* ستريتون-انجلترا - دانييل سيمسون- رويترز
فر بوريم رمضاني واسرته من داره في كوسوفا في مارس آذار الماضي عندما اقتحم صرب مسلحون بالبنادق الآلية والسكاكين منزلهم وقت الغداء وامروهم بالرحيل.
والان بعد ان خرجت قوات الامن الصربية من كوسوفا اصبحت الفرصة متاحة امام بوريم للعودة الى وطنه لكنه قرر ان الوقت لم يحن بعد للعودة.
وما زال هدف بوريم الاساسي مثله في ذلك مثل اغلب نحو مليون من البان كوسوفا فروا من الاقليم منذ عام 1998 هو العودة ذات يوم ومواجهة تحديات اعادة بناء منزله وحياته معا.
وبعد ان امضى ثلاثة اشهر في بريطانيا اصبح بوريم (24عاما) واحدا من مجموعة متزايدة من اللاجئين الذين تخلوا مؤقتا عن فرصة العودة الى بريشتينا وقرروا البقاء نحو عام اخر في ظل شروط خاصة تمنح لسكان كوسوفا.
وتقدم اقل من 200 من بين اربعة الاف من البان كوسوفا الذين نقلوا جوا الى بريطانيامن مخيمات لاجئين في مقدونيا للحصول على مكان في اول رحلة طيران عائدة لبلادهم الشهر الماضي, ونحو نصفهم لايعتزمون العودة على الفور والعديد منهم سينهجون نهج بوريم, ويقول بوريم وهو بائع كباب بالطبع اريد العودة, انه وطني ببساطة .
ويأمل كريم (26عاما) من بريشتينا كذلك في اعادة بناء حياته بالعمل اولا في بريطانيا قبل العودة الى كوسوفا ليبدأ من جديد العمل الذي كان قد بدأه من قبل.
ويقيم بوريم وكريم منذ فرارهما من كوسوفا في مبني ستريتون الاثري المقام بالحجارة منذ 200 عام في ريف دربيشير بمنطقة ميدلاندز الانجليزية.
وبعد كابوس الهروب من كوسوفا والاقامة في مخيمات ايواء مؤقتة في مدينة بلاتشي حيث القى حرس الحدود المقدونية وافراد القوات الصربية بألوف من ألبان كوسوفا في مناطق غير مأهولة يصبح هذا المبنى الاثري مكانا مثاليا للاقامة.
ويقول بوريم اذا لم تكن بلاتشي هي الجحيم ذاته فهي اقرب ما يكون له .
ومبنى ستريتون مثل غيره من دور الاستقبال التي يديرها مجلس اللاجئين البريطاني يمنح سكانه الفرصة لاستيعاب مع ماحدث لهم ولاصدقائهم ولاسرهم في كوسوفا.
ويقول كريم تعرضنا لكل شيء,, كدت افقد مشاعري ورأيت كثيرين يفقدون عقولهم .
ويشرف العاملون بالدار ومنهم خمسة يجيدون لغتين على اللاجئين ويقدمون لهم المواساة والرعاية التي يحتاجونها.
وقالت نيجياري (27عاما) من سكان كوسوفا وتقيم في بريطانيا كطالبة وعاملة اغاثة منذ عام 1991 انهم يحتاجون لمن يتحدث معهم عما تعرضوا له .
ويقدم الطاقم بمساعدة مدرسين دروسا يومية لتعليم الانجليزية للاجئين في حين يلتحق الاطفال بمدارس محلية.
وقالت امارنثا بايك العاملة بالمجلس في حين مر واحد من ثمانية اطفال من اللاجئين بدراجة كانت ضمن هدايا قدمها لهم سكان المنطقة الاطفال مثل غيرهم يشعرون انهم لقوا استقبالا جيدا .
وينظم المجلس برنامجا للعودة الطوعية لمساعدة سكان كوسوفا على العودة الى ديارهم, كما يساعد اسراً مثل اسرة بوريم الذي جاء مع زوجته وشقيقته ووالديه على الاستقرار في بريطانيا اذا ارادوا ذلك.
وقالت بايك اننا نحاول ان نقدم لهم افضل النصائح الموضوعية حتى يتمكنوا من اتخاذ قرار سليم,, والمخاوف الاساسية هي ما اذا كانت عودتهم مأمونة وما اذا كانت منازلهم مازالت قائمة .
وتعتقد نيجياري ان الخوف من عدم وجود مكان لاقامتهم هوا لعائق الاساسي امام عودة اغلب اللاجئين الى كوسوفا.
وقالت المنزل الذي ساعدت اسرتي على اقامته دمر بالكامل,, لن اعود حتى اتمكن من ادخار ما يكفي لاقامة منزل جديد لهم .
ولكن الذين قرروا البقاء لجمع المال او تحقيق المزيدمن الاستقرار في كوسوفا لن يبقوا في ستريتون.
فالمجلس سيغلق الدار في سبتمبر ايلول وسينقل سكانه الى مجمع اسكاني في ديربي.
ويقول كريم الاقامة هنا كانت مثل قضاء عطلة كل شيء منظم هنا,, كان ذلك رائعا في بادىء الامر ولكني الان احتاج لايجاد عمل والاقامة مثل اي مواطن عادي .