Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


جيل اليوم في قفص الاتهام
الفتيات أكثر رغبة في التقليد من الشباب دون تمييز

تحقيق:رياض العسافي
اندفع الجيل الجديد من الشباب والفتيات الى اقتناء كل ماهو جديد مهما كانت ايجابياته او سلبياته، ويحرص على اقتنائه مهما كلفه، فهو يعتقد ان في ذلك تعبيرا عن شخصيته وذوقه العام مما جعل هؤلاء يستنزفون اموالاً كثيرة واصبح بعضهم يشكل عبئاً اقتصادياً على ولي امره.
الجزيرة طرحت هذا الموضوع من عدة زوايا فهل مايفعله الشباب ظاهرة صحية لمتطلبات هذا العصر، ام أنه مجرد مظاهر واثارة ولفت للانظار.
رأي إحدى الفتيات
تقول ليلى عبدالعزيز الاخصائية الاجتماعية: لاشك ان هذا الجيل اكثر اسرافاً من الاجيال السابقة نظراً لتغير نمط الحياة من حيث الحداثة و التطور بالاضافة الى بعض الجوانب الاجتماعية والتي من شأنها ان تساعد هؤلاء على زيادة الاسراف.
واوضحت أن لدى هؤلاء اعتقاداً بان شراء الماركات الشهيرة يعكس مستواهم المادي والاجتماعي، فالاقبال على شراء الماركات والكماليات اصبح جزءاً من شخصية هؤلاء، فيرون في ذلك انعكاساً للذوق الاجتماعي وحتى متوسطي الدخل اصبحوا يقلدون الطبقات الغنية ويهتمون بالمظاهر لدرجة ان هذا اصبح جزءاً من تركيبتهم النفسية.
تقليد أولياء الأمور
واضافت ان هؤلاء غالباً مايقلدون اولياء امورهم، فعندما تجد طالبة او طالباً في الثانوية العامة وليس لديه عمل يتحدث في الهاتف الجوال ويتبادل اطراف الحديث مع اصدقائه نجد انه تعلم ذلك بالتقليد، فهو يشاهد والده او والدته كذلك، وهناك مشاهد كثيرة على ذلك فعندما تذهب الى الاسواق تجد الكثير من النساء يتحدثن في الهاتف الجوال وليس لديهن صبر حتى العودة الى المنزل، وتجدها تتبادل اطراف الحديث مع صديقتها، وهذا مايطلق عليه الاستئناس الاجتماعي وهو تعود،فبعض النساء للاسف لاتعرف كيف تدير وقتها وتستهلكه في امور مفيدة لانه ليس لديها هدف وليس لديها خطة واضحة لشغل وقت فراغها فاذا كان اولياء الامور هكذا فكيف يكون ابناؤهم فهم فاقدو الارشاد والتوجيه من قبل اولياء امورهم ومن السهل ان تجد شاباً يشتري اي نوع من الكماليات دون رقيب عليه، والاهل دورهم تراجع للاسف لانهم يعطون الابناء مايشاءون مادياً دون محاسبة فالمهم ان يتخلصوا من طلباتهم.
دور الإعلانات التجارية
واشارت الاخصائية الاجتماعية الى ان الاعلانات التجارية قد لعبت دوراً كبيراً في عواطف هؤلاء سواء من خلال الاعلانات عن الموضة او التخفيضات او حتى الاقساط للسيارات، وقد يكون الاقبال على الشراء في بعض الاحيان ليس اسرافاً ولكن فرصة من اجل خفض بعض اسعار السلع.
فخلاصة الكلام ان الحياة اصبحت متطورة وهذا التطور اصبح يتطلب انفاقاً اكثر، ولكن في حدود المعقول فوسائل الاعلام لدينا تقدمت واصبحت على مستوى عال واستطاعت ان تؤثر في جميع فئات المجتمع ولعبت في هذا المجال دوراً كبيراً في التأثير النفسي والعاطفي من اجل الاستفادة من كل ماهو متاح، فعلينا ان نواكب العصر ولكن فيما يفيدنا وان نعطي ابناءنا ولكن نراقبهم خوفاً عليهم من حدوث سلبيات.
خير الأمور الوسط
ويتصور عبدالكريم بن صالح العنبري المدرس بمدرسة ابي حميد الساعدي ان تفريط الوالدين وراء تبذير واسراف الابناء مؤكداً ان المصروف اليومي يجب ان يكون مناسباً لاحتياجاتهم ليقدروا اهميته وقيمته، اما المال الزائد خاصة لمن في سن المراهقة فيشكل خطراً كبيراً عليهم ويجعلهم فريسة سهلة لاصدقاء السوء والذين يؤثرون عليهم سلباً ويقودونهم الى العادات السيئة كالتدخين وربما الى المخدرات لاسمح الله لذا فعلاج المشكلة يكمن في وعي الآباء ومتابعتهم لابنائهم وتوجيههم التوجيه الصحيح.
ويشاركه زميله عبدالعزيز الصالح الرأي داعياً الى الامور الوسط وهو الاعتدال بين التبذير والبخل وهوما امرنا الله به فهو الطريق الى التنشئة الصحيحة والاعداد السليم للفتى المسلم الذي يمكن الاعتماد عليه في اي وقت وتحت اصعب الظروف,, واوصى الصالح الشباب بالاعتدال في الانفاق حتى لايحملوا آباءهم مالايطيقونه.
الشباب أشد الناس إسرافاً
ويقول خالد بن محمد الزيدان ان الاسراف من الصفات التي حذرنا الاسلام من الوقوع فيها وذلك من وحي القرآن الكريم ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك من حال الصحابة الكرام,, قال تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما .
وان الله عز وجل عندما ذكر صفات عباد الرحمن ذكر منها هذه الصفة وهي الانفاق من غير اسراف ولاتقتير بحيث يكون هناك توازن عند الانفاق فلا اسراف ولابخل ولو نظرنا الى المسرفين لوجدنا ان اشدهم في الاسراف هم الشباب والمراهقون!! فياترى ما السبب؟
الأسرة هي السبب
ويضيف الزيدان بان الاب او الام اذا كانا مسرفين فلايكون من الابن او البنت الا الاقتداء والتأسي الاماشاء الله وقد قال الشاعر:
وينشأ ناشىء الفتيان منا
على ماكان عوده أبوه
ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الدنيا والانبساط فيها فقال فابشروا واملوا مايسركم فوالله ما الفقر اخشى عليكم، ولكن اخشى عليكم ان تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتتنافسوها كما تنافسوها وتهلكوا كما اهلكتهم اخرجه مسلم, فليتذكر المسرفون اخوانهم الذين هم في اشد الحاجة لهذا المال الذي ينفق بلاحق,, اخوانهم الذين لايجدون لقمة يأكلونها ولاحتى ملابس او غطاء عند المنام ليتنا نشعر بحالهم فلانسرف فوق حاجتنا.
المبذرون إخوان الشياطين
ويسأل الزيدان: من منا يريد ان يكون أخوه الشيطان؟ ويجيب: بالطبع كلنا لايريد ذلك فالله تعالى يقول:ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورا .
ومن منا يريد ان يحرم محبة الله؟
وبالطبع لايوجد مسلم لايريد ان يحبه الله فالاسراف هو حرمان من محبة الله تعالى كما قال سبحانه:انه لايحب المسرفين .
وهذا نداء للشباب في كل مكان بعدم الاسراف والتبذير والحزم مع النفس,, دخل عمر بن الخطاب على ابنه عبدالله -رضي الله عنهما- فرأى عنده لحماً، فقال: ماهذا اللحم؟ قال:اشتهيته، قال: وكلما اشتهيت شيئاً اكلته؟ كفى بالمرء سرفاً ان يأكل كل ما اشتهاه .
وحذر الزيدان من مصاحبة المسرفين فهم يدعون للاسراف ويتباهون بذلك ويظنون انه من اعمال الرجولة وهو بعيد عن ذلك.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved