Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


وإيران تغلق حدودها في وجه حزب العمال الكردي

* أنقرة- فلورانس بايدرمان- أ,ف,ب
وقعت تركيا وايران في انقرة اتفاق تعاون لمكافحة الارهاب يستهدف بشكل خاص حركة التمرد الكردية في تركيا، واضعتين بذلك حداً لعدة أسابيع من التوتر.
ويقضي الاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة الأمنية العليا التركية الإيرانية بعد ثلاثة أيام من المفاوضات الصعبة بان يقوم كل من البلدين بتنظيف أراضيه الخاصة من اجل وقف مفعول نشاطات المجموعات الارهابية والانفصالية للبلد المجاور.
وينص الاتفاق أيضاً ان يقوم قائدان يمثلان كلا من البلدين بتنسيق أعمال المكافحة عن طريق الاتصالات الهاتفية الدائمة وتبادل معلومات, ويستطيع هذان المسؤولان الرفيعان ان يقوما باجراء عمليات تفتيش مشتركة في المواقع التي يشتبه في انها تؤوي متمردين.
غير ان الاتفاق لا يعطي الحق بالملاحقة المباشرة كما جرى مع تركيا عندما حصلت على موافقة بغداد لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني الذين جعلوا من شمال العراق قاعدتهم الخلفية.
ويأتي الاتفاق في الوقت الذي أعلن فيه حزب العمال الكردستاني وقفاً لاطلاق النار من جانب واحد والانسحاب من تركيا اعتباراً من الأول من ايلول/ سبتمبر عملاً بدعوة زعيمه عبدالله اوجلان الذي اصدر القضاء التركي بحقه حكماً بالاعدام.
يذكر ان البلدين المتجاورين الاكثر احتمالاً لانسحاب مماثل هما العراق وايران، بما ان سوريا التزمت في تشرين الأول/ اكتوبر وقف دعم حزب العمال الكردستاني وزعيمه الذي كان تم ابعاده آنذاك واعتقلته القوات التركية في كينيا منتصف شباط/ فبراير.
واشار رئيس الوفد التركي إلى المباحثات وكيل وزارة الداخلية التركية يحيى غور بعد توقيع الاتفاق أمام رجال الصحافة إلى أن البلدين عرضاً اتفاقاً شاملاً للتعاون في مكافحة حزب العمال الكردستاني واضاف لقد اعربا عن ارادتهما السياسة حول هذه المسألة .
ومن جهة أخرى نفى غلام حسين بولانديان نائب وزير الداخلية الايرانية الذي ترأس وفد بلاده إلى المباحثات ان تكون ايران تستقبل قواعد لحزب العمال الكردستاني ومستشفى للحزب, وأكد ان هذه الأماكن لا وجود لها مضيفاً ان ايران ليست الملجأ الآمن حيث يستطيع الارهابيون ايجاد مأوى لهم.
ولكنه لم يستبعد حصول عمليات تسلل على طول الحدود الطويلة بين البلدين من قبل حزب العمال الكردستاني أو مجاهدي خلق المعارضة الايرانية المسلحة التي تنطلق من العراق .
وأوضح بولانديان ان اجتماع انقرة واطلاق ايران مؤخراً سراح الجنديين التركيين اللذين دخلا اراضيها كان اشارة حسن نية ستخدم تعزيز الصداقة بين البلدين المسلمين .
وقد تبادل الطرفان خلال الاجتماع ملفات تدعم اتهامات كل منهما للآخر: فمن الجانب التركي ملفات حول نشاطات حزب العمال الكردستاني في ايران، ومن الجانب الايراني ملفات حول نشاطات مجاهدي خلق وقصف الطيران التركي لمنطقة بيرنشهر الايرانية والذي اوقع خمسة قتلى وعشرة جرحى في 18 تموز/ يوليو.
وتؤكد انقرة ان القصف اصاب معسكراً لحزب العمال الكردستاني في العراق وليس في ايران.
وقد تم الاتفاق على ارجاء البحث بهذه المسألة الشائكة الى وقت لاحق بانتظار نتائج التحقيق التركي بعد عملية البحث الذي اجراها وفد تركي في مكان القصف.
يذكر ان هذا الحادث بالاضافة إلى مسألة الجنديين التركيين اللذين دخلا الى ايران عن طريق الخطأ بحسب انقرة اعادا جو التوتر بين البلدين والى العلاقات الهشة تقليدياً بينهما.
وتتهم تركيا العلمانية ايران بانتظام ومنذ سنوات بانها تشجع نشاطات الإسلاميين على اراضيها وتساعد أو تغض النظر عن نشاطات حزب العمال الكردستاني على الحدود.
يشار إلى ان حزب العمال الكردستاني اطلق حركة تمرد مسلح في 1984 في جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية بهدف انشاء دولة كردية مستقلة, وقد اوقعت أعمال العنف المرتبطة بهذا التمرد حوالي 31 ألف قتيل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved