Thursday 12th August, 1999 G No. 9814جريدة الجزيرة الخميس 1 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9814


اسقاط الطائرة الباكستانية يعيد ملف القضية
كشمير منارة استقرار أم فنار للحروب

* نيودلهي - جون تشالمرز - رويترز
باسقاط طائرة المراقبة الباكستانية من قبل الطائرات الهندية والتي راح ضحيتها ستة عشر عسكريا باكستانيا تكون المناوشات العسكرية بين البلدين بعد معركة المتسللين في كشمير مستمرة، والأزمة الكشميرية إن صح التعبير ادخلت البلدين في حروب متصلة منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947م يومها اعرب زعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي عن امله وصلى من اجل ان تصبح كشمير منارة في شبه القارة الهندية المعتمة .
ولكن حربين وتمردا والصراع الاخير في كشمير المتنازع عليها لم تفعل شيئا ايجابيالتحقيق امنية غاندي.
ولم تظهر اي اشارة بعد على التوصل لحل للنزاع الذي دفع بالهند وباكستان الى دائرة مستمرة من عدم الثقة والصراعات,وفي الوقت الذي انسحب فيه مئات المتسللين من جبال كارجيل على الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير في وقت سابق من هذا الشهر وجه رئيس الوزراء الباكساني نواز شريف تحذيرا لنيودلهي قائلا اليوم بعد ان نخمد بركان كارجيل سيثور بركان في مكان اخر في كشمير .
وقتل أكثر من 1100 في الصراع الذي دام شهرين بين القوات المسلحة الهندية والمتسللين الذين تقول نيودلهي ان اغلبهم من الجنود الباكستانيين وليس كما تقول اسلام اباد من المقاتلين المنادين بالحرية في كشمير من الحكم الهندي.
وتريد باكستان ان يجرى استفتاء عام بتفويض من الامم المتحدة في كشمير ويغلب المسلمون على سكانها لتحديد ما اذا كانت المنطقة يجب ان تتبع الهند أم باكستان, ومازالت الهند تطالب رسميا بملكيتها للمنطقة باكملها, وتسطير الهند على ثلثي كشمير في حين تسيطر باكستان على الثلث الباقي.
والافكار المتعلقة بحل مشكلة كشمير كثيرة وابرزها تحويل خط المراقبة الذي يقسم بين الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير والجزء الواقع تحت سيطرة باكستان والذي جرى ترسيمه عام 1973م بعد آخر حرب بين الهند وباكستان الى حد دولي.
ولكن مع تجدد العداء بعد صراع كارجيل فمن غير المرجح ان تتحقق اي من هذه الافكار قريبا.
وستقف الانتخابات الهندية التي ستجرى في سبتمبر/ايلول واكتوبر/تشرين الاول امام اي محادثات على مستوى عال بالرغم من ان وكيلي وزيرتي خارجية البلدين قد يعقدان اجتماعا روتينيا قبل ذلك.
وقام رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجيايي برحلة في حافلة الى مدينة لاهور الباكستانية في فبراير/شباط لاجراء محادثات بخصوص السلام والتوقيع على اعلان مع شريف متحديا بذلك المتشديين داخل حزبه.
وقال سوميت جانجولي استاذ العلوم السياسية في كلية هنتر بجامعة نيويورك سيتي الامريكية ان الهند تشعر الان بانها تعرضت لخيانة وتشك في جيش باكستان,ومضى يقول انه لا يتوقع ان تصفح الهند وتبدأ صفحة جديدة مضيفا حتى اذا كان فاجيايي مستعدا لكي يقوم ببعض المجازفات الا انه سيكون مطوقا.
وانزعجت الدول الغربية بعد ان اوشكت البلدين في دخول حرب نووية من عام الا انه من غير المرجح ان تتمكن او ترغب في القيام باي شيء سوى حث البلدين على الجلوس على مائدة المفاوضات.
وفي اتفاق الانسحاب من كارجيل الذي توصل اليه شريف في واشنطن اعرب الرئيس الامريكي بيل كلينتون عن رغبته الشخصية في استئناف عملية لاهور.
وبالنسبة لاسلام اباد التي ترغب في (تدويل) قضية كشمير للتوصل الى حل كان هذا انتصارا ولكن نيودلهي ترفض تدخل طرف ثالث في النزاع الذي تقول انه ثنائي، وتؤكد الولايات المتحدة انها لن تسعى للقيام بوساطة.
ولكن اذا تركت نيودلهي واسلام اباد بمفردهما فما هي توقعات احراز تقدم.
قال جانجولي انه لا يشعر بتفاؤل مضيفا الرغبة السياسية المطلوبة والمؤسسات الضرورية غير متوفرة في الهند او باكستان.
ومن بين العقبات اصرار الهند على ان تتضمن المحادثات كشمير وتقليل الخلافات الاقليمية ومناقشة العلاقات التجارية والعلاقات عامة واصرار باكستان على ان تكون كشمير القضية الرئيسية .
واستؤنف الحوار الشامل العام الماضي الى انه اسفر عن مزيد من الحدة بدلا من احراز تقدم.
وقال وزير الخارجية الهندي السابق ج,ن ديكسيت انه متفق مع باكستان بان كشمير هي النقطة الاساسية قائلا انه يجب ان ترفع الهند الحوار الى المستوى السياسي بعد الانتخابات وعرض مناقشة اي شيء تريده باكستان.
ويعتقد ان الجانبين عليهما التخلي عن خططهما الاقليمية وقبول الواقع وتحويل خط المراقبة الى حد دولي (شرعي) وهذا ما يتوافق مع الرغبة الهندية.
واستطرد: خطر المراقبة هل الحل العملي الوحيد والا ستستمر المناوشات بيننا,والبيانات الصادرة عن المجتمع الدولي والتي اكدت اهمية خط المراقبة اثناء صراع كشمير تشير الى انه اذا تدخل الغرب فسيكون في هذا الاتجاه.
ولكن مدرسة فكر اخرى تقول ان الحل هو منح الحكم الذاتي لولاية جامو وكشمير التي تعاني من تمرد انفصالي منذ اكثر من عقد وهذا ما يتوافق مع الرغبة الباكستانية,وتحولت طبيعة التمرد على مدار الاعوام اذ اصبح المتشددون الإسلاميون الان اكثر نشاطا من ذي قبل وتنفي باكستان التهم التي توجهها الهند بان باكستان تقوم برعاية المتشددين لاثارة حرب بالوكالة.
ولكن بالرغم من هذا التحول يعتقد محللون ان نيودلهي مازالت بحاجة الى كسب قلوب وعقول سكان جامو وكشمير حيث مازال يسود التعاطف مع المتشددين كما ينتشر الاستياء من السياسيات الاقتصادية والاجتماعية.
واوضح دبلوماسي اوروبي في اسلام اباد ان رئيسي الوزراء قد يعقدان اجتماع مجاملة اثناء قمة زعماء جنوب آسيا في كاثماندو في نوفمبر/تشرين الثاني.
واستطرد: ولكن روح اعلان لاهور تبخرت مع كارجيل ومن الصعب توقع تحقيق اي شيء لاعوام قبل اعادة نوع من الثقة بين اي حكومة تمسك زمام الامور في الهند بعد الانتخابات وشريف.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved