Sunday 15th August, 1999 G No. 9817جريدة الجزيرة الأحد 4 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9817


استخراج بطاقات هوية ورخص سيارات وتشكيل شرطة وليدة
تأسيس دولة جديدة في كوسوفا

* بريشتينا مارك هاينريش رويترز
بينما تستحوذ عمليات الانتقام العرقي واكتشاف قبور جماعية على العناوين الرئيسية في كوسوفا تقوم ادارة الأمم المتحدة في هدوء باعادة بناء النظام المدني في الأقليم.
ورغم ان 750 ألف لاجىء قد عادوا الى ديارهم في غضون اسابيع والشوارع تموج بحركة المرور والنشاط التجاري فإن الفوضى تسود في غياب رقابة الشرطة والسجلات الرسمية واللوائح.
قال دومينيك فيان المسؤول البارز ببعثة الأمم المتحدة في كوسوفا قبل ثمانية اسابيع جاء المجتمع الدولي الى كسوفا لتجد اقليما بدون ادارة او خدمات عامة او مشروعات او تمويل او موظفين وعددا قليلا من السكان.
كان الوضع كما لو كانت كونيتيكت او بريتاني او كلابريا قد دمرتها كارثة طبيعية واختفت منها كل المؤسسات والمعدات بين عشية وضحاها.
وقال في اشارة الى برنامج يتكلف عدة ملايين من الدولارات لتحويل كوسوفا من اقليم بلقاني قمعي ومتخلف الى ديمقراطية اوروبية حديثة تغير مظهر كوسوفا كثيرا منذ ذلك الوقت, ولكن لا يزال هناك الكثير يجب عمله ,ومن أولويات بعثة الأمم المتحدة معرفة الذين يعيشون في كوسوفا, بدأت طباعة استمارات لتسجيل المواليد والوفيات والزواج سيتم توزيعها بعد أسبوع,وفي نهاية سبتمبر ايلول ستبدأ البعثة التحقق من مقر اقامة سكان كوسوفا واصدار بطاقات هوية لهم, يمهد هذا الاجراء الطريق لتسجيل السيارات واصدار وثائق سفر ووضع قوائم انتخابية,وكانت قوات الأمن الصربية قد جردت عددا كبيرا من الألبان في كوسوفا من وثائق الهوية وطردتهم من الاقليم، كما دمر الصرب السجلات العامة قبل انسحابهم في يونيو حزيران,واغلب السيارات في كوسوفا بدون لوحات أرقام, وربما يكون عدد كبير منها مسروقا وبيع بمستندات مزورة في اقليم تتفشى فيه عمليات السرقة.
وستفتتح هذا الأسبوع خمسة مكاتب بريد في بريشتينا لصرف المعاشات المتأخرة, كما رصدت ملايين الدولارات لاصلاح شبكة الهاتف.
وأعادت البعثة قضاة وعمال صحة ورجال إطفاء وجامعي قمامة ومدرسين وموظفين آخرين الى أعمالهم وتتولى دفع رواتبهم المتأخرة منذ شهور, كما يرابط على الحدود مع مقدونيا والبانيا مراقبون لجمع بيانات عن الرسوم والضرائب وكيفية جمعها.
وستطبق البعثة القوانين واللوائح التي كانت سارية حتى 24 مارس/آذار 1999م عندما بدأ حلف شمال الاطلسي الحرب الجوية ضد الصرب واندلعت الفوضى في كوسوفا.
كما يستعرض خبراء من المجلس الأوروبي قانون العقوبات ونظام الأمن الداخلي لمعرفة موقفها من انتهاكات حقوق الإنسان طبقا للمعايير الدولية.
قالت البعثة اذا كانت القوانين غير مطابقة لهذه المعايير سيوقف العمل بها او يتم استبدالها .
وقال فيان ان أكثر من 20 قاضيا استأنفوا عملهم للتعامل مع موجات من العنف مصدرها أشخاص يقومون بعمليات انتقامية ضد الصرب,وتقوم دوريات شرطة مسلحة تابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع وحدات من قوات حلف الأطلسي بالتجول في مختلف أنحاء الاقليم للتصدي للقتلة والذين يشعلون الحرائق عمدا واللصوص والعصابات المسلحة, وينتظر ان يصل عدد قوات الشرطة الى 2200 في أكتوبر/ تشرين الأول.
كما تعود أيضا شرطة المرور لكبح جماح القيادة المجنونة في الشوارع, وتدفق على كوسوفا عاملون من نحو 190 مؤسسة خيرية لاصلاح وتنقية شبكات المياه واصلاح المدارس واشغال أخرى,ايضا تم توزيع 28 ألف (حقيبة مأوى) مقاومة للتقلبات الجوية بين الذين عجزوا ماليا عن اعادة بناء بيوتهم قبل حلول الشتاء, قالت جين بيرس المسؤولة عن برنامج الاتحاد الأوروبي في كوسوفا ان الاتحاد يشرف على الاسكان والمرافق العامة وتمويل ميزانية اقليمية وقيام مؤسسات لاقتصاد السوق.
قالت في اشارة الى سوق سوداء مزدهرة تتميز كوسوفا باقتصاد نشط ولكنه غير منضبط ويجب ان يقوم على أساس قانوني وادارة مالية سليمة.
الحرب كانت سببا صغيرا في تأخر الاقتصاد, وإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه من قبل ليست غاية المراد .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved