Monday 9th August, 1999 G No. 9811جريدة الجزيرة الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9811


تحتاج إلى الجرأة والصرامة
السعودة ,, متى نراها واقعاً ؟

عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
موضوع السعودة من الموضوعات التي تطرق إليها كثير من الكتاب والمختصين في ندوات وحوارات ومقالات، لكن مع الأسف لم يجد ما يستحقه من تجاوب أو اهتمام, علما بأن الموضوع يهم الوطن والمواطن, السعودة حقيقة أم خيال؟ أم أنها حقيقة لم تر النور، أحلام تحطمت في البداية وواجهت صعوبات ومعوقات قد تكون طبيعية او مفتعلة.
لقد كثر الكلام عن السعودة، حتى اصبحت امراً عاديا، وكأن الموضوع لا يتعلق بمصير الوطن، علماً بأن الجميع يعلق على قضية السعودة آمالاً كبيرة بحجم الوطن، فوائد نجنيها جميعا، فوائد امنية، واجتماعية، واقتصادية، وغير ذلك, نحن لم نطالب بالمستحيل! إنما نطالب بحقوق وواجبات مشتركة، ضاعت بين القطاع الخاص والجهات الاخرى، الكل يلقي اللوم على الآخر، انانية وجشع، كسل واتكالية وشروط تعجيزية، جهات لا تتعامل مع القضية بصرامة، كل هذا ونحن نبحث عن الشيء المفقود عند فاقده,!
السعودة من أين تبتدئ حتى يعلم الجميع مصداقيتها، من غير تعجل، ولا عشوائية؟ بل يحتاج الأمر الى تخطيط سليم، من غير تباطؤ, مشكلة بعض الجهات أنها تجيد فن الكلام وتجيد التبريرات، وتحاول الاقناع وهي في الأصل غير مقتنعة,! وتعلم انه يجب مواجهة تلك المعوقات وطرحها للنقاش مع جميع الاطراف بصراحة تامة ومعالجة الموضوع بطرق علمية حديثة, لعلنا نصل الى الهدف المرجو، أم أن الحوار عن السعودة حوار بيزنطي,؟
كل الندوات والمقالات التي تهم السعودة مع الجهات ذات العلاقة لم تخرج بالتوصيات المطلوبة, ولا نعلم ما الهدف منها, أم ان الأمر اعلامي بحت, نريد طرح الآراء بصراحة، خاصة القطاع الخاص، يجب ان يعي ان مصلحة الوطن فوق كل اعتبار,السعودة لا تحتاج الى تصريحات كفقاعات الصابون، أو كالسراب، بقدر ما تحتاج الى تنفيذ وترجمة الجهود على ارض الواقع، ام ان السعودة أحلام نمارسها في اليقظة,؟
يجب علينا جميعا أن نتعامل مع قضية السعودة بواقعية، ونعلم أن الموضوع بحاجة الى وقت وترو، لأننا لا نستطيع الوصول الى السعودة في مدة قصيرة، وأن الوصول اليها لا يأتي عن طريق الاحلام والأماني، بل لابد له من تخطيط، وعمل جاد، وان الموضوع هدف وطني، فكم وصل مدى السعودة في القطاع الخاص وفي ميدان العمل المحلي؟ تساؤلات تبحث عن إجابة منطقية من غير تبريرات، ام أن السؤال مشترط الاجابة, كثيرا ما يصدر من بعض الجهات المعنية عن السعودة انه تم سعودة مثلا: سوق الفواكه والخضار، وتصر تلك الجهة في كل مناسبة على سعودة ذلك السوق، والحال يحكي ما وصلت اليه السعودة فيه، أم أنها أحلام وردية تخص تلك الجهة، ليصحو الوطن على واقع الحال مع العمالة الوافدة التي تمارس حق البيع والشراء والتحكم.
أمثلة كثيرة تثير تساؤلات تبحث عن الاجابة، فمن يجيب عليها؟ ومن تلك التساؤلات: سعودة سائقي سيارات الاجرة، سعودة البقالات الصغيرة داخل الاحياء، سعودة سائقي النقل الصغير في اسواق جملة الفواكه والخضار، سعودة سائقي النقل الصغير في اسواق الحراج، كل هذه الامثلة تحتاج الى وقفة صادقة من الجهات المسؤولة، وتحتاج ايضا الى خطوات جريئة مثل جرأة شركة الاتصالات السعودية بسعودة الكبائن الهاتفية, الا ترون أنها احلام تحتاج الى تفسير كي يفهم معناها,!
لقد اثبت الشباب السعودي انه اهل لتحمل المسؤولية متى وجد الدعم والتشجيع، وانه يعلم ان مجال العمل لا مكان فيه لكسول او اتكالي,في كل يوم ينادي الوطن، يبحث عن السعودة، والسعودة بحاجة الى تفعيل الدور، وصرامة كصرامة الجوازات مع مخالفي نظام الاقامة والعمل، وجرأة كجرأة شركة الاتصالات السعودية.
من المؤسف أنه لا يتم التعامل مع الندوات والمقترحات حول السعودة بجدية تامة، والسعودة تحتاج الى تكاتف الجهود وتقنين التعليمات، وتوحيد الخطط، وتشكيل لجان مشتركة تتعامل مع القضية بصرامة.
وليعلم الجميع ان السعودة هدف وحلم سوف يتحقق ما دام الأمل معلقا بالله عز وجل ثم بصاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس مجلس القوى العاملة الذي لم يدخر جهدا في تحقيق السعودة,, وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
فهد بن علي النغيمش
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved