Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


بعد زفة باراك
الواقعية تحل محل التفاؤل المفرط في عملية السلام في الشرق الأوسط
70مليار دولار لتسوية مشاريع باراك السلمية لتوطين اللاجئين

* القاهرة- خالد منصور- أ,ش,أ
اقر عدد من كبار المعلقين والمحللين الامريكيين بان التفاؤل المفرط الذي صاحب فوز ايهود باراك برئاسة الحكومة الاسرائيلية في شهر مايو الماضي يتوارى تدريجيا ليحل محله احساس بمدى صعوبة وتعقيد القضايا التي يتعين حلها في مفاوضات السلام بين اسرائيل والاطراف العربية والمتعثرة منذ ثلاثة اعوام.
وفي لقاء عقد اخيراً في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط (المعروف بتعاطفه مع المواقف الاسرائيلية ) قال مدير المعهد روبرت ساتلوف ان عملية السلام شاهدت (تفاؤلا مفرطا) عقب انتخاب باراك ويجب (ان نتحلى ببعض الحذر) حيال احتمالات التقدم السريع نحو التسوية.
وقال روبرت بيلليترو مساعد وزير الخارجية الامريكي السابق لشؤون الشرق الادنى ان (التوقعات كانت زائدة عن الحد بعد وصول باراك للسلطة,, وعلينا ان ندرك ان حكومة باراك ليست حكومة مشكلة من اعضاء (حركة السلام الان) في اسرائيل بل انها حكومة تضع امن اسرائيل نصب اعينها .
اما هارفي زيكرمان رئيس معهد ابحاث السياسة الخارجية الامريكية قال (باراك جنرال وليس دبلوماسيا,, ويفكر دائما وفي عقله خريطة اسرائيل).
ولخص المعلق الامريكي هنري سيجمان من مجلس العلاقات الخارجية الامريكية الموقف قائلا في مقالة نشرها هذا الاسبوع ان باراك (انتخب على اساس انه مختلف عن سلفه وانه سيتخذ قرارات صعبة من اجل انجاح عملية السلام,, ولكن اذاكانت اولى خطواته تجسيداً لخوفه وخضوعه للمستوطنين في اكثر المستوطنات انعزالا,, فاي ثقة تلك يمكن للفلسطينيين او اي طرف آخر ان يشعر بها حيال قدرة باراك على معالجة القضايا الأكثر تعقيدا بمراحل في مفاوضات الوضع النهائي .
ويشير سيجمان الى رغبة باراك في تأجيل اخر مراحل الانسحاب المقررة في اتفاق واي ريفر نظرا لانها من وجهة نظره ستعرض للخطر امن بعض المستوطنات الصغيرة في الضفة الغربية.
ويبدو ان باراك بدلا من السير خطوة خطوة وتنفيذ الاتفاقات الموقع عليها يرغب في القفز مباشرة الى تسوية نهائية مما يجعل موقفه اقوى في ضوء ضعف الاوراق الفلسطينية, ولفت ساتلوف الانظار الى مشروع عملاق عرض باراك خطوطه الرئيسية على الرئيس الامريكي بيل كلينتون (في اجتماعهما الشهر الماضي في واشنطن) ويستلزم تمويلا امريكيا اوروبيا قد يصل الى سبعين مليار دولار من اجل تسوية شاملة للصراع العربي الاسرائيلي.
وستستخدم هذه الاموال (وفقا لساتلوف) من اجل بناء مشروعات ضخمة لتحلية مياه البحروتوطين اللاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية وتقديم مساعدات اقتصادية لسوريا ولبنان عقب اتفاقات السلام.
وبغض النظر عن مدى الاستجابة الامريكية والاوروبية لمثل هذه المشروعات الضخمة في ضوء افتقار عملية السلام الى تقدم حقيقي على الارض فان انظار الولايات المتحدة حاليا معلقة بخطوات ابسط واصغر مثل استئناف المفاوضات الاسرائيلية السورية وان تنفذ اسرائيل الانسحابات المنصوص عليها في اتفاق واي ريفر من الضفة الغربية بصورة مقبولة للفلسطينيين.
وحول امكانية استئناف المفاوضات مع سوريا قال روبرت بيلليترو ان سوريا تتطلع لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وترى ان استئناف المفاوضات مع اسرائيل سيفتح الباب امام هذه الخطوة,, ولكنه وصف الموقف السوري حاليا بانه (حذر للغاية كعادة دمشق) وان الرئيس الاسد حاول (جس نبض) روسيا في زيارته الاخيرة لموسكو ليرى مستوى الدعم الذي يمكنه ان يرتكن اليه في اي مفاوضات مقبلة.
ويرى بيلليترو الذي تحدث في لقاء معهد واشنطن ان الجانب الروسي حاليا منشغل بازماته الداخلية الىحد يصعب معه تصور ان يلعب دورا محوريا في عملية السلام.
وتخشى الادارة الامريكية (وفقا لمصادر دبلوماسية ) من اختفاء النافذة الاستراتيجية التي فتحها انتخاب باراك في ضوء عجالة الاطراف وعدم التوصل لصيغة مقبولة للاطراف يمكن في اطارها استئناف المفاوضات المجمدة منذ عام 1996.
وقالت مصادر دبلوماسية في واشنطن ان الرئيس كلينتون توصل مع باراك الشهر الماضي الى صيغة اعلان يمكن على اساسه استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية المتوقفة منذ عام 1996 ثم ارسل خطابا (يضم فحوى هذه الصيغة ) الى الجانب السوري الذي رفض التخلي عن المطالبة بان يجري ا استئناف المفاوضات من حيث توقفت بما يعني من وجهة النظر السورية ان تقر اسرائيل بانها تعهدت قبل تعليق المفاوضات في عام 1996 بان تنسحب من كل هضبة الجولان بعد التوصل الى ترتيبات امنية مقبولة للطرفين.
وكان المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس روبن واضحا في سعيه لتقليل التوقعات عندما اعلن للصحفيين الاسبوع الماضي انه لا ينبغي انتظار تحولات درامية اثر زيارة اولبرايت لدمشق والمقررة في اوائل الشهر القادم,, وقال ان اولبرايت تتطلع للتعرف على تطورات الموقف في اول زيارة تقوم بها لدمشق منذ عامين.
وقال بيلليترو انه من المحتمل ان يحتاج الامر الى عدة زيارات قبل التوصل الى صيغة مقبولة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين,, واعرب عن تخوفه من ان تتردد سوريا اكثر بسبب رغبة باراك في اعادة فتح اتفاق واي ريفر مع الفلسطينيين للتفاوض مرة اخرى.
وقال ان الموقف الاسرائيلي يثير (شكوك) سوريا ازاء الالتزام الاسرائيلي بالاتفاقيات الموقعة.
ولفت هارفي زيكرمان رئيس معهد ابحاث السياسة الخارجية الامريكية الانظار الى وعد باراك الانتخابي بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول شهر يونيو العام القادم مشيرا الى انه من المستحيل التوصل الى اتفاق مع لبنان يضمن امن شمال اسرائيل دون موافقة سوريا.
واشار زيكرمان ايضا الى رغبة الاسد في التوصل الى اتفاق لضمان الدعم الامريكي لسوريا وفي ان يحقق حلمه التاريخي باستعادة هضبة الجولان المحتلة.
وقال زيكرمان الذي عمل في مجال السياسة الخارجية في ادارة الرئيس رونالد ريجان ان (الاسد مستعد الان ليمضي نحو اتفاق دون انتظار الفلسطينيين كما فعل الفلسطينيون معه من قبل).
وتوقع بيلليترو ان يلعب الرئيس كلينتون دورا نشطا ومباشرا في دعم عملية السلام في الاشهر القليلة المقبلة كونه يرغب في ان يضم التسوية السلمية المحتملة في الشرق الاوسط الى سجل نجاحاته في السياسة الخارجية قبل ان يترك البيت الابيض في نهاية العام المقبل.
واضاف بيلليترو ان مصر ستلعب ايضا دورا محوريا في تنشيط عملية السلام كونها الحليف الاهم للجانب الفلسطيني,, وقال سيكون دور مصر مهما للغاية وبارزاً في التوصل الى تسوية فلسطينية اسرائيلية .
واتفق الجميع على ان اوروبا ستواصل لعب دور (الممول) لعملية السلام , وقال زيكرمان سيواصل الاوروبيون دفع النقود وستقوم الولايات المتحدة بتولي الجانب السياسي).
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved