** في غمرة انفعال العامة يقال ما يقال,, ويسمع ما يسمع,, ويكفي أن تنصت إلى ما يقوله جمهور كرة قدم يقتعد مدرجات فريقه المهزوم حتى تدرك كيف تستحيل لغة الانفعال إلى أحجار لفظية تدمي وتجرح,.
لكن ماذا لو انتقلت هذه الانفعالات اللفظية إلى واجهات الصحف وفتح الباب على غاربه لعبارات الغاضبين!
من المؤكد أن الوضع سيكون مأسوفاً عليه بدرجة كبيرة,,!
والإخوان في الصحافة المصرية يعاودون الخطأ مرات ومرات في فتحهم المجال لانفعال العوام الذي طالعناه (يفح) في صفحاتهم الرياضية والاجتماعية ولم تسلم منه حتى الاقتصادية,.
وعادت الاسطوانة إياها,.
علمناهم فتح التلفزيون,.
أولئك البدو الذين كانوا لا يعرفون أين يرتدون النعال هل في أقدامهم أم رؤوسهم,.
بل حتى ثرواتنا النفطية نسبها العوام إلى أفضالهم علينا!
** ويعلم الإخوان في الصحافة المصرية إن لنا ألسنة حارقة وإن لنا عوامنا أيضاً الذين بإمكانهم أن يقولوا ما لا احتمال لهم عليه,.
لكنهم لا ينسون مطلقاً أننا قوم لا نلهث خلف عواطفنا وإن الشخصية العقلانية والمتزنة هي سمتنا الرئيسية,.
لذا فلن نهبط الدرك الذي هبطوه,, ولن نفقد توازننا من أجل مقالات عرضت بنا وبثقافتنا وسخرت من بداوتنا وجردتنا حتى من استحقاقنا لثروات أرضنا,.
ونحن متأكدون أن سبب كل هذا الانفعال هو (الخمسة) التي هزت شباك المنتخب الفرعوني كما يحلو لمذيعيهم تسميته,.
ولأنهم لم يستطيعوا الاعتراض على الهزيمة لعدالتها,.
رأوا ان مهاجمة التاريخ الثقافي والحضاري أكثر جدوى وأكثر مساحة للتنفيس عن الهزيمة.
** وإذا كانت حكاية جهاز استقبال فلم يكن المصريون وحدهم في هذا الخندق، بل كان السعوديون معهم على ذات الخط فلم تظل مشاعرنا العربية قابلة للتبخر بمجرد هزيمة كرة قدم!!
فاطمة العتيبي