Monday 9th August, 1999 G No. 9811جريدة الجزيرة الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9811


حدوث ضربة الشمس لا يتطلب التعرض المباشرة

مع موجة الحر الشديدة والتي اجتاحت اجواءنا خلال الأسابيع الماضية والتي يتوقع أيضاً أن تستمر لعدة اسابيع قادمة، حدثت اصابات حرارية مختلفة لكثير من الاشخاص من مختلف الأماكن وذلك بسبب عدم اتخاذهم الاحتياطات اللازمة للوقاية من الاضطرابات الحرارية المصاحبة لهذه الأجواء غير المحتملة.
ولقد حملنا بعضاً من التساؤلات عن تأثير هذه الأجواء إلى سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشميمري استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة ورئيس قسم الصدرية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض، فأجاب انه وبحكم عمله ايضاً في العناية المركزة المرتبطة بالطوارىء لاحظ فعلاً قدوم حالات إلى الطوارىء تعاني من اضطرابات حرارية بسبب موجة الحر الشديدة التي صاحبتها هذا العام رطوبة غير مألوفة والتي ساهمت في تردي الطقس وازدياد معاناة الناس من هذه الأجواء.
وأوضح الدكتور الشميمري ان الجسم يعتمد في تنظيم حرارته على آلية معقدة تتطلب التوازن التام بين فقدان واكتساب الحرارة من خلال الجهاز العصبي والغدد الصماء واللذين يتحكمان في تنظيم الحرارة الداخلية للجسم مهما كانت حالة الطقس.
ويعتبر كبار السن أكثر الأشخاص تعرضاً لاضطرابات الحرارة أما الحرارة العالية أو الرطوبة الشديدة، وذلك بسبب عامل الشيخوخة الذي يؤثر على قدرة الجسم على اكتشاف الاختلافات الحاصلة في درجة حرارته وفقدان الاحساس بالتذبذب البسيط في درجة الحرارة الداخلية وأيضاً فقدان القدرة على انتاج الكمية الكافية من العرق، بالاضافة إلى تأثيرات الأدوية المختلفة التي يتناولونها.
ونوه الدكتور الشميمري إلى أن درجات الاصابة بالاضطرابات الحرارية تتراوح مابين تصلب العضلات الشد العضلي والاجهاد الحراري وضربات الشمس كما ان هناك أنواعاً أخرى وخطيرة من اضطرابات درجة الحرارة في الجسم مثل فرط الحرارة وغيرها يمكن ان يعاني منها المصاب تحت أي ظروف.
عوامل الإصابة بضربات الحرارة
وهناك عوامل كثيرة تساعد على الاصابة بضربات الشمس والاجهاد الحراري منها كما يذكر الدكتور الشميمري ماهو متعلق بالمصاب ومنها ماهو متعلق بحالة الطقس ومنها ماهو متعلق بالأمراض التي يعاني منها المصاب أو الأدوية التي يستعملها.
فأما العوامل المتعلقة بالمصاب فهي مثل عدم قدرة الشخص على التأقلم مع ارتفاع درجة الحرارة، حدوث جفاف بالجسم، اجراء التمارين المنهكة دون استعداد لياقي، وجود التهابات أو ارتفاع سابق بدرجة الحرارة، المعاناة من السمنة، الانهاك والتعب، الملابس الثقيلة، الشيخوخة، السكن في الطوابق العليا من البناية.
أما العوامل المتعلقة بالطقس فهي مثل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة كما هو حادث الآن، وزيادة الرطوبة بالجو، وسكون الهواء وانعدام الرياح.
ويساعد أيضاً على حدوث الاضطرابات الحرارية وجود أمراض سابقة لدى المصاب مثل الشلل أو الخرف أو أمراض القلب أو الأمراض التي تؤثر على افراز غدد العرق مثل الحروق القديمة بالجلد أو الأمراض الجلدية، كما أن اضطرابات الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية ومرض السكر، ونقص البوتاسيوم، وأمراض الرئة، والأمراض النفسية لها دور مؤثر في حدوث الاضطرابات الحرارية وضربات الشمس.
تصلب العضلات أو الشد العضلي
وأوضح الدكتور الشميمري ان تصلب العضلات أو الشد العضلي يعد درجة خفيفة من درجات ضربة الشمس ويحدث لدى الشباب والرياضيين أكثر من غيرهم عندما يمارسون الرياضة أو التمارين في جو حار، ويرجع ذلك الى فقدان الجسم لكميات كبيرة من أملاح الصوديوم والكلورايد والماء، وقد يعاني الشخص من حدوث اعراض مصاحبة للشد العضلي مثل الغثيان والإنهاك الشديد.
وقد تحدث هذه الاعراض بعد ساعات من التوقف عن التمارين ويتلخص العلاج في تناول كميات كبيرة من السوائل أما بالفم أو عن طريق الوريد.
كما ينصح للوقاية من حدوثها بتجنب الاجهاد عند حدوث الشد العضلي، ولاشك ان للاستعداد البدني واللياقة دوراً كبيراً في امكانية الحد من أو تقليل الاصابة بالشد العضلي كماهو معروف لدى الكثير من الرياضيين.
أما تناول أقراص ملح الصوديوم قبل التمارين فلم يثبت له أي فعالية في الوقاية من حدوث الشد العضلي.
الإجهاد الحراري
ويستطرد الدكتور الشميمري في الحديث عن الاضطرابات الحرارية المختلفة فيذكر ان أكثر الاضطرابات الحرارية حدوثاً هو الاجهاد الحراري ويحدث بسبب الجفاف الشديد نتيجة لفقدان كمية كبيرة من السوائل والاملاح,, ويكثير حدوث الاجهاد الحراري عند ارتفاع درجات الحرارة ووجود الرطوبة الشديدة، ويعاني المصاب بالاجهاد الحراري من صداع وتعب شديد وغثيان وربما قيء او تصلب في العضلات, كما يلاحظ انخفاض الضغط لديه وارتفاع طفيف بدرجة حرارة الجسم، وربما يتطور الأمر إلى حدوث اضطرابات ذهنية وفقدان لتناسق الحركات وضعف شديد في العضلات.
ويتلخص العلاج في التوقف مباشرة عن بذل أي مجهود، وتعويض السوائل المفقودة، وتبريد الجسم بشكل متدرج.
ضربات الشمس
ويختتم الدكتور الشميمري بالحديث عن ضربة الشمس والتي تُعد من أخطر الاضطرابات الحرارية المعروفة حيث يحدث اضطراب في تنظيم درجة حرارة الجسم ويصاحب ذلك اختلال في الجهاز العصبي وفقدان القدرة على التعرق وارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم، واضطرابات خطيرة في أجهزة الجسم المختلفة.
وتحدث ضربة الشمس إما بسبب الاجهاد البدني في الأماكن الحارة أو نتيجة لأمراض تؤدي إلى اضطرابات في درجة الاحساس بالحرارة وضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لتفادي ذلك مثل الشيخوخة والشلل والاضطرابات النفسية.
ويعاني المصاب بضربة الشمس من ارتفاع كبير في درجة الحرارة إلى اكثر من 41 درجة مئوية، واختلال في القدرات الذهنية وفقدان القدرة على التعرق,, ويجب المسارعة في اتخاذ الاجراءات الاسعافية لتفادي حدوث المضاعفات الخطيرة لضربة الشمس وذلك يتلخص في ثلاث خطوات مهمة:
الأولى: نقل المصاب إلى مكان بارد مظلل وبه تهوية جيدة.
الثانية: مكافحة اي مسبب لارتفاع درجة حرارة الجسم.
الثالثة: التبريد وذلك عبر عدة طرق مثل:
- وضع المصاب في مكان بارد.
- إزالة الملابس.
- ترطيب الجلد بماء بارد نسبياً.
- تشغيل مروحة لتحريك الهواء بشكل مستمر حول المصاب.
- طلب المساعدة الطبية فوراً.
ويشدد الدكتور الشميمري أخيراً على نقطة هامة تخفى على الكثير من الناس وهي أن حدوث ضربة الشمس لا يعني بالضرورة تعرض الشخص للشمس مباشرة بل ان ضربة الشمس يمكن ان تحدث في الظل اذا تواجد الشخص في مكان مغلق وحار وليس به تهوية جيدة لفترة من الزمن مع وجود عوامل مساعدة للاصابة بالاضطرابات الحرارية ولذلك يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية والابتعاد عن العوامل والظروف الحرارية المختلفة قدر الامكان.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved