سقسقة:
خير لك ان تحرث حراثة عميقة، بدلاً من ان تحرث حراثة عريضة
حكمة هندية
***
في ظل انتشار ظاهرة التسول يجدر بمكتب مكافحة التسول والذي يحرص على كتابة هذا الاسم على السيارة التي من المفترض ان ينقل فيها المتسولين ليلقوا العقاب فاذا ما رأوها فروا هاربين.
أقول يجدر به ان يغير اسمه الى مكتب تجاهل التسول والمتسولين.
فالشوارع الرئيسية في الرياض وأمام اشارات المرور ينتشر الأطفال الذين يبيعون السلع الرخيصة او يتسولون.
بالاضافة الى انتشار المتسولات في الأسواق التجارية ناهيكم عن من يتجهن الى ارتياد المكاتب والمؤسسات المختلفة,, والسؤال الى متى يستمر هذا الوضع الشاذ؟,, والى متى يستمر مظهر الأطفال الباعة كسلوك غير حضاري التبة؟.
بالاضافة إلى ما ينطوي عليه سلوك الأطفال من مضار قد تصيب الطفل وسط ازدحام السيارات خاصة صغار السن,, اننا بسماحنا لهذا المنظر واعتيادنا إياه نساهم في تنشيط انحراف الأحداث وليس الوقاية منه او علاجه.
فهؤلاء الأطفال بالتأكيد اما انهم يتسربون من المدارس او انهم خرجوا بالفعل منها وانقطعوا عن الدراسة وهم بالتالي عرضة لكثير من المخاطر والاستغلال لطفولتهم.
اما بالنسبة للنساء فحكايات التسول لديهن عجيبة من الممكن ان تفاجأ بمتسولة تقابلك في احد شوارع العليا لتعطيك روشتة أو عقد ايجار لمنزلها الذي تقطنه في شرق الرياض,, وتتساءل اذا لم تكن تملك النقود فكيف أتت من الشرق الى الشمال لتتسول بغية الحصول على قيمة إيجار المنزل؟,, وكم من النقود هي تتوقع ان تجمعها لتسديد الإيجار؟.
ولابد ان لدى الكثير منا حكايات عجيبة عن المتسولات او محترفات التسول,, اذ اننا حين نسمح للتسول ان يشكل قاعدة من التواجد المجتمعي فنحن ندفع بهذه السلوكيات الى تكوين احتراف وتنظيم لممارستها.
يجب ان يتحرك المسؤولون في مكتب التسول لمكافحة هذه الظاهرة التي لا تحمد عواقبها والتي اصبحت في بعض المجتمعات جزءا من الخارطة الاجتماعية.
ولا يليق بنا كبلد حضاري ان نعتاد مثل هذه الظاهرة أليس كذلك؟.
ناهد باشطح