Monday 9th August, 1999 G No. 9811جريدة الجزيرة الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9811


بعد 25 عاماً من حدوث فضيحة ووترغيت
الفضيحة أثرت على أجيال من الصحفيين ولم تؤثر في تفكير الأمريكيين

* واشنطن - غريتشن كوك - أ,ف,ب
25 سنة مرت على استقالة الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون بسبب فضيحة ووترغيت ومع ذلك لاتزال الفضائح تتوالى متواكبة مع محاولات طمس الحقائق والتحقيقات في ظل نظام سياسي لم يطرأ عليه تغيير يذكر.
وكانت النتيجتان المباشرتان لرحيل نيكسون في 9 اب/اغسطس 1974م بعد سرقة مكاتب الحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت، صدور القانون الخاص بايجاد وظيفة المدعي المستقل، واصلاح التشريع الخاص بتمويل الحملات الانتخابية.
ومنذ ذلك الحين، ومن مدع مستقل إلى اخر، عرفت البلاد سلسلة من الفضائح التي كلفت دافعي الضرائب مليارات من الدولارات، بدءا بقضية إيران - كونتراس في الثمانينات الى فضيحة مونيكا لوينسكي في 1998م.
وفي حزيران/يونيو قرر الكونغرس اخيرا دفن القانون الخاص بوظيفة المدعي المستقل.
وفي 1974، فرضت قيود على المساهمات المالية في الحملات الانتخابية بهدف القضاء على الفساد السياسي، الا ان السياسيين عرفوا كيف يستفيدون من ثغرات القانون.
وساهمت فضيحة ووترغيت في إضافة صفة غيت الى الفضائح التي يتورط فيها اعلى رموز الدولة, وهكذا نشأت إيران غيت وفايل غيت وترافل غيت وطبعا مونيكا غيت .
ويؤكد بوب وودوارد صحافي واشنطن بوست الذي كشف خفايا فضيحة ووترغيت في كتابه الاخير شادو ظل ان الفضيحة أثرت تأثيرا كبيرا على الرؤساء الخمسة الذين خلفوا نيكسون.
لكن ووترغيت لم تؤثر على ما يبدو كثيرا على الامريكيين انفسهم, ويقول ستيفن هيس، احد المستشارين القدامى لنيكسون ان انعكاساتها المتواضعة كانت مصدر صدمة لي .
ويؤكد استطلاع للرأي اعدته شبكة ان, بي,سي التلفزيونية وصحيفة وول ستريت جورنال ان 18 في المائة من الامريكيين فقط يعتبرون ووترغيت اسوأ فضيحة سياسية خلال السنوات الخمس والعشرين الفائتة, في حين يعطي 75 في المائة الاهمية لفضائح اخرى.
ويقول هيس: ان اولئك الذين عايشوا الفضيحة كانوا يعتقدون ان تأثيرها سيطول وسيغير طريقة تفكير الامريكيين وتسييرهم لامورهم, لكن ذلك لم يحدث
ويضيف هذا يعكس مدى النقص في وعي الامريكيين لتاريخهم, نحن بلد يفتقر الى الوعي السياسي .
ومن السخرية ان الاعتبار اعيد لنيكسون منذ وفاته في 1994م الى الدرجة التي تجعل بعض رجال السياسة لا يترددون اليوم في اشهار تأييدهم له ولا سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
ومع ذلك يقول المحلل اندرو كوهوت ان ووترغيت تركت اثرا حقيقيا حتى وان كان الامريكيون يجهلونه.
ويوضح ان الناس لايستطيعون ان يعرفوا الى اي درجة كان تاثيرها كبيرا وذلك ببساطة لان حياة كثير من الامريكيين الشبان لم تتأثر بهذا الحدث فحسب وانما بكثير من الافلام وبثقافة شعبية تعتبر واشنطن مرتعا للفساد.
وبين استطلاع حديث اجرته مؤسسة بيو ان 53 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع يتذكرون المكان الذي كانوا فيه عندما اعلن نيكسون استقالته.
ويقول كوهوت هذا ليس حدثا بأهمية اغتيال جون ف, كينيدي لكنه من اهم احداث السنوات الخمسين المنصرمة.
ويتفق كوهوت وهيس مع ذلك على ان ووترغيت اثرت في اجيال من الصحافيين الذين تعلموا من السبق الصحفي الذي حققه بوب وودوارد وكارل برنشتاين مما أدى الى بروز صحافة اكثر تشككا وسلبية وفق تعبير هيس.
ويقول اندرو كوهوت ان وسائل الاعلام تصرفت على الاثر بحذر مبالغ فيه ولا سيما فيما يتعلق بقضية لوينسكي مما ادى الى انقلاب الامر عليها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved