عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يحز في نفسي ويؤثر في خلجات صدري التصرف الأهوج من بعض مَن اكرمتهم دولتنا الكريمة بقروض من صندوق التنمية العقاري ليؤمنوا سكناً لأسرهم ويتخلصوا من عناء الايجارات ومتاعبها، ولكن بدلا من ان يشكروا هذه النعمة جحدوها واندرج فئة من الناس ممن اقترضوا من هذا البنك بقائمة اللؤماء وأما الفئة الاخرى فهم كرماء حقيقة فقد حرصوا على التسديد بكل عناية، فلهم منا التحية ولهم التقدير والاحترام.
ان دولتنا الكريمة تفضلت وتكرمت بتخصيص القروض لتكون عونا للمواطن في بناء مسكنه، ولكن ضعاف النفوس استغلوا هذه المكرمة ثم تمردوا على السداد رغم التيسير الذي اعطي للمقترضين وما حز في النفس تبجح بعض المقترضين في المجالس بأنهم لن يسددوا هذا القرض مهما كان، وفي الواقع لعله يدرك عجز البنك عن وضع ضوابط حازمة تلزم المتقاعس على التسديد، وأنا في رسالتي هذه أوجه سؤالاً الى مدير البنك العقاري للتنمية وهو (ألم يدرس البنك العقاري هذه الحالة ويخرج بنتائج تضمن انضباط المقترض بالتسديد وعدم تمرده؟ ثم ألم تراع حالة المواطن الذي على قائمة الانتظار لمدة تزيد على التسع سنوات ولم يتوفق في الحصول على القرض وسبب هذا التأخير هو من اضرب عن التسديد؟).
أنا في نظري ان المتسبب في هذا التأخير ليس المواطن بل إدارة البنك التي لم تضمن استعادة المبلغ ولم تشرع قانونا تجبر به المقترض على السداد, وإدارة البنك بوضعها الحالي مثل من يضع الشياه مع الذئاب ويرتجي من الذئاب ألا تأكل الشياه, إذا كنت تقرض ثلاثمائة ألف ريال ولا تضع ضوابط تجبر المقترض بالسداد بانتظام فالمهمل حقا ليس المقترض,,!! وإذا استمر الحال على ما هو عليه برجاء تكرم الكريم بالسداد لاقراض شخص بفضل انتظامه في التسديد فإن هؤلاء قلة وقد يطول بنا الانتظار الى اكثر من عشرين عاما طالما اعطي المقترض السابق الحرية المطلقة في التسديد من عدمه.
ألم يفكر بالحسم من راتب المقترض اذا كان ذا وظيفة أو من ضمانه الاجتماعي اذا كان المقترض ممن يشملهم الضمان الاجتماعي او صاحب مؤسسات وتجارة يقيد ببراءة من البنك العقاري و و و و إلخ,, أما القلة القليلة ممن لا دخل لهم فهم يمثلون نسبة قد لا تزيد على 20% تقريباً وبهذا اضمن نسبة 80% أن يقوموا بالتسديد بدلا من ان افقد الجميع وهناك ضوابط في غاية الدقة لو طرح الموضوع وتمت دراسته بجدية من قبل المفكرين وذوي الحكمة ولاستخرجت نتائج حلولية لهذه المشكلة بكل بساطة.
رجائي ثم رجائي من مسؤولي بنك التنمية العقاري ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هؤلاء المتمردين فنحن في عصر الكمبيوتر وجميع الدوائر الحكومية شبه مرتبطة بعضها ببعض ومن السهل جدا استخراج أي معلومة عن أي مقترض لم يسدد موظفا كان أم لا, وبهذا نتخلص من كابوس السنين الطويلة التي ينتظرها المتقدم حتى يأتيه القرض طالما ان الحصول على هذا القرض مرتبط بانتظام المقترض السابق, لنا أمل أن نرى الحل قريبا.
وفق الله العاملين لخدمة هذا الوطن لكل خير وصواب وحفظ الله دولتنا الرشيدة التي لم تأل جهدا في سبيل راحة المواطن وأمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.