Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


الحكمة تقتضي مزج مرارات الحياة بحلاوتها:
وصفة نسائية لعلاج المشكلات الزوجية

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
هناك متطلبات وضروريات لا يمكن استمرار الحياة بدونها، فهي كالماء أو الغذاء لا يشعر الانسان بقيمتهما إلا إذا افتقدهما.
ومن أهم هذه المتطلبات والضروريات المشاكل!!
نعم عزيزتي,, فالمشاكل ضرورية لاستمرار الحياة الزوجية فلا تتعجبي من كلامي هذا,, وبامكان اي شخص ان يتخيل حياته اليومية إذا كانت خالية من المشاكل إنه في البداية سيكون بغاية السعادة إلا انه مع مرور الوقت سيجد الحياة روتينا مملا لا تعني له اي شيء بل ويجد نفسه في ذلك الوقت مفتقداً للتجربة ولروح المغامرة,.
ارجو ألا يكون ذهنك قد ذهب للبعيد وجعلك تعتقدين ان المشاكل يجب ان تُعظّم وتُعطى حجما كبيرا لكي تستمر الحياة الزوجية,, إنك خاطئة عزيزتي إن اعتقدت ذلك لان هذا التصرف يؤدي الى العكس تماماً اي الى تفكك الحياة الزوجية.
وهنا سأقول لك:
الحياة الزوجية فيها الساعات الحلوة وفيها الساعات المرة والمرأة الحكيمة هي من استطاعت مزج المرارة وطعمها اللاذع بشيء من الحلاوة تماما عزيزتي كما تفعلين عندما تتناولين الاطباق الحلوة مع القهوة.
ولكن!!
كيف تستطيعين عمل ذلك؟! وما هو الطريق الامثل الذي يجعل حياتك سعيدة وخالية من الروتين بل ولذيذة ايضاً؟!
إليك عزيزتي الطريقة السليمة وبعض النصائح التي يجب عليك عملها عند وجود اي مشكلة بينك وبين شريك حياتك.
اولاً: عزيزتي,, عليك تحديد الموقف بالفعل وذلك لمعرفة ما اذا كان هناك مشكلة وخلاف من الاصل ام ان هذا أتى بسبب عدم فهم كل منكما للآخر.
فمن الممكن مثلاً ان تكوني قاصدة بكلامك شيئاً معيناً ولكنك افتقرت لعنصر التعبير السليم عنه مما جعلك تصمّين آذانك عن فهم موقف زوجك وعند القليل من التروي والتأني تجدين انكما تهدفان لنفس الهدف.
ثانيا: إن حدث وكنتما فعلا مختلفين فيجب عليك ألا تتصرفي كالحمقاء المتسرعة التي تنتظر اي مشكلة لتهُم بسرد كل الأخطاء السابقة والتي من الممكن ان تكون قد حصلت منذ سنين لتلقيها على مسامع الرجل وكأنها مذكرة يومية لا تفتقر لأدق التفاصيل, وليتها مذكرة حقا فالمذكرة قد تذكر بها المحاسن اما لسانها فلا يحتوي إلاعلى المساوىء فعليك عزيزتي ان تتصرفي تصرفا عاقلا ولاتحاولي الخروج عن المشكلة الأساسية التي يجري النقاش بها حتى لا تقف المواضيع الأخرى كعثرة امام حل المشكلة الاساسية.
ثالثاً: يجب عليك عزيزتي ان تلتزمي اثناء اجراء الحوار بالكلام عن نفسك فقط بمعنى انه يجب عليك ألا تتكلمي عن زوجك مما يجعله يعتقد انك بكلامك هذا توجهين له اصابع الاتهام فيتخذ هو بدوره اسلوب الدفاع عن نفسه وهنا سيسلك طريق الإصرار على موقفه.
اما إن قمت عزيزتي بالتحدث عن نفسك ومحاولة إظهار موقفك من هذه المشكلة بتفسير دقيق، فهذا سيجعل زوجك يعرف اكثر عما يهمك ومالا يهمك وما يشغلك وما تحبينه ولا تحبينه وهنا فقط ستوضع الاسوار العالية لتجنب الخلاف.
رابعاً: يجب عليك عزيزتي بعد ذلك ان تقومي مع زوجك بمحاولة البحث عن المواقع الاساسية للتفاهم والسيطرة على المشكلة لانكما ان حاولتما البحث عن الأخطاء والزلات التي قام كل منكما بعملها فحينئذ ستتعظم المشكلة وتزداد المسافات بينك وبين زوجك.
خامساً: يجب عليك عزيزتي ان تنهي المشكلة,, وخير إنهاء لها يتم عن طريق التصالح عن طيب خاطر وعدم حمل اي شيء عند كل منكما على الآخر,, وهذا سيتم بصورة افضل عندما يتنازل كل طرف ويضحي فبذلك تكمل العلاقة الزوجية وتستحق لقب شراكة العمر.
سادساً: لابد انك عزيزتي في هذه المرحلة قد وصلت الى النهاية السليمة والصحيحة للمشكلة فبعد تجديدها وعدم اضرامها نارا بل اطفائها وبشكل سليم والاتفاق على الحل الأمثل ما عليك عزيزتي هنا إلا ان تبدئي فعليا بحل هذه المشكلة جذريا والبدء في تنفيذ خطوات الحل,.
سابعا: عزيزتي عليك الا تكبتي مشاعرك واحاسيسك عندما يوجه الزوج لك اصابع الاتهام لاي سبب من الاسباب فالهروب من المشكلة هو مشكلة بحد ذاته,, فالتزام الصمت في مثل هذا الموقف خطأ فادح تقع به العديد من النساء، والحل الأمثل والسليم هو مواجهة الموقف بقلب صلب وقوة إرادة دون مبالغة.
فأنت عزيزتي إن واجهت الموقف بصمت فاول شيء سيحدث هو ظن الرجل زوجك بأنك مخطئة فعلا بل ومن الممكن ان يعاقبك على ذلك,, هذا بالإضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي ستنشأ داخلك بل وسيستمر الزوج بمعاقبتك باستمرار الى ان تمتلئي غيظا فتتصرفي باساليب قد لا ترضي زوجك فتنشأ مشاكل اكبر واكبر.
ثامنا: احذري عزيزتي من إشراك الآخرين بمشاكلك الزوجية وطلب العون منهم لحلها,, فلكل منزل اسراره وعلى الزوجة العاقلة ألا تقوم بالثرثرة والتكلم عن المشاكل الزوجية امام الآخرين حتى وإن كانوا اهلها لان اي تدخل خارجي سيساهم بلاشك بافتتاح ابواب لانهاية لها بل وسيعظم المشكلة.
تاسعا: عليك عزيزتي اختيار الالفاظ قبل النطق بها، وإياك والتلفظ بالفاظ تسيء وصف شخصية زوجك، فالرجل لن يعتبر هذه الالفاظ مجرد كلمات خرجت ساعة غضب بدون ان يُقصد منها اي معنى بل سيعتقد ان هذه الجمل التي تلفظت بها صدرت عن طول تفكير وعن ملاحظة ظاهرة منك مما يضعف شخصيته ويجعله غير واثق مما يفعله لأن الرجل يتأثر تأثيراً بالغا بالعنف الكلامي أكثر من العنف الجسدي.
فيجب ان تتحكمي بالفاظك جيداً وتحرصي على اختيار الفاظ مثمرةوبناءة لا هدامة.
عاشراً: احذري عزيزتي من إظهار المشاكل التي بينك وبين زوجك أمام الأبناء حتى وإن كانت مجرد اختلاف آراء بينكما لأن الاطفال بطبعهم حساسون للغاية (مرهفو الحس إن صح اللفظ) وهم يعتبرون الأب والأم بمثابة الحواجز التي تحتجزهم بعيداً عن الالم والخوف.
وعند رؤيتهم لتلك الشجارات او سماعهم لها يشعرون بان ذلك الحاجز سينهدم فتذهب الطمأنينة التي في نفوسهم,.
اخيراً عزيزتي المرأة:
تذكري دائما ان العلاقة القوية المتينة تنتج عن حسن التصرف بالمواقف التي تعرضك لها الحياة, ولذلك يجب عليك إجادة كافة وسائل الحكمة ومن أهمها وسائل التخاطب مع الزوج التي تجعلك بلا شك تمتلكين مملكة حب وتفاهم واستقرار.
فاطمة عثمان الحسن
بريدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved