Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


أما بعد
المال والقلق النفسي

لماذا لا يتوقف ذلك القلق الدائم في دماء الانسان المعاصر ولماذا استشرت هذه الظاهرة الى حد بتنا نلاحظها حتى في اعين الصغار، وشتات الناضجين، وانطواء المسنين؟,, هذا القلق العنيف الوطأة على النفس البشرية,, ترى ماهي اسبابه ومؤثراته الخطيرة؟.
- تتابعت الاسئلة على ذهني تبحث عن اجابة مقنعة او بداية لخيط يمكن ان نصل به الى قلب المعضلة التي بدت امام اعيننا كأنها اخطبوط لانهائي ومن الصعب القضاء عليه.
- لكنني عندما تعمقت في جوانب الظاهرة، واستعرضت سلبياتها العديدة وجدت ان المال هو السبب المباشر وراء استشراء حالة القلق بين معظم شرائح المجتمع، وهذا لايعني بالضرورة انه ليس هناك ثمة اسباب اخرى وراء تدهور المشكلة، غير ان المال في اعتقادي يعد سبباً مهماً لانتشار مثل هذه الامراض النفسسة بين الكثير من عامة الناس.
-فالانسان الذي يكوّم الاموال على مساحة حياته، يعبر عن حالة قلق قصوى للحفاظ على ثرواته او لزيادة ارباحها ومن ثم تكديسها,, والمرء الذي تزجه الظروف بين عواصف الاحتياجات قد ينتابه قلق مريع للحصول على شيء من المال الذي يسد به رمقه ويكفيه عاقبة الجوع والحاجة؟!.
- والمال ايضاً سبب للشقاق الزوجي احياناً,, حيث الزوج في حالة قلق وشتات لتحسين المستوى المعيشي للزوجة والاولاد، بينما بعض الزوجات في قلق مستمر ازاء الظهور بمظهر اجتماعي باذخ امام الآخرين، وهذا المستبد قد يزرع بذرة الشر في بعض النفوس الضعيفة حيث تدفعهم الحاجة احياناً الى السرقة والاختلاس مما يجعلهم في قلق دائم وصراع مستمر بين الجانب الخيّر والجانب الشيطاني في الشخصية غير السوية,, ولعل الطبيب ايضاً في حالة قلق اذا ماخلت عيادته من المرضى حيث المؤشر المادي ينخفض الى المعدل غير المعتاد عليه,, وقد يعاني المدرس من حالة قلق كلما اخطأ او عجز في توصيل المعلومة الى الطالب من خلال المنهج المقرر خوفاً من الاستغناء عن خدماته وايقافه عن العمل الذي قد يسفر عن توقف ايراده المادي الشهري,, والعاطل عن العمل في حالة قلق مستمر للحصول على مهنة يمكن ان يجني من ورائها المال,, والموظف متوسط الدخل في حالة قلق من حلول آخر الشهر ومن مداهمة صاحب المنزل له للحصول على اجرة,, والمدين في حالة قلق لكيفية سداد دينه لذلك الذي يطرق بابه في كل وقت وينغص عليه حياته,, والدائن في حالة قلق خوفاً من عدم القدرة على استرجاع ماله من المدين,, والشباب يحيا في قلق غير عادي، وهو يدخر بعض المال من اجل الزواج والاستعداد لنفقاته الباهظة التي تثقل الكاهل وغيرها وغيرها من النماذج الحياتية المختلفة وفي كل الاحوال نعتبر ذلك مؤشراً خطيراً قد لايدل في اقل الاحوال ضرراً إلا على ان المال اصبح سيد الموقف على الساحة الاجتماعية، وعلى الصعيد المعيشي اليومي أليس كذلك,,,!؟.
روضة الجيزاني

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved