Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


لا ننصح بتأخير علاج حول الأطفال

يعتبر الحول من المواضيع الهامة في مجال طب العيون حيث لا تخلو عيادة من عياداته من بعض المراجعين الذين يعانون من هذا المرض صغارا وكبارا من كلا الجنسين.
والحول هو انحراف إحدى العينين عن وضعها الطبيعي للداخل أو للخارج أو للأعلى أو للأسفل مقارنة بالعين الأخرى.
وغالبا ما يحدث الحول في السنوات الأولى من العمر حيث تكمن الخطورة في ذلك حيث تصاب العين بالكسل الذي قد يلازم المريض طوال عمره إذا ترك بدون علاج في تلك المرحلة، وأسباب الحول كثيرة منها:
1- الإصابات والتهاب القرنية حيث يظهر الحول بعد مدة بسبب أن الصورة المنقولة للمخ من خلال العين المصابة تكون غير واضحة وبالتالي يقوم المخ بإهمال هذه العين والتركيز على العين القوية وعند ذلك تنحرف العين المصابة للداخل أو للخارج.
2- الاصابة بطول النظر تجعل الطفل لا يرى الأشياء القريبة بوضوح وبالتالي يحصل الحول عند محاولة التركيز على الأشياء القريبة لأنهما متصاحبان.
3- أسباب وراثية حيث لوحظ وجود الحول في بعض العوائل.
4- عدم وجود سبب ظاهر وهذا كثير حيث يصاب الطفل بالحول في السنوات الأولى من العمر بدون سبب ظاهر.
أنواع الحول
1- الحول الأنسي: وهو أن تكون إحدى العينين منحرفة للداخل مقارنة بالعين الأخرى وهذا كثير في الأطفال.
2- الحول الوحشي: وهو أن تكون العين منحرفة للخارج وهذا يحصل عند الكبار بسبب الاصابات أو فقد البصر لأي سبب من الأسباب.
3- الحول الخفي: وهو يظهر عند تغطية إحدى العينين أو عند عدم التركيز أو المرض ويختفي عند النظر بالعينين معاً والتركيز على شيء معين.
4- الحول الكاذب: وهو ما يبدو كأنه حول عند النظر إلى العينين حيث تكون المسافة بين العينين واسعة وذلك لعرض قاعدة الأنف مما يعطي انطباعا أن هناك حولاً وهو ليس كذلك.
التشخيص
يمكن تشخيص الحول بأسلوب بسيط بأن يلاحظ الوالدان مكان انعكاس النور على عين الطفل عند تسليط نور قوي عليهما فإذا كان هذا الانعكاس ليس في منتصف القرنية فعندها قد يكون الطفل يعاني من الحول، أو أن يقوم بتغطية إحدى العينين ثم ينقل الغطاء إلى العين الأخرى ويطلب من الطفل التركيز على صورة أمامه ويلاحظ حركة العينين عند نقل الغطاء من عين إلى أخرى فإن كان هناك حركة واضحة فقد يكون الطفل يعاني من الحول.
علاج الحول
الحول من الأمراض الملازمة للمريض لذلك ينبغي التنبه له في بدايته عندما يلاحظ الأبوان ذلك على طفلهما، ومن ثم عرضه على الطبيب المختص ليقوم بعمل فحص شامل للعينين، للتأكد من أمور قبل أن يقرر نوعية العلاج المناسب، ومن بين هذه الأمور:
1- قوة الإبصار وهل هناك ضعف أو كسل في إحدى العينين, وقوة الإبصار يمكن تحديدها حسب عمر الطفل مهما كان صغيرا أو مقارنة قوة إبصار الطفل عند كل زيارة.
2- وجود الحول أو عدمه وهل هو خفي أو ظاهر ثم قياس درجة الحول ومقارنته عند كل زيارة, 3- حركة عضلات العينين وهل هما متلازمتان والتأكد من عدم وجود شلل أو ضعف أو زيادة في حركة عضلة من العضلات.
4- فحص اجزاء العينين مثل القرنية، العدسة، الشبكية، والتأكد من خلوها من الأمراض التي قد تكون سبباً في وجود الحول.
5- التأكد من خلو العين من الأمراض الانكسارية وخصوصا طول النظر أو اختلاف تحدب القرنية, ولهذا يحتاج الطبيب إلى وضع قطرة توسيع حدقة العين عند الأطفال.
بعد عمل هذه الفحوصات يكون العلاج على النحو التالي:
1- النظارة: وهذه تلزم لمن عنده بعض الأمراض الانكسارية وخصوصا طول النظر او اختلاف تحدب القرنية لذلك يلزم لبس النظارة، ولابد من قناعة الأبوين بفائدة النظارة وانها جزء من العلاج لأن هناك الحول المصاحب لطول النظر غالبا ما تكون النظارة هي العلاج المناسب حيث يختفي الحول أو يقل مقداره بنسبة كبيرة والنظارة كما أنها جزء من العلاج فهي كذلك تقوي البصر ومن ثم تساعد على تنشيط العين من الكسل وهذا فقط عند الأطفال,2- تغطية العين: قد يطلب الطبيب من الأبوين بتغطية إحدى العينين لمدة معينة يوميا لفترة قد تستمر عدة أشهر وذلك عند وجود كسل في إحدى العينين فتغطى العين القوية لاعطاء العين الأخرى فرصة للتنشط حتى تصل إلى مستوى العين القوية ويتساوى النظر في كلتا العينين، وإذا كان الطفل يلبس نظارة في هذه الأثناء فيلزم أن يستعمل الغطاء تحت النظارة, وتفيد هذه التغطية من هم تحت سن السابعة ويكون تأثيرها ضعيفاً جداً لمن هم أكبر,3- التدخل الجراحي: وهذا هو الجزء التجميلي في معالجة الحول ويكون بعد كفاية الاجراءات الأولى عندما يتساوى النظر في العينين تجرى العملية لتعديل العين وجعلها في اتجاه واحد, والتدابير الأولى من استعمال النظارة وتغطية العين مهمة في إنجاح العملية, فلو أجريت العملية مع وجود أمراض انكسارية أو مع وجود كسل في العين فإن نسبة رجوع الحول مرة أخرى تكون عالية.
ملاحظات عامة
1- ينصح بعض الناس بتأخير علاج الحول عند الأطفال حتى يكبر في العمر وهذا غير صحيح، وكلما عولج الحول في سن مبكرة كانت النتائج أفضل, وفي الإمكان الآن معالجة الحول قبل سن الثانية من العمر وإجراء العملية في هذه السن.
2- قد يأخذ علاج الحول في بعض الأحيان عدة أشهر أو سنوات خاصة مع وجود الكسل وهنا يأتي دور الأسرة في ذلك حيث انهم يقومون بدور كبير في مراقبة الطفل وتشجيعه على لبس النظارة وتغطية العين حسب أوامر الطبيب, فينبغي للأسرة عدم الاستعجال في التدخل الجراحي قبل أن يحين الوقت المناسب لذلك.
3- عند الاشتباه في وجود حول ينبغي عرض الطفل على طبيب العيون لإجراء الفحص ثم التأكد من ذلك وقد يلزم إعادة الفحص بعد عدة أشهر للتأكد من ذلك.
4- عند وجود حول عند أحد الأبناء فينبغي التنبه للآخرين لاحتمال وجود الحول عندهم ومن ثم معالجتهم في وقت مبكر,5- تجنب الإصابات والأخطار واللعب بالمواد الخطرة مثل الزجاجات والألعاب النارية وغيرها التي قد تكون سبباً في اصابة العين ثم الاصابة بالحول وهذا النوع من أخطر أنواع الحول حيث قد لا يمكن معالجته بنجاح.
د, عبدالعزيز الفدا
استشاري مشارك جراحة وطب العيون بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved