** مهما قيل عن الدروس الخصوصية,, ومهما كتب عنها,, ومهما صدر فيها من تعاميم وتعليمات,, تظل هي قضية أزلية صعبة.
** نعم,, يصعب حل هذه المشكلة,, ويصعب التعاطي معها,, ويصعب فك رموزها,, ويصعب أيضاً,, اتخاذ قرار ملزم حيالها للجميع,, فهي قضية يتحمل وزرها في المقام الأول,, الطالب وولي أمره,, ثم المدرس نفسه,, ثم الجهات المسئولة في المقام الأخير.
** لقد راج سوق المدرس الخصوصي والمدرسة الخصوصية في السنوات الأخيرة,, بعد ان صارت الجامعات تتسابق في تحديد النسبة الأعلى للقبول,, إذ أصبح هم الطلاب وأولياء الأمور معهم,, هذه النسبة المعضلة,, أو هذه المعجزة على الأصح,, لأن نسبة 85% فأقل,, تعني أنك ستكون فاشلاً عاطلاً لا مجال لك على الإطلاق.
** وإلا,, من يصدق أن كلية الطب رفضت هذا العام طلاباً حصلوا على 95% وماذا بعد هذه النسبة؟!.
هل ستشترط الكلية نسبة 100% ؟!
** من هنا,, نشأت قضية المدرس الخصوصي,, وتفاقم أمرها,, وزادت المشكلة خطورة,.
** ومع استمرار مشكلة المدرس الخصوصي,, تنشأ مشاكل أخرى تبعاً لها,, كما حصل في بلدان أخرى,, إذ سيتيح ذلك مجالاً للمدرس ضعيف النفس بحيث يتحامل على من لايأخذه كمدرس خصوصي و يكرم من يدفع له كمدرس خصوصي,, وقد يقول قائل: ان المدرسين على مستوى عال من الشرف والامانة والنزاهة, فنقول: هذا صحيح,, وهذا ايضاً,, يشمل أكثرهم بفضل الله,, ولكن,, ماذا تقول عن مدرس هاجسه مطاردة الطلاب وأولياء الأمور من أجل طفسه كمدرس خصوصي؟!
** وماذا تقولون عن مدرسين لم يسافروا لبلدانهم منذ ثلاث سنوات,, حيث يستغلون العطل والاجازات للراسبين في الدور الأول,, فيبدأ يعمل منذ السادسة صباحاً حتى الرابعة فجراً, فقد قال لي أحد الزملاء,, إنه حجز لابنه الراسب مدرساً يبدأ معه منذ الساعة 12 ليلاً حتى الساعة الثانية والنصف ليلاً,, لأن وقت هذا المدرس مضغوط مضغوط للغاية,, ولا مجال له سوى هذه الساعات,, علماً بأن هناك طالبا ينتظره الساعة السادسة صباحاً,, ومعنى هذا,, أن المدرس ينام ساعتين فقط يوميا ؟!! وكله من أجل الفلوس.
** ومع هذا,, علينا ان نقتنع,,بأن مثل هذا المدرس الذي يشتغل 22 ساعة,, وينام ساعتين,, يحمل أمانة كبرى,, ورسالة ومسئولية,, وأنه,, أهل لها ؟!! .
** عالم المدرسين الخصوصيين,, مليء بالعجائب والغرائب والنكات الطريفة,, والنكات الموجعة,, والمصائب والمشكلات,, وأكثرها,, قادم,,!!
** إن وزارة المعارف,, ليست المسئولة الاولى عن قضية المدرس الخصوصي ومشكلته,, حتى لو حاولنا تحميلها هذه المشكلة,, فولي الأمر والطالب والمدرس نفسه,, والجامعات,, ونسب القبول فيها,, مسئولة قبل وزارة المعارف.
** المشكلة,, لن تنتهي ما لم تنته أسبابها.
عبد الرحمن بن سعد السماري