Wednesday 18th August, 1999 G No. 9820جريدة الجزيرة الاربعاء 7 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9820


رياح التغيير
السعودة في القرن الجديد
د, عثمان السلوم

في الأسبوع السابق تكلمنا عن الأسباب التي أدت إلى ظهور الوظيفة عن بعد وفي هذا الأسبوع نتكلم عن الابعاد التي يمكن أن تأخذها قضية السعودة في القرن الجديد.
إن ظهور ما يسمى بالوظيفة عن بعد سيجعل قضية السعودة تأخذ بعداً آخر يحتاج إلى أساليب اخرى جديدة يجب اتباعها للحفاظ على توظيف المواطن.
حيث سيكون التحكم في العمالة الأجنبية الماهرة التي تخترق الحدود الاقليمية صعباً سواء جاءت هذه العمالة من وسط أو شرق آسيا أو وسط افريقيا والتي كلها تتميز بانخفاض أجورها, ولذلك فان التركيز الأهم يجب ان يكون منصبا على معرفة المواصفات الواجب توفرها في المواطن السعودي في القرن الجديد الذي يبحث عن العمل المناسب سواء داخل المملكة او خارجها, لان الحصول على الوظيفة المناسبة في القرن الجديد سيكون متاحاً فقط للذين يستطيعون تقديم خدمات فنية وتقنية مطلوبة في كثير من أنحاء العالم -دون التقيد ببلد معين- وكذلك لديهم الخبرة التقنية والعلمية الكافية في ايجاد واستعمال وسيلة اتصال فعالة ورخيصة -إن لم تكن مجانية- في التنقل من البيت إلى قارات مختلفة وبلدان مختلفة في كل يوم! أي بمعنى آخر ان الجيل الجديد يجب ان يعرف كيف يجوب هذا العالم الصغير من شماله إلى أقصى جنوبه ومن شرقه إلى أقصى غربه مستخدما وسائل التقنية الحديثة ولديه المقدرة العقلية في التفاعل والأخذ والرد مع أصحاب العمل في أرجاء المعمورة لتقديم الخدمات التي يتقنها بجودة عالية وبسعر معقول.
وفي القرن الجديد سيكون ارتباط الموظفين بأجهزتهم الحاسوبية والالكترونية أكبر من ارتباطهم بزملاء العمل والأصدقاء وغيرهم وستكون دخولهم مربوطة كذلك بمقدرتهم التقنية والعلمية والتخصصية.
بالاضافة إلى ذلك فانه قد يحتاج الموظف إلى تعلم بعض اللغات المهمة في الشرق أو الغرب بالاضافة إلى اللغة الانجليزية كاللغة الصينية مثلاً أو غيرها، وكما نعلم فانه من المتوقع لبعض الدول الشرقية كالصين ان تكون قائداً جديداً للعالم في القرن القادم بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية, ولا عجب فلا يكاد يخلو بيت -إن لم يكن كل غرفة- في هذا العالم إلا وفيه صناعة صينية! ويرجع الفضل في ذلك إلى السعر المنخفض لهذه الصناعات الرديئة والتي ستتحسن في المستقبل القريب.
هذه التغيرات السريعة في وسائل التقنية والتطور من حولنا ستجعلنا قد نعود إلى تكرار عمل برنامج شبيه بالبرنامج الناجح مكافحة الأمية , ولكن الأمية الجديدة الأمية الثانية هي محو أمية التقنية والتي تعاني منها جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان فهم يجدون صعوبة في التعامل مع الكثير من الأجهزة الالكترونية المعقدة, ولكن وللأسف فان معظم الدول الإسلامية والعربية لازالت في مرحلة مكافحة الأمية الأولى, ومحو الأمية التقنية ليست ترفاً أو شيئاً كمالياً، إنما هي من اجل توعية المواطن وخاصة الجيل الجديد وصقل خبرته وتأهيله تأهيلاً علمياً وتقنياً دقيقاً ليجد له مكانة وأهمية في القرن الجديد, فهلا استعددنا إلى محو أميتنا التقنية في أسرع وقت ممكن قبل ان يكون باهظ التكاليف إلى الدرجة التي نعجز عن محوها, ان برنامجاً كهذا أو أي برنامج آخر لرفع المهارات الالكترونية والتقنية لجميع المواطنين السعوديين سيعود على الوطن والمواطن بالرفاهية والتقدم الاقتصادي والعسكري ولن يكون مكلفاً للدولة وخاصة إذا اشترك فيه القطاع الخاص والمتطوعون من المتخصصين والمثقفون التقنيون وليس المثقفين في علوم الكلام وتم تنسيقه وتنظيمه باستخدام القطاع العام والهيئات غير الربحية الأخرى.
البريد الإلكتروني alsallom*ksu.edu.sa
الصفحة الإلكترونية :http://mah.vuse. vanderbilt.edu/sa
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved