Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


على أعتاب ال 2000
عبدالله الضويحي

في الحلقات الثلاث السابقة من هذه السلسلة من المقالات اشرت الى المسؤولية الجماعية في البناء,, وقلت (كما اننا شركاء في اقتسام كعكة النجاح والفرح,, فنحن شركاء في احتراق الطبخة او عدم نضجها)، كما تحدثت عن الاستقرار خصوصا في الأمور الفنية والمدرب على وجه الخصوص وأهميته في النجاح,, وان الأندية لدينا دائما ما تجعل المدرب (كبش الفداء) دون قدرة او جرأة على مواجهة الحقيقة مما جعل نظرة هؤلاء المدربين تختلف قليلا عن الهدف الأساسي من وجودهم الى بحثهم عن أكبر قدر من المكاسب المادية في زمن قياسي، لادراكهم او احساسهم بدنو رحيلهم قبل بدايتهم العمل، مشيرا الى عدم وجود خطط واضحة المعالم وبرامج محددة الأهداف لدى هؤلاء المدربين وأجهزة رقابة ومتابعة فنية مؤهلة تقوّم أداء المدرب بصفة دورية وما تم انجازه من خططه وما لم ينجز ومعوقات ذلك.
كنت انوي الاستمرار في هذه المقالات وفق تسلسل معين مبني على رؤى شخصية، لكن احد القراء الأعزاء استوقفني مناقشا لبعض أمور المنتخب,, طارحا عليّ تساؤلا.
ولكن الا ترى ان خط الظهر السبب الرئيسي في خسارتنا في بطولة القارات,,؟!
وتساءل آخر,, عن انني لم اتطرق لهذه النقطة,, وللدعيع,, وخطط ماتشالا,, وغيرها من أمور أخرى كانت سببا رئيسيا ان لم تكن في الخسارة فعلى الأقل في كميتها وحجمها.
ولعلي هنا أعود لاؤكد ان هذه المقالات ليست نقاشا او تحليلا لما حدث في بطولة القارات وقلت رأيي في الحلقات السابقة، لكن طالما ان بعض الاخوة طرحوا هذا التساؤل الى جانب ما يثار او أثير عبر الصحف فانني هنا سأعيد ترتيب بعض الأفكار لاتناول في هذه الحلقة موضوعا كان يفترض ان يتأخر قليلا في ترتيب الحلقات، لكنه على العموم لا يخل بهذا الترتيب.
واعتقد اننا الآن,, ومن أجل اعداد منتخبنا الوطني لخوض غمار المنافسات القادمة بحاجة الى خطتين:
قصيرة المدى
وتعتمد في المقام الأول من وجهة نظري على تقويم مشاركتنا في بطولة القارات ومعالجة السلبيات والحفاظ على هذا المنتخب مع اجراء بعض التعديلات عليه,, وهذا ما سأتطرق اليه في هذه الحلقة.
بعيدة المدى
وهذه الخطة المسؤولية في اعدادها وتنفيذها مسؤولية جماعية,, وإن كان اتحاد القدم يتحمل مسؤولية رسم خطوطها العريضة,, او يملك بعض البرامج المعدة لهذا الخصوص فإننا جميعا نشارك في تحمل المسؤولية بصورة مباشرة او غير مباشرة,, وهو ما عنيته وأعنيه بهذه السلسلة من المقالات وغيرها مستقبلا او يتناوله بعض الزملاء.
والخطتان مرتبطتان ببعضهما ولا يمكن تنفيذ اي منهما بمعزل عن الأخرى,, حتى لا يحدث نوع من الانفصام او ظهور (حلقة مفقودة) في الفريق تؤثر على نتائجه وعلى مكانة الكرة السعودية والموقع الذي تحتله الآن.
اعود للخطة قصيرة المدى,, والتي تنبثق كما قلت من بطولة القارات.
هذه البطولة التي كان أبرز ما فيها,, أو بلغة أخرى أكثر ما لفت الانظار وكان حديث الوسط الرياضي وتحليلاتهم حول نتائج الفريق ثلاثة أمور:
خطط ما تشالا الخطوط الخلفية للفريق ومرزوق العتيبي.
ولنأخذ كلا منها على حدة,, قبل الانتقال لما هو أهم:
خطط ماتشالا
اعتقد ان مدرب الفريق السيد ماتشالا لعب ب(فن الممكن) في هذه البطولة,, أي وفقا لما هو متيسر له من مجموعة,, خصوصا اذا ادركنا ان أحد أبرز اللاعبين وأكثرهم أهمية والذي ربما كان ماتشالا قد اعتمد عليه كثيرا في رسم خطته تم استبعاده قبل البطولة بيومين فقط!!مما اثر ولا شك على وضعية الفريق,, واعني خميس العويران الذي أرى برغم ابتعاده,, انه يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الخسارة بتلك التصرفات اللامسؤولة.
هذا الاستبعاد,, أدى الى بحث ماتشالا عن حلول لسد ذلك الفراغ,, وحلول عاجلة.
صحيح ان ماتشالا يتحمل بعض الأخطاء في عدم استثماره لقدرات بعض اللاعبين وخطأه في التقدير مثل مباراة البرازيل,, لكنني اعتقد وهذا ما أشرت له في مقالة سابقة,, انه اعتبر هذه البطولة ساحة تجربة جيدة ومناسبة لتوافر كافة العناصر لكنها كانت تجربة مرة وقاسية.
الخطوط الخلفية
أميل كثيرا الى عدم توجيه اللوم الى لاعب ما,, او تحميله المسؤولية كاملة فيما يرتكبه من أخطاء اذا كانت هذه الأخطاء طبيعية وفقا لامكاناته وقدراته,, اذ ان هناك من يتحمل المسؤولية في هذا الجانب.
لكن ثمة اخطاء يتحملها اللاعب نفسه اذا كانت نتيجة افراط في الثقة,, او خطأ في التقدير او ما شابه ذلك.
واذا كنا لا نحمل الدعيع كافة المسؤولية او علينا ذلك,, فإن ما يجب ان ندركه جميعا ويجب ان يدركه محمد الدعيع نفسه انه يتحمل بعض الأخطاء وان الدعيع هذا الموسم,, ليس دعيع المواسم الماضية,,ولذلك أسباب يدركها هو قبل غيره,, وسنأتي عليها ولا اعتقد ان مدربنا الوطني ناصر الجوهر مهما اختلفنا حول امكاناته وقدراته التي ليس المجال هنا لتقييمها,, مسؤول عنها,, فالمنتخب عموما ليس من مسؤوليته تعليم الأساسيات,, وبناء اللاعب,, وهذا له حديث قادم.
مرزوق العتيبي
لا أريد ان اطفىء شعلة التوهج لدى مرزوق الملتهبة هذه الأيام ولا ان امسح (كحل) الفرح من أعين محبيه,, لهذا سأقول,.
ان مرزوق العتيبي كان اضاءة سعودية في بطولة القارات,, وأحد علاماتها البارزة,, ولا اريد ان أزيد عما قاله الزملاء عنه وما قالته وكالات الأنباء,, لكنني أرى ان ذلك التألق لم يحدث لولا سببين بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.
الأول: الاستعداد الذاتي والموهبة لدى مرزوق.
الثاني: ظروف مباراة مصر,, وتألقه في تلك المباراة في ظل الظروف التي صاحبتها,, مما أعطاه الثقة بنفسه,, مثلما يحدث لاي لاعب عندما تكون مشاركته الأولى في مباراة هامة وحساسة,, ويتجاوزها,, وكلنا يذكر كيف كانت بداية بيليه,, المشابهة لبداية مرزوق, واعتقد لو ان مباراتنا مع مصر لم تنته الى تلك النتيجة,, او لو اننا خسرناها لا سمح الله ربما عاد مرزوق الى موقعه في الاحتياط.
لكن هذا لا يلغي قدراته,, وثقته التي عرف كيف يوظفها أمام البرازيل,, وينبىء عن لاعب المستقبل.
على ان الحكم على مرزوق العتيبي من وجهة نظري سابق لاوانه,, فبطولة القارات وحدها ليست كافية,, اذ ان الحكم على أي لاعب يحتاج لمدة أطول ولمشاركات أكثر,, ودخول منافسات محلية ودولية كثيرة,, حتى لا نحكم عليه كما حكمنا على عبيد بمجرد تألقه في كأس العرب.
يبقى ما هو أكثر أهمية,, وهو ان استمرار مرزوق في الملاعب,, واستمرار تألقه ونجوميته كلاعب تحتاجه الملاعب السعودية مرهون بعد توفيق الله بنقطتين اساسيتين.
الأولى: ادراك مرزوق نفسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه,, وان مستقبله أصبح مرهونا بمدى تقديره لهذه المرحلة التي وصل اليها وكيف يحافظ عليها؟!
الثانية: ان استمرارية مرزوق في الملاعب أيضا,, مرهون بوجود لاعب مساند يساهم في تخفيف العبء عنه,, ويساعده في فتح طرق التألق امامه,, اذ ان مجرد التصفيق اعجابا بأدائه والتمايل طربا لاهدافه يصبح مرحلة وقتية تنتهي بانتهاء الحدث,, اذا لم يجد ما يساعد على تنمية بذور هذا الفرح ويضمن استمرارية هذا العطاء, وهذا حديث الغد بإذن الله, والله من وراء القصد.
غدا: الحلقة الخامسة
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved