بعد التطبيل الذي تزايد قرع طبوله حتى وصل الى آخر الدنيا,, غربها أمريكا,, وشرقها روسيا اثر فوز ايهود باراك برئاسة الحكومة الإسرائيلية، عادت الطبول لتهدأ,, وجف حبر الأقلام,, وكفت الاقدام عن الهرولة، وبدأت النفوس تهدأ، والعقول تفكر,,,، وبعد أن تسيدت عناوين السلام قادم,, واستئناف العملية السلمية وغيرها من عناوين التفاؤل التي اعقبت فوز باراك ظهر علينا الكتّاب بأقوال جديدة تتحدث عن الواقعية بعد أن أخذ مطلقو موجات التفاؤل يتوارون ليس خجلاً,, بل خلف المصطلحات الجديدة,,!!
هنا ، وفي هذه الزاوية وبعد انتخاب باراك بأيام حذرنا من التفاؤل المفرط ودعوة بعض الكتّاب والساسة العرب الى استئناف الهرولة من جديد نحو اسرائيل باراك، فقد علمتنا التجارب والتعامل الطويل مع الاسرائيليين طوال خمسة عقود من الصراع بأنه يجب التزام الحذر مع هؤلاء الذين فرضوا علينا فرضاً وجلبوا للإقامة بين ظهرانينا، وليس صدفة، انهم احتلوا فلسطين، فاليهود وقبل الصهيونية، والنصارى قبل الصليبية والامبريالية كانت جيوشهم تسعى لاحتلال فلسطين ليس طمعا في فلسطين وحدها، بل لأن فلسطين مركز القلب في الوطن الإسلامي والوطن العربي، من يحتل فلسطين يشق العرب شقين، ويفتت الوطن الإسلامي.
والذين يحسنون القراءة المتمعنة للتاريخ,, وللأحداث، والذين يمتلكون ذاكرة قومية ودينية لم تتأثر بالتغريب,, لم يستثيغواتسخين بعض العرب كتّاباً وصحفيين وساسة استعداداً للهرولة من جديد صوب اسرائيل,, فها هو باراك قد ظهر على حقيقته، إذ لم يكن غير الوجه الآخر للعملة الصهيونية، فإن اخفت الانتخابات الاسرائيلية الصورة القبيحة لاسرائيل بإزاحة نتنياهو فها هي الكتابة قد جسدت ما يريده اليهود,, مزيداً من الأرض,, والسلام,, والأمن,, والماء حتى وان كان من بحيرة طبرية,, ومن جوف الارض.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com