* نيويورك - أ ش أ
اكد دبلوماسيون مسئولون كبار بالامم المتحدة ومحللون للسياسة الخارجية ان العلاقات بين الولايات المتحدة والمنظمة الدولية بلغت أدنى مستوياتها مؤكدين مسئولية الرئيس بيل كلينتون وادارته عن التوترات المتنامية,ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق نشرته اخيراً عن لي هاملتون الرئيس السابق للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب وحاليا مدير مركز وودرو ويلسون في واشنطن قوله ان العلاقات بين واشنطن والمنظمة الدولية متردية ومضطربة وصعبة الى أبعد حد أستطيع ان اتذكره.
وقال هاملتون وعدة خبراء ودبلوماسيين آخرين ان الكونجرس هو الجاني الاساسي الى جانب ادارة كلينتون فقد رفض الكونجرس ان يسدد للمنظمة 1,6 مليون دولار تمثل مستحقاتها المتأخرة وهو يتخذ مواقف عدائية من العديد من مبادرات الامم المتحدة التي تحظى بتأيد واسع داخل المجتمع الدولي كما يقول منتقدو واشنطن.
واشار المنتقدون الى الهجمات التي يشنها المشرعون من أمثال السناتور جيش هلمز ممثل ساوث كارولينا الجمهوري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والذي قاد محاولات اقتطاع حصة الولايات المتحدة في ميزانية الامم المتحدة من 25 الى 20 المائة بينما يحاول ان يفرض اصلاحات وتغييرات في برامج المنظمة عن طرق تشريعات أمريكية وليس عن طريق التفاوض.
ولكن نفس الخبراء والدبلوماسيين يلقون باللوم على الرئيس كلينتون لسماحه بتدهور العلاقة وفشله في اعطائها اولوية او الدفاع بقوة عن الامم المتحدة في الكونجرس.
وذكرت الصحيفة ان كوفي عنان رفض ان يعلق على الموضوع ولكن عددا من مساعدية الكبار الذين قالوا انهم على بينة برأيه تحدثوا باستفاضة ورفض التعليق مسئولو الادارة رفيعو المستوى بالبيت الابيض ووزارة الخارجية المسئولون مباشرة عن ادارة علاقات الولايات المتحدة بالامم المتحدة.
لكن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي لم يؤيد الانطباع واسع الانتشار في المنظمة الدولية بأن ادارة كلينتون تتخذ موقف اللامبالاة او الاهمال.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المتحدث ان الخطأ لايكمن في الادارة بل في الكونجرس وذكر على سبيل المثال ان النائب الجمهوري عن نيوجرسي ارفق بقانون ميزانية الامم المتحدة في العام الماضي حكما شرطيا يقصر المدفوعات على المنظمات التي تروج الدعوة لتغيير سياسات الحكومات بشأن الاجهاض ونتيجة لذلك استخدم كلينتون الفيتو ضد القانون.
وأضاف المتحدث ان ادارة كلينتون تبذل جهدا شاقا من أجل اصدار تشريع من الكونجرس يتضمن سداد متأخرات حصص الولايات المتحدة في ميزانية المنظمة بينما يقول دبلوماسيون وخبراء آخرون ان ادارة كلينتون فشلت في ان تقاتل بقوة كافية من اجل اعتماد تعيين ريتشارد هولبروك كمندوب دائم للولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية الذي تأخر أكثر من عام ويتوقع ان يعتمد خلال هذا الاسبوع.
ويقول مسئولو المنظمة ان الرئيس كلينتون باستثناء بياناته السوية في الجمعية العامة كل خريف وبضعة نداءات مرتجلة لكي يدفع الكونجرس مستحقات الامم المتحدة لم يلق خطابا واحدا خلال سنوات حكمه السبع عن اهمية الامم المتحدة للولايات المتحدة ومصالحها القومية.
وعلق المتحدث باسم الادارة الامريكية بأن كلينتون القى خطابا بهذا الشأن في سان فرانسسكو في 1996 في الاحتفال بمرور 50 سنة على انشاء الامم المتحدة.
ويشير مسئولو الامم المتحدة وانصار المنظمة الاخرون الى مايسمونه بنمط لوم الامم المتحدة فيما يتعلق بأخطاء السياسة الامريكية وعلى سبيل المثال الغضب الذي احاط بقتل الجنود الامريكيين ببعثة حفظ السلام في الصومال في 1993.
ويقول مسئول رفيع المستوى بالامم المتحدة ان الامم المتحدة لم تكن حتى تعرف ما الذي كان يفعله اولئك الجنود ومن الذي اذن لهم بذلك ولكن مسئولي الادارة اعتقدوا أن في وسعهم ان يحموا انفسهم ضد هجمات المحافظين بتفويض مؤسسة كان ينبغي ان يعملوا علىتعزيزها لصالح بلدهم.
واضاف مسئول الامم المتحدة ان الاستياء الامريكي في عهد الرئيس كلينتون اقوى منه أثناء رئاسة رونالد ريجان الذي كان لايخفي ازدراءه للامم المتحدة.
|