* هوامبو - انجوك - حيف كوينانج - رويترز
على مدى ثلاثة عقود مزقت الحرب الاهلية انجولا فشتتت الاسر وهدمت المنازل واتلفت المحاصيل وافسدت حتى عقول الكثيرين من سكانها.
والان يشهد البلد الذي ولد اكثر من نصف سكانه في اوقات الحروب هجوما من نوع اخر هجوم المرض.
فبعد ان قضي على مرض شلل الاطفال من كل مكان اخر تقريبا في العالم فانه لايزال موجودا ومنتشرا في انجولا.
وقتل الفيروس الذي ينقل عن طريق الماء الغذاء ويهاجم الجهاز العصبي للانسان 90 طفلا تقل اعمارهم عن خمس سنوات في العاصمة لو اندا حتى الان هذا العام.
وفي بنجويلا التي تبعد 400 كيلومتر جنوبي لواندا علىالساحل اودت موجة انتشار جديدة للمرض بحياة 50 روحا في الاسابيع القليلة الماضية اغلبهم من اللاجئين الذين فروا من القتال في المناطق الداخلية من البلاد.
وفي المنطقة الوسطى المرتفعة المنكوبة بأعنف الصراعات الاهلية لايعرف العاملون في قطاع الرعاية الصحية بالتحديد عدد المصابين بالمرض ولكن في مستشفى هوامبو التي يحاصرها المتمردون شغلت جميع الاسرة وانتاب القلق الاطباء.
وتقول الطبية لويز باردولينيو مديرة مستشفى هوامبو للاطفال هذا امر لم يكن متوقعا على الاطلاق كنا نتصور اننا قضينا على هذا المرض, وكنا واثقين من تحقيق هدفنا في القضاء عليه.
وبدا صندوق الامم المتحدة للطفولة يونيسيف في نهاية الاسبوع الماضي حملة تطعيم في محاولة للقضاء على المرض من المقدر ان تشمل 2,7 مليون طفل في ارجاء البلاد,ويخوض عمال الاغاثة حربا ضارية ضد المرض,ونحو ثلاثة ارباع مساحة انجولا تسودها الفوضى والافتقار للسلطة بسبب انشطة متمردي منظمة الاتحاد الوطني لاستقلال انجولا التام اونيتا.
ولايتمكن عمال الاغاثة من الوصول الى 12 مليون شخص يختبئون من القتال في مناطق ريفية كما يصعب كذلك الوصول الى الكثيرين من نحو 1,2 مليون لاجئ هجروا ديارهم بسبب القتال في ديسمبر كانون الاول وهم من اكثر سكان البلاد عرضة للاصابة بالمرض, واصحبت انجولا وحدها الان هي التي تهدد آمال الامم المتحدة في القضاء على شلل الاطفال على مستوى العالم بحلول الالفيه الجديدة,وقال الطبيب ايفان كامانور من اليونيسيف في انجولا أنه يعتقد انه كان بالامكان تجنب احدث موجة اندلاع للمرض ومازال يعتقد ان هناك املاً في السيطرة على المرض, واضاف بمجرد ان يزيد عدد الاطفال المحصنين بالكامل ضد المرض سيمكننا تأكيد اننا سنتمكن من السيطرة على المرض,.
الامر الوحيد الذي يمكن ان يجنب موجة اندلاع جديدة للمرض هو حملات التطعيم المستمرة.
والحرب مستمرة بين حركة اونيتا والحكومة منذ اوائل السبعينات عندما حصلت انجولا على استقلالها عن البرتغال ولاتظهر دلائل تذكر على انحسار الصراع.
وقتل نحو 800 الف شخص في الصراع ومع استمرار القتال اليوم يزيد عدد المهددين , والاكثر عرضة هم الاطفال ليس فقط لتهديد طلقات الرصاص بل لتهديد فيروسات مثل فيروس شلل الاطفال.
وقال انتوني بلومبرج ممثل اليونيسيف في انجولا الهدف الذي نريد بلوغه هو الوصول الى جميع اطفال انجولا بمن فيهم من ليسوا تحت سيطرة الحكومة.
وأضاف يمكنني القول ان هذا هوالتحدي,, لكننا نعمل على تحقيقه وانا واثق اننا سنتمكن من الوصول الى هؤلاء الاطفال قبل نهاية العام المقبل.
لم يكن فالينشيو لوكاس 20 عاما محظوظا بما يكفي للحصول علىتطعيم ضد المرض وهو الان يعاني من شلل في الساقين بسبب ذلك , ولكن حتى اذا كان حصل علىالتعطيم فهو لايعتقد ان الامر كان سيختلف,فهو يقول عمي وهو معالج بالسحر هو السبب في انتشار هذا المرض.
فقد صب لعناته على امي وانا صغير ولهذا اصبحت عى هذه الحال.
ويعترف خوسيه فييرا دياس فان دونيم نائب وزير الصحة الانجولي بالعائق الكبير الذي تشكله مثل هذه المعتقدات لكنه يرى ان التعبئة الاجتماعية من شأنها القضاء على الخرافات وبعد ذلك تتدخل الدولة للقضاء على الفيروس.
ويقل فقط عندما يتحول الامر الى مشكلة تشغل المجتمع يمكن للحكومة التدخل والمساعدة في قيادة جهود لتحسين الوضع.
وتقود اليونيسيف حالياً جهود التعامل مع المعتقدات الخاطئة, فهي تجند ضحايا مثل فالينشيو على امل الوصول الى اكثر السكان فقرا واقلهم تعليما برسائل ربما تساعد في الحد من انتشار المرض قبل فوات الاوان.
|