Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


لنعد النظر في بطاقة المعلم
وماذا يميز المعلمين عن غيرهم؟

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في وقت متأخر مقالة الاخ ابراهيم الدهيش في عدد الجزيرة الصادر بتاريخ 18 صفر الماضي حول بطاقة المعلم التي طرحتها وزارة المعارف قبل سنتين لغرض التعريف ولافادة المعلم منها في الخدمات الهامة الا انها لم تغير من الوضع شيئا وبالتالي لم يستفد المعلمون من حملها في جيوبهم حيث اتضح ان وعود التسهيلات والمميزات ماهي الا وعود, سرابية، دعائية، تسويقية ليس الا,, واقول ان هذا هو الوضع الطبيعي الذي يمكن ان تؤول اليه هذه البطاقة لاسباب عدة منها:
1- من حيث قيمتها المعنوية نجد مبررا كافيا لاستحداثها وتخصيصها للمعلمين لان المعلمين مثل غيرهم فيهم المجتهدون وفيهم المقصرون ومن كان في شك من ذلك فليسأل مدراء المدارس والمشرفين وغيرهم من اصحاب العلاقة ليصفوا له بعض ما يلاقونه من متاعب من بعض المعلمين تتعلق بعدم المحافظة على الدوام او خلل في اداء الواجب وافتعال للاعذار وللحصول على اكبر قدر من الاجازات المرضية والاضطرارية الى غير ذلك من المخالفات التي لا تليق بمن يتولى شيئا من امور الامة فكيف بأمر التربية والتعليم.
2- لم تخصص هذه البطاقة للمتميزين من المعلمين ولكنها خصصت للجميع وهم بالآلاف مما افقدها بعض قيمتها في نظر المعلمين وفي نظر الجهات التي كان مؤملا ان تتفاعل معها وكان الاولى ان تمنح وفقا لضوابط معينة تأخذ في الاعتبار اقدمية الخدمة، التفوق في الاداء، المشاركة الفاعلة في النشاطات اللامنهجية والمشاركة في النشاطات ذات النفع العام وغيرها من الاعتبارات التي تحسب للمعلم في نظر الادارة كنقاط قوة.
3- يتميز المعلمون عن غيرهم بالرواتب المجزية وبالاجازات غير العادية التي لا تقل عن اربعة اشهر في السنة وتميزوا عن غيرهم ايضا بالدوام اليومي المخفض حتى ان اوقات العمل المعمول بها في المدارس السعودية يصنفها البعض بانها نصف دوام, وهذه المزايا كلها ليست كثيرة على المعلمين ولاهم يحسدون عليها لانها موصولة بطبيعة عملهم، اما بطاقة المعلم فلا صلة لها بذلك والمعلمون لا ينظرون اليها الا باعتبارها وسيلة للحصول على اي شيء من الخدمات المخفضة باسم هذه البطاقة وهي بهذه الصفة مما لا يليق بالمعلمين أوبغيرهم لان الدولة اعزها الله قد اكرمت موظفيها برواتب شهرية ثابتة توفر لهم كل بحسب حاله القدر الذي يناسبه من الحياة المعيشية الكريمة دون حاجة الى ما يشبه التسول بمثل هذه البطاقة التي صار المعلمون يضيقون ذرعا بحملها ولا يخفون جزعهم من وعود التسهيلات غير المنجزة ومنهم الاخ الكاتب.
4- يرفع المعلمون على الدوام شعار:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
وهم يظنون انهم معنيون بالضرورة بهذه المقولة مع ان شوقي يرحمه الله كان يعبر عن مشاعر خاصة تجاه المعلمين في زمانه وتجاه اسلافهم الذين كانوا يثنون الركب الساعات الطويلة من النهار ومن الليل- على الذبالة والفانوس والقاز- يعلمون الناس لا طمعا في الكسب المادي ولكن على سبيل الاحتساب وكسب شرف المهنة وفضل التعليم يفرحون بكثرة المتحلقين حولهم كما يفرح معلمو زماننا بحلول اجازة نهاية الاسبوع او بداية العطلة الدراسية, وما ذاك كما يقول الاستاذ ابراهيم السماري: الا لأن التعليم قد تحول لدى المتأخرين من معلمين ومتعلمين الى وسيلة يركضون اليها لتحقيق اهداف دنيوية من مادة او وظيفة او لتلبية شهوات نفسية كعلو الذكر دون النظر الى شرف المهنة,, ذكر ذلك الاستاذ السماري في مجلة المعرفة العد 17 وهو يعدد اسباب ضعف احترام المعلم, ووافقه في هذا التصور احد المعلمين بقوله: يرى الكثير من المعلمين ان التعليم مهنة ووظيفة ومصدر رزق وليس رسالة لها قدسيتها ومكانتها, ومن تكون رؤيته كذلك فعليه مراجعة نفسه واكسابها الخصائص المطلوب ايجادها واكسابها للابناء ففاقد الشيء لا يعطيه, لابد ان يتصف المعلم بصفات ويمتلك قدرات لا يمتلكها غيره منها قدرات عقلية معرفية نفسية وجدانية,, انتهى, ولا ادري ما جدوى مثل هذه المناشدة للمعلمين الذين هم بهذه الصفة وهل المعارف والسلوكيات ملابس تخلع وتستبدل بهذه السهولة؟ لكن اقول ان من كانت هذه رؤيته لا يستحق على الاقل بطاقة معلم .
هذه بعض الاسباب التي جمعتها على عجل لتبرير القول بأنه قد آن الاوان لاعادة النظر في بطاقة المعلم واذا تقرر الغاؤها هذه السنة فلا ضير تأسيا بالاخ الكاتب اذا سمينا هذه السنة سنة الغاء بطاقة المعلم على غرار: سنة الجرب، وسنة الجدري وغيرهما من سنين العذابات والمتاعب التي اصبحت بحمد الله في ذاكرة التاريخ منذ ان وطأت اقدام المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز ارض الرياض ونادى مناديه: الحكم لله ثم لعبدالعزيز.
هذه كانت وجهة نظري تجاه هذه البطاقة قبيل ظهورها الى حيز الوجود قبل سنتين وهي ذاتها وجهة نظري الآن وارجو ان اقرأ واسمع مبررا مقنعا للقول بضدها, واخيرا فان المعيار الحقيقي للمفاضلة بين الموظف العادي وبين المعلم ليس افضلية المهنة ولكنه الجد والاخلاص في العمل ابراء للذمة ونفعا لهذا الوطن وهذه الامة فاذا تساووا في ذلك كانت الافضلية بجانب المعلم بحكم افضلية المهنة ولدينا بحمد الله الكثيرون والكثيرون جدا من هؤلاء ومن هؤلاء.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved