Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


آية عظيمة,,لو يعلم الغافلون
ماذا أحدث الكسوف في قلوبنا؟

عزيزتي الجزيرة:
تبقى حادثة ظهر الاربعاء 29/4/1420ه حادثة عظيمة وآية رهيبة يخوف الله بها عباده ويرهبهم بها، قال صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت احد ولكن الله يخوف بها عباده قال تعالى وما نرسل بالآيات الا تخويفا , لقد فرقت قلوب كثير من الناس وهم ينتظرون هذه الحادثة دقيقة بدقيقة ولحظةً بلحظة وحدث الكسوف فلجأ عدد كبير الى المساجد حيث ذكر الله والصلاة والدعاء والاستغفار, وللاسف الشديد بقي اناس طبع الله على قلوبهم استغلوا هذه الحادثة لتجمعات سياحية خالية من الايمان بالله والتفكر في صنعه في مخلوقاته بل تزداد دهشتك أخي القارىء لو قلت لك ان فرقة البوب المعروفه باسم بت شوب بويز كتبت برنامجاً خاصاً عن الكسوف لتشارك في مهرجانات ظل القمر بل ذكر الخبر الذي نشرته صحيفة سيريا تايمز ان اعداداً كبيرة من السائحين تدفقوا على احد المواقع لاعتقادهم انه افضل لمشاهدة الكسوف الكلي وتوجه نحو 25 الف شخص الى مناطق في بريطانيا يمنون انفسهم بمتابعة موفقة لكسوف يوم الاربعاء,, عجباً لهم وعجباً لقلوبهم المطبوع عليها كيف طمست عن الحقيقة الايمانية لمثل هذه الظواهر الكونية التي ترهب الحيوان قبل الانسان قال تعالى يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون اما يتفكر هؤلاء الجهلة في مسيرّ هذه الافلاك الذي احدث الكسوف والخسوف وماذا يريد من هذه الاحداث ان هم الا كالانعام بل هم اضل , ان ذهاب الليل وقدوم النهار او العكس امر اعتاد عليه الناس حتى لم يعد يحدث لهم شيئاً جديداً لكن الله عز وجل يقول: وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن اراد ان يتذكر او اراد شكوراً , فكيف بغياب الشمس وانحجابها او جزء منها في غير موعدها أليس في ذلك عبرة أليس فيها آية وتخويف؟ بلى وما نرسل بالآيات الا تخويفاً , وقسم آخر لم تخل قلوبهم من الايمان بالله وقضائه وقدره ومازال فيها شيء من الخوف منه سبحانه وتعالى ولكن انفسهم قصرت عن التوبة فبقوا بعد هذه الحادثة كما لم تكن ولم تغير في حياتهم شيئاً فندعو انفسنا واياهم بتدارك اعمارهم ومحاسبة انفسهم والرجوع الى الله والخوف منه سبحانه وتعالى بطاعة اوامره وعلى رأسها الصلاة واجتناب المحرمات يقول ابو بكرة رضي الله عنه كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس فقام يجر رداءه رواه البخاري، وفي رواية عند مسلم من حديث اسماء كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع فاخطأ بدرع حتى ادرك بردائه يعني انه اراد لبس ردائه فلبس الدرع من شغل خاطره بذلك.
وعن ابي موسى الاشعري قال خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً يخشى ان تكون الساعة,, الخ الحديث,, رواه البخاري.
فأين نحن من هذا الشعور النبوي الذي ارتسم على محيا الرسول صلى الله عليه وسلم حينما رأى الشمس انكسفت بل وهل اتبع هذا الخوف كسفاً وتراخياً؟ كلا والله بل فزع عليه الصلاة والسلام الى الصلاة والدعاء والاستغفار وامر اصحابه بذلك لانه يعلم ان هذا الكسوف هو انذار منه سبحانه وتعالى, ما حالنا اليوم ايها الاحبة؟ لا يأتي آتٍ ويقول ان هذا الكسوف هو مجرد حركة فلكية حجب فيها القمر ضوء الشمس وليس له علاقة بغضب الله ولابوعيده، فلو كان ذاك لما فزع النبي عليه الصلاة والسلام ولما قام يصلي ويدعو بل لقد ربط عليه الصلاة والسلام الكسوف بالمعاصي فقال في خطبة الكسوف يا امة محمد انه مامن احد اغير من الله ان يزني عبده او تزني امته,, ياأمة محمد لو تعلمون ما اعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً .
فالله الله بالرجوع اليه والتوبة من جميع الذنوب والمعاصي الظاهرة والباطنة وفقنا الله لكل خير وجنبنا واياكم مواطن غضبه وسخطه.
متعب الرشود
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved