Monday 9th August, 1999 G No. 9811جريدة الجزيرة الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9811


أضواء
مآسي الصوماليين مع عصابات الحروب

كما الأفراد والناس العاديون، هناك دول تعيش على الهامش، مليئة بالمآسي والمشاكل والأحزان التي تحاصر مواطنيها دون أن يحس بها أحد.
الصومال احدى هذه الدول التي تحسب دولة مثل سائر الدول، إلا أنها بلا حكومة مركزية، أراضيها مشاعة لما يجاورها من دول، مياهها مخترقة من يملك قوارب سواء للصيد أو للهيمنة,, أو حتى للتجسس.
والصومال بدون حكومة مركزية منذ عام 1991م حينما قضي على دكتاتورها السابق سياد بري الذي رغم كل اخطائه، وتسلطه، وتدميره لاقتصاد البلاد، إلا أن الصوماليين يترحمون عليه وعلى أيامه التي رغم أنها كانت سيئة، إلا أنها ليست اسوأ مما عليه الآن في الصومال.
كثيرة هي المآسي التي تشهدها أرض الصومال وكل واحدة من هذه المآسي تحكي قصة لا يدانيها بما تختزنه من الألم والحزن إلا ما يحصل في بلد إسلامي آخر، كأفغانستان التي يصنع أباطرة الحرب ما يصنعه نظراؤهم الصوماليون.
في المعارك الأخيرة التي استهدفت السيطرة على مدينة بايدوا في وسط الصومال بين قوات حسين عيديد واحدى الفصائل الصومالية المدعومة من اثيوبيا، هرع الأطفال والنساء مذعورين الى احدى الحافلات وتكدسوا في داخلها وسطحها هربا من الحرب التي اشتعلت بين المقاتلين، من بين المذعورين كانت والدة أدن ايدو اسحاق التي كانت تحمل ابنها ذا الثلاثة اعوام بين ذراعيها إلا أن قذيفة بازوكا انتزعت الطفل من حضن والدته ومزقت أحشاء الابن وقضت على الأم في نفس الوقت ويذكر كيريان موراي من وكالة رويترز الذي نقل مأساة أدن اسحاق ان الطفل الذي يرقد مذعورا يتيما في مستشفى وقد يموت لأن جرحه يحتاج الى عناية وعلاج لا توفره المستشفيات في الصومال.
ويقول الاطباء ان حياته تعتمد على الحفاظ على الجرح نظيفا ولكنهم يعملون دون حتى الادوية او المعدات الرئيسية.
وحتى إذا نجا فمستقبله مظلم فخالته ستأخذه هو وشقيقته التي نجت من الهجوم ولكنها تقول انها غيرقادرة على رعايتهما بشكل جيد.
وتقول وهي تضع أدن على فخذها (سأرعاه لأنه ابن شقيقتي ولكني لا املك طعاماً ولا مالاً,,) ويبدو الألم والارتباط على الطفل الذي اغرورقت عيناه بالدموع.
وأدن واحد فقط من بين مئات الآلاف ممن دمرت الصراعات المستمرة بين ميليشيا القبائل الصومالية حياتهم منذ الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991م.
الذين قتلوا أم أدن ومزقوا أحشاءه هم جيش راضاوين المدعومون من الاثيوبيين والذين طردوا قوات حسين عيديد من المدينة، هؤلاء المقاتلون وزعماؤهم لم يعطوا تفسيرا لقصف حافلة تقل مدنيين هاربين جميعهم من النساء والاطفال,, ببساطة يردد قادتهم انه حادث بسيط فمقتل ثمانية نساء وجرح بعض الاطفال لا يقاس بانتصارهم على قوات حسين عيديد.
انتصار عصابة راضاوين لم يدم طويلا فقد عاد عيديد وأخرجهم من المدينة ليعيد وضعا مأساوياً آخر,, وغدا نواصل.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved