان هو ان معلومات الأمين العام للامم المتحدة دقيقة وصادقة، ذلك ان الرجل بحكم صلاحياته الواردة في ميثاق المنظمة ليس مخولاً ان يبدي رأياً خاصاً ومستقلاً في الشؤون الدولية سياسية كانت ام امنية ام عسكرية.
وفي ضوء هذه القاعدة التي حددت اطاراً سميكا لتحركاته واقواله التي يتعين ان يزنها بميزان في حساسية ميزان الذهب، نعتقد ان الاطراف المتورطة مباشرة في القتال مع هذا الجانب او الآخر صاحبة مصالح لم تتنبه الاطراف الافغانية المتقاتلة الى انها مصالح فوق مصلحة بلادهم ارضاً وشعباً، ولا في مصلحة جهادهم التاريخي الذي استطاعوا به قهر ثاني أعظم قوة عسكرية في العالم هي القوة العسكرية للاتحاد السوفياتي السابق عندما قرر القادة السوفيات سحب قواتهم من الاراضي الافغانية التي احالها الجهاد الصادق في سبيل الله والعقيدة والحرية والسيادة الوطنية الى جحيم يحرق اقدام جنود الجيش الأحمر!.
المؤسف ان مجاهدي الأمس الذين آختهم وحدة العقيدة ووشيجة الدم والانتماء للارض واهلها انقلبوا بعد الانتصار الباهر على السوفيات الى طلاب غنائم يريد كل منهم ان يظفر بنصيب الأسد من غنيمة الانتصار!.
وهكذا نسوا او تناسوا البواعث الايمانية لجهادهم والاهداف الوطنية بعد انتصارهم على اعداء دينهم ووطنهم وشعبهم، وغلبت عليهم أطماعهم الدنيوية فمزقوا وحدة الارض الى مناطق نفوذ ومراكز قوة وأعادوا تقسيم الشعب الافغاني المسلم الى عرقيات، والى عصبيات قبلية وأسقطوا من همومه واهتماماته ومن آماله في الحاضر وطموحاته في المستقبل اهداف التطور بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية من اجل الارتقاء بحياة الشعب في ظل وحدة وطنية عرف بها عبر التاريخ منذ ان انفتحت قلوب اسلافهم الكرام لاستقبال نور الهداية الاسلامية منذ عهد الخليفة الراشد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
نسي قادة حركة طالبان ونسي قادة تحالف المعارضة كل هذا المجد الوطني الذي ما زالت صفحاته تتوهج به في سفر التاريخ الحديث والمعاصر,.
نسوه ففتحوا بذلك الف الف باب لأعداء دينهم وعقيدتهم، وتراثهم الحضاري ومجدهم الوطني، فتحولوا ليس فقط الى اعداء يقاتل بعضهم بعضا بل تحولوا - ايضاً - الى عملاء يخدمون اهداف اعدائهم الذين لا مصلحة لهم في وحدة ارض وشعب افغانستان، ولا مصلحة لهم في عودة مجاهدي الامس الى وحدتهم الجهادية السابقة لكي يخدموا الاهداف الوطنية التي يتطلع اليها شعبهم، كما تتطلع اليها امتهم الاسلامية التي كانت وما زالت تأمل في ان يلعب الافغان دورهم التاريخي في حياة هذه الأمة لتزداد بهم عدداً وبقوتهم قوة، وبجهادهم وايمانهم منعة وعزة.
نسأل الله ان يهديهم الى ما فيه خير وطنهم وشعبهم بما يعيد اليهم وحدة الصف والهدف ويؤمن سيادة افغانستان وحرية شعبها المسلم الأبي الصبور على ما ابتلي به من عذاب بسبب ما يجري من قادته اليوم.
اللهم اهد قادة افغانستان.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved