Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


طب الأعشاب هل له ضرورة؟

يزخر التاريخ القديم منذ بدء الخليقة بالبحث المستمر عن افضل العلاجات للامراض التي تعتري الانسان وتنوعت وسائله واشكاله ولعل طب الاعشاب من اكثرها انتشاراً واذيعها صيتاً وفي التاريخ الاسلامي ازدهر طب الاعشاب اكثر من سواه والفت فيه الكتب وعملت فيه البحوث واقيمت الصيدليات واثبتت جدواه في زمانه.
وهذا الكلام كله جيد وليس عليه اعتراض ولكن ومع التقدم العلمي الهائل وتطور وسائل البحث وازدياد عدد السكان زيادة مذهلة كان لابد من وجود مصادر للعلاج الدوائي تكون اكثر فائدة ومتوفرة بدرجة متقدمة من الجودة وبسعر معقول في متناول البشر وهذا كله من فضل الله سبحانه وتعالى.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا كله هل لطب الاعشاب ضرورة الآن؟!
والاجابة ان طب الاعشاب الذي يمارس بالشكل الحالي مصدر خطورة على صحة البشر حيث لا تتوفر مبادىء السلامة الصحية ومن ذلك:
1- تجد الاستعمالات الدوائية غير محددة فلا يذكر لمرض معين علاج معين وانما نجد مثلاً طاردا للارياح مقويا للمعدة.
2- استغلال الناس على حساب جهلهم فنجد الاسعار خيالية تجد فلانا من الناس يطلب بالخمسين ريالاً والمائة والخمسمائة كلها اسعار مزاجية كما يقال خرافية دواء بالمئات لتسكين الصداع مثلاً بينما الباراسينامول لا يتجاوز الريالات البسيطة.
3- عدم المقدرة على تحديد جرعة دوائية معينة انما الوزن بالتقريب والجرعة كذلك.
4- نجد من العشابين وعاشقي الاعشاب من يدعي علاج السرطان وعلى ذلك يقسم وينذر لتضليل الناس وهذا خلاف الامانة الطبية.
اخي انت تتعامل مع ارواح بني آدام وخبرتك وخبرة آبائك مهما بلغت لا تتيح لك العبث بارواح الناس بمجرد اطلاق هذه الوعود الزائفه فاي سرطان تقصد وماهي درجة انتشاره وكيف عرفت انه سرطان ثم ماهي المعايير التي تقول انك شفيت فلاناً او لم تشفه وهل قمت باخذ عينه نسيجية قبل العلاج وبعده ام ماذا تقصد؟
5- هناك مقولة من باب التدليس على الناس تقول ان العلاج الحديث كله كيماويات والعلاج بالاعشاب شيء طبيعي وان وجه الغرابة في ذلك ان ليس كل شيء طبيعي صالحا للاستعمال وما ملح الطعام الا مادة كيماوية بينما سموم الافاعي مادة طبيعية والحنظل مادة طبيعية وغيرها كثير فالمادة الكمياوية التي تعمل منها الادوية الحديثة هي مواد في اصلها مشتقه بناء على تركيبات كيماوية موجودة في نباتات طبيعية وجميع المواد العلاجية هي مركبات كيماوية واي مستحضر دوائي يخضع للمراقبة والدراسة ومدى السمية والاعراض الجانبية والتأثيرات السرطانية والتأثير على الحمل وعلى مدى طويل من عشر الى خمس عشرة سنة او اكثر ولا تزال بعض الادوية ومنها الاسبرين له اكثر من خمسين سنة ومع ذلك يخضع للتقييم المستمر حتى الان.
6- ان العلم الذي جعل الحديد يطير في السماء وجعل شخصا ما في مجاهل الصحراء يتحدث مع آخر في اعماق البحار لم يقم الا على اسس كونية تكرم الخالق جل وعلا بفتحها على بني البشر هذا العلم نفسه هو الذي قام عليه الطب الحديث من علاج وتشخيص وقبل هذا كله من بحث ودراسة فهل نترك العلاج الواضح الى مجاهل هؤلاء العشابين كمن يترك ركوب السيارة ويتجه الى ركوب الجمال والحمير بدعوى انها طبيعية وخالية من الكيماويات.
ولكن هل نترك الاعشاب ونمحو آثارها وننسى تاريخها المجيد الجواب كلا وانما ايقاف مسلسل العطارين واشباههم وقصر هذا العلم واسراره ومكنوناته للمختصين في كليات الصيدلة فقط لابد لمن اراد ان يقوم بالعلاج الطبيعي الآتي:
1- ان يكون متخرجاً من كلية الصيدلة وله رغبة في التخصص في علم العقاقير.
2- اي علاج يريد التعامل فيه يكون على اساس ترخيص يحدد فيه دواعي الاستعمال والسمية والجرعة المحددة بدقة متناهيه ومعبأة في شكل صيدلاني معروف تسهل معايرته وتحديد صلاحيته ودرجة تواجده البيولوجي في الجسم ويكون معبأ في مصنع ادوية مرخص له عالمياً وتتم تسجيل براءة الاختراع له داخلياً ودولياً فالنفس البشرية ليست برخص فئران التجارب والمكسب المادي ليس عذراً للصيد في الماء العكر ولئن يعمل العشاب في محل بيع البقدونس والجرجير افضل واسلم من التعامل بهذه السموم البيولوجية والطبيعية, والسلام.
د, عبدالعزيز الجرباء
استشاري الأمراض الجلدية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved