Thursday 12th August, 1999 G No. 9814جريدة الجزيرة الخميس 1 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9814


عين قلم

شدني حوار شاهدته من خلال إحدى المحطات الفضائية لأحد أقطاب وجهابذة المحطات الفضائية العربية وهو يتحدث عن مشاريعه الفضائية العملاقة وان من اهم الاهداف التي من اجلها اصبح فضائياً,,؟!.
مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي والذي يهدف للنيل من هويتنا الإسلامية والعربية وكذلك الإساءة لقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأصالتنا,.
كان كلاما جميلاً ومعسولاً تشعر من خلاله وللوهلة الأولى ان هذا الفضائي يذكرنا بحركات الإصلاح التي نشأت في القرون الماضية لما يملكه من ادوات فنية عالية من خلال الاسلوب الرشيق والجمل المرسومة بشكل دقيق,, ولكنه تناسى السيد المستثمر الفضائي انه يناقض نفسه بشكل صارخ وانه في نفس الوقت الذي يمارس حركاته الاصلاحية من خلال ذلك الحوار كانت محطته التلفزيونية ثبت برنامجاً فاضحاً عن الجنس والجريمة وقبل ذلك البرنامج كان هناك مسلسل مدبلج ليس فيه من القيم والأخلاق شيء,,؟.
بعد هذا كله أيها السادة أعتقد جازماً ان هنالك خلطا في مفهوم الغزو الثقافي والإعلامي حيث يتم تفسيره وفقاً لأهواء ومزاجية المنتفعين منه والذين باتوا يروجون لانفسهم على انهم منقذين للبشرية وهم عكس ذلك تماماً,.
***
من افضل ما عرف به الاعلان ماعرفته الجمعية الامريكية للتسويق والذي حددته بالتالي:
1-الاعلان هو مختلف نواحي النشاط التي تؤثر وتدعو الى نشر او اذاعة الرسائل الاعلانية المرئية والمسموعة على الجمهور بغرض حثه على شراء السلع او الخدمات او من اجل استمالته لتقبل الافكار او اشخاص او نشاطات معلن عنها ومن خلال ذلك يمكن تحديد وظائف الاعلان بوظيفتين:
أ- حث المستهلك على اقتناء السلعة او شراء خدمات.
ب-تهيئة هؤلاء المستهلكين لتقبل السلع او الخدمات.
وتأكيدا للطرح السابق اصبح هناك قنوات تلفزيونية بيعية تدعى ال TELE - S HO P I N I N G وهي وسيلة تسويقية حديثة بطبيعة الحال الا انها وللاسف تدعو بشكل سافر لزيادة الاستهلاك وتأكيد هذه النمطية لدى المتلقي وفي نفس الوقت الطرق على رأسه وسلبه جميع رغباته واختياراته ماعدا رغباته الاستهلاكية وهنا تأتي الخطورة حيث الدعوة لذلك النمط السلوكي الاستهلاكي والذي يؤكد بشدة على الاستهلاك دون مراعاة مدى الحاجة الفعلية للمواد المستهلكة ناهيك عن ان هذا النمط السلوكي يقود في النهاية لعدم الادخار وكذلك النظر للانتاجية ببرود جامح,,؟.
لذلك كان لزاماً علينا ان نستغل وسائلنا الاعلامية الرسمية سواء كانت مسموعة او مرئية او مقروءة وذلك لوضع برامج توعوية مدروسة وغير منفرة يستخدم من خلالها عوامل التشويق والجذب والاقناع وذلك في محاولة جادة لتوجيه الامة وجعلهم موضوعيين في قضاياهم الاستهلاكية وبالتالي الوصول بهم لسلوك واع وحضاري يساعدهم في النهاية على اختياراتهم التي تشكل مدى حاجتهم الفعلية كذلك سيؤدي هذا الى عمليات الادخار والتي اصبحت ضرورة هامة وحتمية في حياة الأمة,.
سامي عبدالعزيز العثمان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved