Monday 16th August, 1999 G No. 9818جريدة الجزيرة الأثنين 5 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9818


من الاثنين إلى الاثنين
علي المفضي

قرأ الكثير من قصص الحب وعايش الكثير منها، كان دائماً يقف من الحب موقف المتفرج وقد يستهجن بعض ما يحدث للمحبين، تزوج كما يتزوج اغلى الناس واحب زوجته بحكم العادة والمعاشرة ولم يفكر في سواها طيلة زواجه,.
وفي احدى زياراته لأخته المسنة والمقيمة بمفردها انطلق سهم طائش واصاب هدفا لم ينصب له:
في سحابة على متن التمني
شفت عمري خيال في سحابه
دخل رجل متزن,, وخرج فاقداً لتوازنه ما هذا,,؟؟ اتفعل كل هذا الفعل نظرة خاطفة !, حاول تجاهل الأمر وفشل, لام نفسه فوجد انها تلومه وتعاتبه بل تطالبه بالمزيد,, اين رزانته المعهودة ماذا يقول الناس عنه,, ماذا يقول اصدقاؤه,, اولاده,, زوجته !
التوى به رجا قلب يوني
ويل قلبٍ تعلق والتوى به
ذا صوابه عقب ما هو طغي
لو نسيته يذكرني صوابه
هل احب,, وهل هذا هو الحب,, اهو هذه الجمرة التي انطلقت الى سويداء قلبه واحرقته,, ما دواء هذا الذي يعانيه أهو مرض لا فالمرض له اعراض ومواطن الم,, بلى انه مرض من نوع آخر واذ كان كذلك,, ما هذه اللذة التي يحس بعذوبة طعمها
صدعني طاغي النظرة مروفه
ظالم قلبي,, وهو بالظالم داري
لم يكمل اربعة ايام من زيارته الاولى لأخته حتى عاد اليها مع انه لم يكن كذلك - اطال جلسته واحاديثه عل كلمة منها تطمئن قلبه الذي افلت زمانه - خرج وهو يحس ان بيت اخته على صغره اكثر اتساعاً واكثر جمالاً,, وأهدأ حيا واطيب هواء.
ما بقى بالعمر مقدار ما راح فيه
كل ما زل يوم,, يوم بالعمر ولى
ما يعرف الجمر مثل الذي يكتويه
احد يدفا بناره واحد فيه يتصلى
انطلق بغير إرادة منه الى احدى كبريات المكتبات وامضى فيها الساعات عله يجد ما يطمئنه وخرج بعشرات الكتب التي تدور حول منطقة احساسه,, وقرأها جميعاً في زمن قياسي واستغرب من نفسه فهل كان يحب القراءة الى هذا الجد وهو لا يعلم ربما!! ومن اين له ان يعلم عن اي شيء سبق تلك النظرة الخاطفة,, تلك النظرة التي اقامت الدنيا في داخله والنار في جوفه والعطر في مساءاته واحلامه
تغيب الا عن الخافق حبيبي
بعيد,, الا من افكاري قريبي
أهوجس بك واسولف مع طيوفك
واروح لك طواريقي واجيبي
على ليل الهوى رسمت وجهك
وعطرت النسايم منك طيبي
لاحظت زوجته زيادة اهتمامه بنفسه وهندامه وعطره واستبدال سيارته باخرى جديدة,, وسماعه غير المعتاد للاغاني وشروده,, وتلك الابتسامة التي تملأ ارجاء وجهه وعندما تسأله عن هذا التغير تتحول ابتسامته المتوارية الى واحة من الرضا,.
يا ما زعجت الصوت يمك تراديد
وياما نسيم الوجد يمك سرابه
وياما تمنيتك على باقي الغيد
وأقول مثلك يا غلا الروح مابه
يا قطرة الغيمة على يابس البيد
رد الحياة لخافقي,, يا ذهابه
حزم امره في نهاية الأمر على ان يضع حداً لهذه المعاناة وتكلم مع شقيقه الاقرب عما يحس به واخبره انه يريد ان يتزوج وليذهب كل شيء الى الهاوية, وعندما سأله اخوه عمن تكون تلك التي اخذت عقله وقلبه معها اخبره انها ابنة جارة شقيقته فقد رآها خارجة بصحبتها ولكن اخوه اقسم بان جارة اخته ليس لها بنات بالمواصفات التي ذكرها,, واصر هو على ذلك.
ذهبا الى الأخت لحسم الأمر فاذا به يجد تلك الجارة مع خادمتها في ضيافة اخته,, وعندما سألها عمن كان بصحبة الضيفة في يوم كذا افادت انه لم يأت اليها منذ شهر سوى جارتها والخادمة, قال: ولكن التي كانت معها كانت ترتدي البرقع قالت: نعم فالخادمة لا تخرج الا وهو عليها.
الابيات ل/ خالد الفيصل

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved