Thursday 12th August, 1999 G No. 9814جريدة الجزيرة الخميس 1 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9814


تفشي الجريمة اللا أخلاقية في إسرائيل
مغتصب مطلق السراح يثير الذعر في الكيان الصهيوني

* تل أبيب - جيف ابراموفيتز - د ب أ
ما من احد يعرف اسمه، ولا جذوره، حتى شكله لا يعرفه الا قليلون من ضحاياه, ومع ذلك فإنه جعل اسرائيل تعيش حالة حصار.
وتعيش البلاد حالة من الهلع بسبب الرجل الذي تصفه وسائل الاعلام الاسرائيلية بانه مدمن اغتصاب الذي تقول وسائل الاعلام انه اغتصب عشرين امرأة على الاقل على مدى العامين الماضيين.
وما يفعله هذا الشخص سوى وجه واحد لوباء من العنف والجريمة ضد النساء والاطفال أخذ في الانتشار مؤخراً, ومثال واحد هو العنوان التالي الذي ظهر يوم الثلاثاء على الصفحة الاولى لجريدة معاريف والذي يقول طفل عمره 13 عاما يقتل فتاة 14 عاما بحجر .
وقد ظلت تحقيقات الشرطة في حوادث الاغتصاب طي الكتمان حتى الاسبوع الماضي، وتعللت الشرطة في ذلك بحرصها على عدم الاضرار بسير التحقيق وتعقب المشبوهين.
بيد انه بعد ان تمكنت مجموعة من الصحفيات من الحصول على تفاصيل التحقيقات ونشرها يثير السؤال الآن عما اذا كان التعتيم الإعلامي يهدف الى مساعدة الشرطة على اعتقال المغتصب ام إخفاء عجزها عن تحقيق هذا الهدف.
وكان من المعتقد قبل رفع التعتيم الإعلامي ان المغتصب يقصر جرائمه على منطقة تل ابيب الكبرى وانه يهاجم ضحاياه في الازقة المهجورة أو بئر السلم المعتم في المباني السكنية.
ولكن يبدو الآن ان الخطر ليس مقصورا على نساء تل ابيب فقط, وتقول الشرطة ان تحاليل الحمض الوراثي (دي,أن, إيه) تربط بين المغتصب وسلسلة من الهجمات في مدن اخرى, وقال عنوان في جريدة هاارتس يوم الثلاثاء أيضاً ان المغتصب الدؤوب يعمل ايضافي نتانيا وكفار سابا حيث تعتقد الشرطة انه حاول الاسبوع الماضي الايقاع بضحية جديدة في منطقة تقع شمال شرق تل ابيب.
وفي نفس اليوم، تعرضت امرأة في جيفاتيم المتاخمة لتل ابيب للهجوم والاغتصاب.
ومن المعتقد انه قام قبل اسبوعين باغتصاب امرأة في الخامسة والثلاثين من عمرها تقيم بنظام اقتسام الوقت في مدينة نتانيا الساحلية بشمال تل ابيب فيما كان طفلان يغطان في النوم في حجرة مجاورة.
ولم تعترف الشرطة بهذا الحادث ولكن يبدو انها بلا حول ولا قوة في ظل عدم وجود آثار حقيقية تدل على المجرم.
وقد تم عمل رسم كروكي للمشتبه فيه، بناء على مقابلات مع الضحايا، ولكن ثمة إقرار الان بان هذا الرسم غير دقيق.
وتعترف الشرطة الان بان تمكنها من القبض على المغتصب سيتطلب قدرا كبيرا من الحظ ووقوع أخطاء من جانب المغتصب تساعد في التوصل إلى شخصيته.
كما تقر الشرطة بان كل حوادث الاغتصاب المنسوبة لمعتاد الاغتصاب هذا ربما لا تكون من عمل رجل واحد، وان مغتصبين آخرين ربما يقومون بتقليد اساليبه.
وفي نفس الوقت تنصح الشرطة الناس بإحكام إغلاق ابواب ومنافذ بيوتهم مشيرة الى ان المغتصب يفضل الشقق الارضية والمنازل ذات الطابق الواحد او الطابقين على الاكثر.
وفي هذه الاثناء تنهال المكالمات على مراكز مساعدة ضحايا الاغتصاب في إسرائيل، كما انتعشت مبيعات متاجر الاسلحة التي تستخدم في الدفاع عن النفس.
وقال احد اصحاب هذه المتاجر للتليفزيون الاسرائيلي ان الطلب على الاسلحة ارتفع الى درجة انه عندما تنفد البضاعة بترك السيدات ارقام هواتفهن مع رجاء بالاتصال بهن فور ورود بضاعة جديدة.
ويأتي رفع الحظر والتعتيم الإعلامي بشان حوادث الاغتصاب فيما يحاول الاسرائيليون عبثا فهم سبب الزيادة غير المسبوقة في حوادث الهجوم على النساء والاطفال.
واصدر قاض يوم الجمعة الماضي امرا بإعادة متهم الى السجن الاحتياطي بعد قيامه بإلقاء ابن صديقته الذي لا يتجاوز عمره شهرين من شقتهما الموجودة في الطابق الارضي.
ومثل زوجان امام المحكمة يوم الاثنين بتهمة تهشيم جمجمة وساق ولديهما الذي لم يتجاوز الشهور الاربعة من عمره.
ونشرت صحيفة اسرائيلية يوم الثلاثاء ثلاث حوادث هجوم منفصلة ضد نساء,, في الاول اتهم رجل في الثالثة والثلاثين من عمره باغتصاب وضرب زوجته وفي الثانية صدر حكم بحبس رجل (33 عاما) احتياطيا لمحاولته خنق زوجته وآخر وضع كمامة حول عنق زوجته مهددا اياها بالقتل.
انها ليست حوادث منعزلة وعلى الاغلب فهناك حوادث كثيرة مماثلة لا يتم الابلاغ عنها.
وفي وقت سابق من العام الحالي قتل رجل طفليه حرقا لان زوجته هجرته.
والشهر الماضي قتل رجل زوجته وولديه الصغيرين ثم اضرم النار في شقته.
وابلغ الشرطة انه فعل ذلك لمعاقبة زوجته على ممارستها الحب عبر الانترنت .
تقول ايريس روزنبلوم رئيسة مؤسسة الاسرة الجديدة نيوفاميلي في اسرائيل انه من الواضح ان العنف يتفاقم بشكل مذهل.
وتقول إيريس انه من الواجب نشر التقارير حول احداث العنف وعدم إخفائها ولكنها تحذر من جانب آخر بان نشر مثل هذه الاحداث يبدو انه يحفز نزعة العنف والقتل لدى بعض الناس الذين لديهم استعداد لهذا.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved