Wednesday 18th August, 1999 G No. 9820جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9820


صمت العصافير
فن الحياة

سقسقة:
ينبغي أن نتعلّم من الحياة كيف نتحمّل الحياة
حكمة أوروبية
***
أنت لا تستطيع ان تمتلك ما تحب ومن تحب مهما طال الزمان ومهما توثقت اواصر الود وعند الصينيين تشبيه جميل لمن يعتقد انه قادر على الامتلاك,, وتحقيق كل الرغبات امثالهم الشعبية اذ يقولون (أدعاء المرء بأنه يلبي رغباته بالتملك يعني انه يحسب ان بالوسع اطفاء النار بالقش).
وكثيرا ما نحاول فاشلين اطفاء النار بالقش ولا نجني سوى احباط وألم وكثيرا ما ننجرف نحو عواطفنا فنحسب ان الصداقات التي تحتوينا سوف تظل ابدا بنفس حرارة العطاء والاخلاص والتفاني ونتساءل هل نحن الذين اخطأنا بحسن الظن أم هم الذين اخطأوا بالاستهتار بنا أو عدم التمسك بتلابيب تلك العلاقة وأقسى ما يمكن ان يحدث هو ما لم تتوقعه أذ يأتي كمعول يهوي على رأسك فلا تكاد تفيق من غيبوبة انك كنت تهذي حين تستطيع عاصفة بسيطة ان تهدم جدران علاقة كنت تظنها صلبة, واحيانا لا يوجد عواصف,, تموت العواطف هكذا بارادتنا,, بتساهلنا,, بتمردنا الزائف,.
ونصبح حينئذ عاجزين حتى عن امتلاك انفسنا,, مشاعرنا,, رغباتنا.
نستسلم لليأس او للبرود الذي بدأ يعتلي قلوبنا بفعل ظروف تمر بنا او هموم او مشكلات حياتية.
قد نخسر كثيرا لاستسلامنا لأن العلاقات الانسانية لا تنمو بمفردها بل تحتاج الى من يرعاها ويحنو عليها ويحميها والحكمة اليونانية تقول (الصداقة مثل الارض التي نزرعها).
استمرارية العلاقات اصعب كثيرا من تكوينها والذي لم يعد صديقا لم يكن قط صديقا.
فالاستمرارية هي المحك لقوة العلاقة او ضعفها,, صدقها او زيفها.
لكنك ابدا لا تصدق ان كل الذي قد مضى كان زيفا وحرارة الشمس كانت ثلجا كل ما حولك ينطق بصعوبة ان تمتلك الامس ان تنادي الأحبة يطمئنونك بأنك لا تهذي وان ثمة خطأ ما لا بد ان يعالج او عليك ان تعترف بأنها الحياة صدق الحكيم جيروم منذ قرون مضت حين قال (الحياة حلم), ويبدو انك قد استيقظت منه الآن,!!
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved